باسم يوسف أصبح حاليا من الأسماء اللامعة في الإعلام المصري. فقد اشتهر ببرنامجه السياسي الساخر ''البرنامج''، الذي لقي صدى واسعا لدى الكثيرين.
دويتشه فيلله كان لها فرصة لقائه في القاهرة.
في رحلتي الى القاهرة التقيت مع الاعلامي باسم يوسف، هذا الطبيب الجراح الذى غير مسار حياته وخاض تجربة جديدة تماماً على العالم العربي، تجربة برامج السخرية من السياسيين ورجال الدين .وذلك في دولة رأت لعقود طويلة ان انتقاد رجال الدين والطبقة الحاكمة يعتبر من التابوهات التي لا يجوز تخطيها.
فمن خلال برنامجه ومن خلال مغامرته هذه أصبح باسم يوسف من أكثر الإعلاميين مشاهدة فى مصر، وصار يتمتع بشعبية في العالم العربي خاصة في دول الربيع العربي.
في مسرح "راديو" التاريخي في وسط البلد في العاصمة المصرية القاهرة، الذى استأجره باسم خصيصاً ليقدم برنامجه وسط الجمهور الذى يحبه وقبل دقائق من بدء عرضه أجريت معه هذا الحوار:
في اعتقادك لماذا لا يتقبل السياسيون ورجال الدين السخرية التي تقدمها في برنامجك؟
باسم يوسف: لأن النقد الساخر يصل إلى قلوب الناس بسرعة، لأنه سلاح لا يملكه كثير من رجال الدين والسياسة وبالتالي هم غير معتادين عليه ولا يعرفون كيفية التعامل مع هذا النوع من النقد لذلك ردود أفعالهم تجاهه تكون أكثر عنفاً من النقد العادي
وبرأيك لماذا لا يتقبل بالتحديد عدد كبير من الإخوان المسلمين ومنهم أيضا الرئيس، كما يقول البعض النقد الساخر الذي تقدمه؟
أعتقد أنه بعد عقود من الانغلاق والاضطهاد الذى عانت منه جماعة الإخوان المسلمين أصبح لديهم نوع من الخوف، نوع من الشك من أن هناك من يتآمر عليهم باستمرار، هناك من يتربص بهم. هذا نتاج طبيعي لسياسة الانغلاق على مدار سنين طويلة. كما أن التكوين الفكري للإخوان الذى يعتمد على فكرة "السمع والطاعة" يجعلهم مصدومين من انتقاد الناس لهم بعد انفتاحهم على المجتمع.
وما أهمية النقد الساخر في هذه المرحلة؟
السخرية جزء من عقلية وتكوين الشعب المصري، الناس هنا تسخر من كل شيء، تهزأ حتى من أكثر الأمور جدية، تشعر أن الضحكة تخفف من آلامهم ومن واقعهم، وفى ظل الظروف الحالية أعتقد أن السخرية خاصة من الواقع السياسي هي وسيلة تعطى الأمل للمصريين في المرحلة الصعبة التي نعيشها\
هناك عديد من البلاغات قدمت ضدك للنائب العام، ما هو موقفك منها؟
ليس لي موقف، أنا مستمر فيما أفعله وما أقدمه للناس، إلى أن نرى ما ستسفر عنه هذه البلاغات وهل ستعوق البرنامج في المستقبل أم لا.
ومن الذي يقدم هذ هذه البلاغات ضدك، من وراءها؟
في أيام مبارك كانت السلطة هي التي تدفع مؤيديها ليقدموا البلاغات ضد خصومها. هل يحدث هذا الآن، لا أعلم، ربما يحدث لكن هذه مجرد تخمينات، لا يمكن أن أجزم بها
كيف تقيم الوضع السياسي الحالي بين الرئيس ومعارضيه ؟
يجب أن يكون هناك حوار حقيقي... أنا ممكن أن أجلس معك ونتحدث ونستمر في الحديث ولا نصل لشيء.. لابد أن يكون هناك نية للتغيير، بدونها لن نصل إلى نتيجة.
هل كنت تتوقع كل هذا الصخب ورد الفعل على "البرنامج"؟
(أجاب سريعاً): لا لم أكن متوقع... (ثم صمت وابتسم وقال) : في الواقع ليس هناك شيء متوقع في مصر، لا يمكنك أن تعرف ما الذى سينجح مع الناس وما الذى سيفشل، كل شيء هنا في صعود وهبوط
ماهي أكبر المخاوف التي يشعر بها باسم يوسف حالياً؟
أكبر خوف عندي ليس القمع وليس تراجع مستوى الحريات. أكبر خوف هو اليأس، لابد أن يستمر الناس فى المقاومة ليصلوا إلى حرية الرأي التي نريدها جميعاً، لو استمرينا في الصمود سننجح، لو توقفنا سنفشل.
هل يعني ذلك أنك لا تخاف؟
لا لست خائفا و كما يقول المصريون "زي الفل".
فور انتهائي من اجراء المقابلة مع باسم أسمع صوت المخرج من بعيد لينبه باسم بان تصوير الحلقة سيبدأ.