الأقباط متحدون - السيدة في البلدان تحت حكم الأخوان
أخر تحديث ٠٤:٢٧ | الخميس ٧ فبراير ٢٠١٣ | ٣٠ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

السيدة في البلدان تحت حكم الأخوان

بقلم: رأفت فهيم جندي 

كَيْفَ صَارَتْ مصر كَأَرْمَلَةٍ، السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ خربت، بعد ان صَارَتْ تَحْتَ حكم الأخوانِ!  تَبْكِي في اللَّيْلِ بُكَاءً مرا لقتل وسحل أبنائها، وَدُمُوعُهَا تسيل علَى خَدَّيْهَا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ مِنْ كُلِّ مُحِبِّيهَا، كُلُّ أَصْحَابِهَا غَدَرُوا بِهَا، صَارُوا لهَا أَعْدَاءً. قَد سُبِيَتْ مصر مِنَ الْمَذَلَّةِ وَمِنْ كَثْرَةِ الْعُبُودِيَّةِ ولاَ تَجِدُ رَاحَةً، قَدْ أَدْرَكَهَا مغتصبوها من الأخوان.  
 
فنادق مصر نَائِحَةٌ لِعَدَمِ الآتِينَ إِلَيهاِ، كُلُّ أَبْوَابِهَا خَرِبَةٌ وخالية، وطرقها مليئة من دماء أبنائها، وأهلها يَتَنَهَّدُونَ.
عنَذَارَاهَا ونسائها مُذَلَّلَةٌ ومغتصبه فى التحرير، وَهِيَ فِي مَرَارَةٍ بعد أن صَارَ مُضَايِقُوهَا رؤساء عليهاَ، نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا، وأذل قضائها وقضاتها لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَم، ولأجل معاصي احكامهم على الأقباط، وذَهَبَ أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ أمام الأخوانِ.
 
َقَدْ خَرَجَ مِنْ مصر كُلُّ بَهَائِهَا، صارت لاَ تَجِدُ مَرْعًى، َيَسِيرَُ أبنائها بِلاَ قُوَّةٍ أَمَامَ الطَّارِدِ، سوى قوة المظاهرات والاحتجاجات، لقَدْ ذَُكَرَتْ مصر في كل جرائد وتلفزيونات العالم، في أَيَّامِ مَذَلَّتِهَا ويوم سحل أبنائها في الطرقات، وَنُسيت كل أمجادها وكلَّ مُشْتَهَيَاتِهَا الَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ، وهذا كله عِنْدَ سُقُوطِ شَعْبِهَا بفعل ِأيديهم للإخوان، ِوَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهَا. 
 
الأَعْدَاءُ ضَحِكُوا عَلَى هَلاَكِهَا،  فلقَدْ أَخْطَأَتْ مصر خَطِيَّئةً كبيرة فى انتخابها لشيطان الأخوان، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ صَارَتْ رجسه. كُلُّ مُكَرِّمِيهَا يَحْتَقِرُونَهَا لأَنَّهُمْ رَأَوْا عَوْرَتَهَا، وَهِيَ أَيْضًا تَتَنَهَّدُ وَتَرْجعُ إِلَى الْوَرَاءِ.  نَجَاسَتُهَا فِي أخونتها، وَقَدِ انْحَطَّتِ انْحِطَاطًا عَجِيبًا، ولَيْسَ لَهَا مُعَزّ. 
بَسَطَ الأخوان ُ يَدَهمُ عَلَى كُلِّ مُشْتَهَيَاتِهَا، كُلُّ شَعْبِهَا يَتَنَهَّدُونَ، يَطْلُبُونَ خُبْزًا، دَفَعُوا مُشْتَهَيَاتِهِمْ لِلأَكْلِ لأَجْلِ رَدِّ النَّفْسِ، والأخوان يريدون بيع مصر العظيمة بصكوك لباقى الأمم. 
 
انْظُرْ يَارَبُّ وَتَطَلَّعْ لأَنّ مصر قدْ صاِرْتُ مُحْتَقَرَةً  جدا، ومسحولة من الأخوان بمباركة الأمريكان.
اسْمَعُوا يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ وَانْظُرُوا إِلَى حُزْنِي! لأَنَّ تَنَهُّدَاتِي كَثِيرَةٌ وَقَلْبِي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ! 
 
انْظُرْ يَا رَبُّ، فَإِنِّي فِي ضِيق! أَحْشَائِي غَلَتْ، ارْتَدَّ قَلْبِي فِي بَاطِنِي، سَمِعُوا أَنِّي تَنَهَّدْتُ، ولاَ مُعَزِّيَ لِي، كُلُّ أَعْدَائِي سَمِعُوا بِبَلِيَّتِي، وفَرِحُوا لأَنَّكَ فَعَلْتَ.
وَيْلٌ لَنَا لأَنَّنَا قَدْ أَخْطَأْنَا. مِنْ أَجْلِ هذَا حَزِنَ قَلْبُنَا، مِنْ أَجْلِ هذِهِ أَظْلَمَتْ عُيُونُنَا، مِنْ أَجْلِ مصرَ الْخَرِبِة، والثَّعَالِبُ مَاشِيَةٌ ومتحكمة فِيهِا. 
أَنْتَ يَا رَبُّ إِلَى الأَبَدِ تَجْلِسُ، كُرْسِيُّكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، لِمَاذَا تَنْسَىَ مصر إِلَى الأَبَدِ وَتَتْرُكُنَا طُولَ الأَيَّامِ؟  اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ، جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ، وأرجعنا عن سبى الأخوان، وعن كل من بشاكلتهم، ومن يتمسك بأساس مبادئهم.
هَلْ كُلَّ الرَّفْضِ رَفَضْتَنَا؟ هَلْ غَضِبْتَ عَلَيْنَا جِدًّا؟
 
هكذا تخيلت ارميا النبي يرثى مصر، وأيضا كل مصري محب لها!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter