الأقباط متحدون - حكاية : ذات الخال ..ذات الهوى
أخر تحديث ٠٣:٤٨ | الخميس ٧ فبراير ٢٠١٣ | ٣٠ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حكاية : ذات الخال ..ذات الهوى


بقلم : الشربينى الاقصري
حكايات قديمة من بلدنا الزينية بحرى : الحكاية الثانية: ذات الخال ...ذات الهوى . وهذه الحكاية مرتبطة بأغنية من اجمل الاغانى... وارق الاغانى.... فى زمن الاغانى .. الزمن الرومانسى الجميل .. هذه الاغنية تثير اشجانى : وهى أغنية: (لايق عليك الخال): كلمات :عبد المنعم السباعى. الحان : محمد الموجى . غناء : عبد الحليم حافظ. تقول بعض كلمات الاغنية : لايق عليك الخال ... ياللي الهوى خالك مشغول عليك البال ... ولا حد على بالك ياللي الهوى خالك لك خال على خدك .... مين في الجمال قدك شاغل قلوب بهواك بين الملاح نادر ... وأنا اللي مش قادر قلبي في يوم ينساك مكتوب على قلبي يبكي على حبي ودموعي تحلالك ياللي الهوى خالك..... بدأت اعرف أعزائى صاحبة هذه الحكاية...و(على رأى ام كلثوم ): واعرف حكايات مليانة اهات ودموع وانين ...... فى البداية كلمة الخال فى الاغنية ( لا تعنى أخو الام ) ولكنها تعنى ... ( الحسنة .. او الشامة ) التى على الخد لن احكى عن الاغنية .... لكن كلماتها تثير فى نفسى ذكري حكاية حب رومانسى قديم . (قد يمرعلينا فى حياتنا اناس .... مجرد مرور الكرام .... لكنهم لايعرفون انهم يتركون فينا جروح حب عميق لا يهدأ ولا ينام .... ولا نعرف اننا هل تركنا فيهم نفس الشعور ..أم لا ؟بل ربما لا يعرفون عنا شيئا ...لكن ذكراهم تبقى طول العمر فى الذاكرة والوجدان .... انها الحياة ....بحلوها ومرها .

فى احدى الليالى وقبيل المغرب بلحظات ....وكنت فى سن مبكر ربما فى أقل من سن العشرين ....تقريبا كنت واقفا اشترى شيئاً لا اتذكره الان ... من محل احد البقالين فى قريتنا العتيقة(الزينية بحرى) ...ولاداعى لذكر اسم البقال فهو مشهور ومعروف فى بلدنا . ولما كان هناك بعض الزبائن قبلى أنتظرت حتى ينتهى البقال من قضاء مطالبهم ....وتعمدت الانتظار لان راديو البقال كان يذيع اغنية ( لايق عليك الخال )لعبد الحليم حافظ... وكانت تنتظر امامى ايضاً احدى الفتيات الريفيات الحسناوات الجميلة بجمال الريف الموهوب الفتان ... وكان وجهانا متقابلان ... وكان على خدها حسنة سوداء وللعلم وقتها لم اكن اعرف معنى كلمة ( الخال ) فى الاغنية ...... لكن الاغنية ووجه الفتاة الابيض المستدير وشعرها الاسود الفاحم الناعم جدا والقصير ... وعيونها ...برموشها السوداء الطويلة... العيون النعسانة والسارحة ... انطبعوا بداخلى وانطبعت معهم الموسيقى الخلفية لاغنية (لايق عليك الخال )....وكأنها موسيقى تصويرية لاحد الافلام الومانسية فى ذلك العصر الجميل ... تخيلت نفسى (عبد الحليم حافظ )وهى احدى بطلات افلامه لكنها هذه المرة امامى انا . انصرفنا بعدما انتهت الاغنية ... واختفت الفتاةمن امام عيونى ..... لكنها لم تنصرف ولم تختفى من داخلى الى الان .... بعدها عرفت انها كانت جارتى وتسكن فى درب من دروب قريتنا خلف دربنا........ ورأيتها ذات مرة مصادفة واقفة امام باب منزلهم .... وكانت اخر مرة اراها ..... ولم اراها مطلقا بعدها .... رغم تعمد مرورى امام منزلها... يبدو انها تركت القرية لتسكن فى قلبى .... لكن الاغنية و فى لحظة المغرب ...ووجهها الطفولى الجميل.... ...وشعرها ويا لجدائل شعرها ...وخالها (اللايق) على خدها .... مازالوا يرسمون لوحة فنية رائعة بذاكرتى تظهر(للان ) و بكل قوة(كالوسادة الخالية )....و كلما استمعت الى الاغنية . وبعد مرور كل تلك السنين .... يدور فى رأسى تساؤل ... ماشكلها الان ؟...وهل مازالت على قيد الحياة ؟.... وهل تعلم عنى شيئا ؟... وهل تتذكر او حتى تعرف الاغنية؟ ......وهل مازال(الخال ) لايقا عليها .....الخال الذى( خالنى)بالحب وما زال (يخايلنى) بالعشق الرومانسى للان . الشربينى الاقصرى مصر/الاقصر/.والزينية بحرى


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع