الأقباط متحدون - لا عيش ولا حريه وجرائم انسانيه
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | الخميس ٧ فبراير ٢٠١٣ | ٣٠ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

لا عيش ولا حريه وجرائم انسانيه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بقلم : عصام نسيم
كان شعار الثوره التي خرجت به الملايين هو ( عيش – حرية – عدالة اجتماعيه ) فبعد عقود من الاستبداد التي عاشته مصر غابت فيه كليا هذه الشعارات الثلاثه فاصبح رغيف الخبز بعيد كل البعد عن الاستخدام الادمي بل اصبح هناك الملايين من الجوعه في مصر واصبحت مقوله ( محدش بيموت من الجوع ) في غير محلها في مصر واصبحت مصر على وشك – ثوره جياع -  فجاءت الثوره تنادي بهذا المطلب أملا في ان يكون العيش سواء كان رغيف الخبز او الطعام عموما هو امر يجب ان توفره الدوله لشعبها خاصة بعد ان نسى حكام مصر كل هذه الالتزامات وضاعت حقوق المواطنين من قاموس التزامتهم .

اما عن الحريه فحدث ولا حرج فقد عاشت مصر على مدار اكثر من نصف قرن حاله من المعاناة والقهر من استبداد الحكم العسكري غابت عنه الحريه وفقد الشعب المصري الكثير من حقوقه بل من ابسط حقوقه وعاشت مصر فترات ظلام من حيث الحريه ورغم ان السنوات الاخيره كانت هناك حريه الي حد ما ولكنها لم تكن هبه من الحاكم بل نتيجة التطور الهائل في ثوره الاتصالات والمعلومات التي حدثت في العالم كله الشئ الذي اصبح قمع الحريات امر شبه مستحيل فيه في بعض المجالات ولكن يبقى اسلوب الحكم القمعي الاستبدادي حكم الفرد الواحد هو اسلوب الحكم في مصر .

اما عن العداله الاجتماعيه فقد اصبحت في مصر في السنوات الاخيره من المستحيلات الاربعه فقد تحولت مصر الي اقلية من الاغنياء يحصلون على كل شئ وغالبيه من الفقراء لا يحصلون عليه شئ واصبح اكثر من نصف المصريين يعيشون تحت خط الفقر ونهبت ثورات مصر وبيعت مصر للاغنياء واصبحت تتحكم في كل ثوارتها ومواردها عصبه تنهب المليارات في الوقت الذي يئن فيه الشعب ويفتقد ابسط حقوقه الانسانيه .

وفي ظل كل هذا القهر والظلم الذي عاشه المصريين خرجت ثورة مصر تحطم كل هذا الظلم والقهر الذي عانى منه المصريين سنوات طويله !

ولكن للاسف الشديد فقد تغير مسار الثوره 360 درجه وتم سرقتها وخطفها من قبل جماعه ركبت موجه الثوره واستولت عليها وخدعت من خدعت وكذبت على من كذبت حتى اصبح رئيس مصر من هذه الجماعه ورغم انخداع الملايين  في ما اطلقت عليه الجماعه في ظل بحر من الداعيه الكاذبه من نهضة التي هي ارادة شعب ! او من برنامج المئة يوم ! او من ان مرشح الجماعه هو مرشح الثوره !!!!! رغم انه اثناء الثوره كان مقبوض عليه في سجن وادي النطرون وهرب من السجن يوم 29 يناير في ظروف غامضه لم يتم الكشف عنها حتى اليوم !

ورغم كل هذا كان هناك امل عند كثير من المصريين ان من ذاق الظلم والسجن والقهر والاستبداد سوف يكون حكمه بعيدا كل البعد عن هذه الجرائم ولكن للاسف الشديد جاء حكم مرشح الجماعه عكس تصورات هؤلاء وتأكيدا لشكوك الملايين  من كانوا يدركون جيدا طبيعة هذه الجماعه ويعرفون تاريخها وانتهازيتها في الوصول لما تريد .

وبعد عامين من الثوره غاب كليا شعار الثوره عيش حريه عداله اجتماعيه ورأينا حكومه  رئيس الثوره ! حكومه فاشله كاذبه لا تصلح حتى لحكم حي ولا دولة كبيره كمصر وراينا هذه الحكومه تسعى بكل قوتها لتحطيم شعار الثوره الرئيسي ورأينا وزراء المهازل يهزون بتصريحات عجيبه غريبه لا تصلح لشعب جزر الموز وليس

لشعب دوله خرج لتوه من ثوره عظيمه وسقف المطالب عنده كبير للغايه

فمثلا شعار العيش : رأينا وزير التموين يصرح ان الوزاره سوف تمنح كل مواطن ثلاثه ارغفه في اليوم يصرفها بكوبونات وايضا وزير التموين الذي صرح ان لكل مواطن لديه سياره 5 لترات من البنزين ومن لديه سياره اجره 30 لتر لتعيش مصر حاله من الفوضى عند تطبيق هذه القرارات الي جانب حالة الغلاء التي اصابت كثير من السلع وتراجع الجنيه امام الدولار ومن ترتب عليه من غلاء في كثير من المنتجات ... الخ وهكذا اصبح شعار عيش ليس له محل في حكم رئيس الثوره !!!
اما عن الحريه فراينا دستور الاخوان الباطل ومواده التي تحتوي علي الكثير من المواد التي تقمع الحريات ورأينا كمية البلاغات التي تقدم ضد كل من ينتقد الجماعه ورئيسها من الاعلاميين وايضا عدم تقبل هذه الجماعه النقد ومهاجمه وتشويه وملاحقة كل من يعارضهم وهكذا تراجعت الحريات وبدءت مصر تعيش عصر من القمع اصعب ممن كانت تعيشه قبل الثوره !!! ايضا قمع الشرطه واسلوبها الوحشي في التعامل مع المتظاهرين خصوصا في ظل وزير الداخليه الجديد ( الذي واضح انه تعلم الدرس من الوزير السابق جيدا وسعى بسرعه لتأكيد ولائه للجماعه ورئيسها ) ورأينا سحل المواطنين وجرائم التحرش وقتل شباب الثوره اصحاب الثوره الحقيقين على ايدي مجرمين سواء من الداخليه او من مليشيات الجماعه حاله من القمع ضد المتظاهرين اعادت لاذهاننا فترة حكم العادلي فهل هذا ما كان ينتظره شعب قام بثوره !!

اما عن شعار العداله الاجتماعيه :  فاصبح هو الاخر ليس له محل في حكومه رئيس الثوره وسارت في نفس طريق النظام السابق مع تطوير اسلوبه بعد الشئ واصبحت الجماعه ومحاسيبها وقرايبها هو من يتحكمون في كثير من مفاصل الدوله في ظاهره لم تحدث من قبل من نظام حكم ليستولى على كل مفاصل الدوله بهذا الشكل وهذه السرعه . واصبح شعار عداله انسانيه كغيره من شعارت الثوره ليس له محكان في حكم رئيس الثوره وتحول شعار الثوره من  عيش حريه عداله اجتماعيه الي لا عيش ولا حريه وجرائم انسانيه هو شعار حكم النظام الحالي فهل هذا ما قامت من اجله ثورة مصر العظيمه !!!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع