الأقباط متحدون - بالفيديو| مناظرة دون اختلاف.. ناجح: الدعاة هداة وليسوا قضاة.. وباسم أخشى أن يكره الناس الإسلام بسبب الإسلاميين
أخر تحديث ٠٧:٤٧ | الخميس ٧ فبراير ٢٠١٣ | ٣٠ طوبة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٢٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بالفيديو| مناظرة دون اختلاف.. ناجح: الدعاة هداة وليسوا قضاة.. وباسم أخشى أن يكره الناس الإسلام بسبب الإسلاميين


لم يمنع ابتعاد مقر الندوة طلاب الجامعة الأمريكية من حضورها، واكتظت قاعة "باسيلي" بالجامعة، وكانت سلالم القاعة لا تحتمل موضع قدم من كثافة المتراصين عليها؛ حرصًا منهم على مشاهدة المناظرة التي تجمع ما بين الإعلامي الساخر الشهير "باسم يوسف"، والمفكر والقيادي بالجماعة الإسلامية الدكتور "ناجح إبراهيم"، وكان عنوانها "الهجاء السياسي"، وأدارها الإعلامي "حافظ الميرازي".

المناظرة خلت من أوجه الاختلاف بين الطرفين، حيث أكد "باسم" على احترامه واتفاقه التام لآراء الدكتور "ناجح" السياسية، والتي وصفها بأنها تمثل الإسلام المعتدل، لافتًا إلى أن تطبيق تلك الآراء على أرض الواقع منعدم، كما قدّم الأخير الإعلامي الساخر باعتباره "يضع بأسلوبه المذاق الحلو في نقده المُر كالعلقم"، مؤكدًا أن "سقطات التيار الإسلامي هي التي تمد باسم بالمادة الساخرة"، بمنطق "هذا ما جنته أيديهم".

باسم يوسف، أعرب عن حزنه من تنفير بعض الإسلاميين للناس من الدين وابتعادهم عن سماحته في الدعوة، قائلًا: "هم ينتقدون الدول العلمانية ويصفونها بالكافرة والداعرة، بينما نجد أن تلك الدول تستخدم جوهر الإسلام من خلال الديمقراطية، وتطبيقهم لمقولة "عِش ودَع غيرك يعيش"، وهو ما زاد من انتشار الإسلام بها، بينما مَن يتولون مقاليد الحكم هنا ينفرون الناس من الدين، ويستخدمون لغة "يا ربنا يا النار".

وعن تخوفه من تحول كراهية الشخص إلى كراهية المعتقَد نفسه، يقول الإعلامي الساخر: "تعاطفنا مع الإسلاميين الذين تم تعذيبهم في السجون وعاشوا سنوات من القمع بدأ يتلاشى بسبب سياساتهم وآرائهم، والمُحزن أن ذلك التعاطف سوف يتضاءل إلى أن يصبح كراهية، ومن ثمَّ سيكون كراهية للعقيدة بسبب مَن يتحدثون باسمها، لأنه يدفع الناس للتنفير منه ومما يمثله، وذلك هو الخطر الحقيقي من المتحدثين باسم الدين".

لم يختلف الدكتور "ناجح" مع رأي "باسم"، والذي أعلن رفضه لـ"حصرية التحدث باسم الدين"، قائلًا: "ليس هناك متحدث حصري ووحيد عن الإسلام، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو مَن يفعلها، وقد اتنهى ذلك بموته وانقطاع الوحي، لدرجة أن الصحابة والتابعين كانوا عندما يدلون بأي فتوى أو رأي يختمونها بجملة "هذا رأيي"، حتى لا تُنسب للقرآن أو السنة، وهما المرجع الأساسي والصحيح للإسلام".

وعن خلط السياسة بالدين، يقول "ناجح": "يجب التفرقة بين الداعية والسياسي، فالداعية يدعوك إلى ربك وليس لنفسه، إنما السياسي فيقول: نفسي نفسي، الداعية يدعوك للدين من خلال التحدث عن سماحته وأخلاق النبي، إنما السياسي في الانتخابات يدعوك إلى انتخابه فقط، ويقول أنا الأفضل، ويجب على الدعاة أن يعلموا أنهم هُداة وليسوا قضاة، أي أن مهمتهم هداية الناس وليس الحكم على الشخص بالجنة أو النار".

بإشادة كبيرة، يعلق "باسم" على كلام المفكر الإسلامي، قائلًا: "أتفق مع كل كلمة قالها الدكتور ناجح، فهو كلام معتدل وصحيح، ولكن اختلافي الوحيد أن تطبيقه عند التيارات الإسلامية لا يحدث، وعندما يوجد لدينا مَن يطلقون على أنفسهم "حرّاس العقيدة، فهم يقولون لنا بطريقة غير مباشرة أنهم فقط ممثلي الإسلام، وكذلك شعار النهضة مرجعية إسلامية، فأنت تقصد أن غيري غير إسلامي، وهو ما يجعل تطبيق كلام الدكتور ناجح يتحول إلى نوع من العنصرية، واحتكار للدين".

وعن السخرية والنقد و"البرنامج"، يقول الإعلامي الساخر: "انتقاداتي المستمرة للتيار الإسلامي نتيجة لتناقضاتهم واستخدامهم للدين على مزاجهم، فهم يستندون إلى الآية الكريمة "لا يسخر قوم من قوم" لتحريم انتقاداتي لهم، ولكنهم بذلك يجتزؤون القرآن على أهوائهم، فالسخرية المقصودة في الآية هي السخرية من الشكل، لكنني أنتقد فكر ومواقف، وعلى الرغم من ذلك هم مَن يسخرون من الشكل، وهم مَن قالوا "حمضين صباحي، وسوستة، وأبو حمالات".

وبشأن استياء البعض من الطريقة التي يقدم بها "باسم" الموسم الثالث من برنامجه "البرنامج"، يجيب قائلًا "هدفي من البرنامج هو وضع السلطة في موقف المسؤولية والمساءلة، ومراحل تفاعل الجمهور معه يعكس الحالة المزاجية للشعب، فعندما كان يذاع على اليوتيوب كان بمزاج الانتصار بعد الثورة، وكان طبيعي أن نضحك، أما الآن فالمواضيع أصبحت صادمة وواقعية أكثر؛ لتتناسب مع الأحداث، وهو ما أبعدها عن قالب التسلية والكوميدية".

وتعود الكلمة للدكتور "ناجح"، والذي يعلق باستنكار على جزئية "السخرية"، قائلًا: "من المؤسف أن نجد أسلوب التفحش في الدعوة الإسلامية زائدًا بعد الثورة، لأن مَن يتحدث باسم الدين ويشتم أو يسب، فهو يضر الدعوة والإسلام وليس المقصود بهذا السباب، والدين يأمرنا بمعاملة الناس كافة بالخُلق الحسن، وعلى الحركة الإسلامية الاهتمام بالحق والدولة، وهناك خلل فيمن يقودون البلاد، لأنهم يديرونها من منطلق الجماعة".

وعند تطرق الحوار عن الرئيس "محمد مرسي" ومواقفه، علق "باسم" بقوله "مشكلتي مع الرئيس هي تناقض كلامه قبل الرئاسة وبعدها، ونحن في مرحلة بناء دولة ومؤسسات وبدلًا من احتواء كل أطياف الشعب وإشراكهم في بنائها، استبعدهم الرئيس وأخلّ بوعوده، فنحن لم نقبل استمرار مبارك 9 شهور، وإذا لم يصلح مرسي البلد ويفي بوعوده فسوف تصبح شرعيته مشكوك فيها"، فيما اكتفي "ناجح" بقوله "حكم الدولة يختلف عن قيادة الجماعة".

وبسؤال أحد الحاضرين لـ"باسم يوسف" عن رأيه في المعارضة السياسية الحالية، أجاب "رأيي في أداء المعارضة صرحت به سابقًا، ولكن يمكن تلخيصه في كلمتين "زي الزفت"، ولا يجب وصفها بـ"المعارضة"، بينما رفض الإجابة عن رأيه في تصريحات الدكتور "هشام قنديل" رئيس مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أنه سيجيب عن ذلك في الحلقة القادمة من "البرنامج" بطريقته الخاصة، وسط صيحات وضحكات الحاضرين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.