قضت محكمة القاهرة الاقتصادية بتغريم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مبلغ 200 ألف جنيه كتعويض إلى ورثة المؤلف المرحوم محمد الصادق قمحاوي، لقيام إدارة المعاهد الأزهرية بتدريس كتاب "غريب القرآن" لطلاب المعاهد الأزهرية لمدة 7 سنوات، دون تقديم أي مقابل نقدي لورثته.
وكشف تقرير الخبير الفني أن كتاب المؤلف مستمد من كتاب "غريب القرآن" للإمام "محمد أبوبكر السجستاني" لكن المؤلف "قمحاوي" قام بإعادة ترتيب السور القرآنية واعتمد في التفسير على الإيجاز في المعاني والمفردات والاختصار فيها وبالتالي فهو بمثابة قاموس يعرض الكلمة ويتميز عن الكتاب الذي استمد منه المادة العلمية.
ورفضت المحكمة دفاع محامي شيخ الأزهر الذي قرر أن المرحوم "قمحاوي" كان يعمل لدى إدارة المعاهد الأزهرية وأنه قام بتأليف هذا الكتاب أثناء عمله بالأزهر وتقاضى مقابلا نقديا عن عمله، واعتبرت المحكمة طبع الكتاب وتدريسه للطلاب دون موافقة ورثة المؤلف اعتداء على حقوق الملكية الفكرية له لذا يستوجب تعويض ورثته.
وكانت الدعوى هي الأولى ضد الشيخ أحمد الطيب، بصفته، منذ توليه المنصب، وقضت المحكمة في يوم 1 مايو 2010 بعدم اختصاصها، بنظر دعوى التعويض المقامة من ورثة مؤلف "غريب القرآن" والذي قررته المعاهد الأزهرية على الطلاب دون إذن مسبق منهم، وأمرت بإحالتها للمحكمة الاقتصادية، التي أصدرت قرارها السابق.
وكان محمد الصادق المنشاوي، قد ألف كتاب غريب القرآن وقررته المعاهد الأزهرية التابعة لشيخ الأزهر علي طلاب مرحلة التجويد بمعاهد القراءات بالصفوف الأول والثاني والثالث الاعدادي. وكان يطبع ويوزع بإذن من المنشاوي في حياته. ثم انتقل الحق بعد وفاته إلى ورثته أبنائه "محمد وأحمد وأمل وإيمان ووالدتهم واضحة عبدالعال".
وأضاف الورثة في دعواهم أنهم فوجئوا بقطاع المعاهد الأزهرية، الذي تولي شيخ الأزهر الإشراف عليه يقوم بطباعة الكتاب بمطابع أخبار اليوم وينشر ويوزع عن طريق دار الحمد للطباعة والنشر على المعاهد الأزهرية في الفترة من 2002: 2009 بواقع 3 ملايين ونصف المليون نسخة خلال السنوات السبع الماضية ومازال يطبع ويوزع حتى الآن دون إذن أو تصريح مسبق منهم وطالبوا في دعواهم بمبلغ 500 ألف جنيه كتعويض مدني عما أصابهم من أضرار مادية ومعنوية من جراء ذلك