الأقباط متحدون - خطــة عظيمة مدبرهالي .... رحلــة عمر انت رسمهالي...!!
أخر تحديث ٠٥:٢٩ | الاثنين ١١ فبراير ٢٠١٣ | ٤ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٣٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

خطــة عظيمة مدبرهالي .... رحلــة عمر انت رسمهالي...!!

بقلم نبيل المقدس
     كل واحد فينا يرغب في داخله أن يعيش حياة الإستقرار من عيش وحرية وكرامة وعدالة اجتماعية .. وجميعنا يسعي للحياة في مجتمعات مستقرة تتسم بالأمن والإطمئنان والبهجة , وهذه بحد ذاتها رغبات مشروعة وطبيعية ولا يستطيع أحد  أن يزايد عليها. لكن بسبب عدم معرفة أغلب الشعوب أن حياتهم هي ما إلا خطة يدبرها الرب ورحلة يرسمها له منذ الأزل ... لذلك تُفاجأ أحيانا بعكس ما كانت تنشدها , و تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ... فيغيب الأمن والهدوء من المجتمع , وتفقد هذه الشعوب ابسط حقوقهم الدنياوية وهي العيش والحرية والعدالة الإجتماعية .. ويمتد هذا القلق إلي أزمات إجتماعية وإقتصادية ... وتبدأ أحاسيس التوتر والخوف في إختراق نفوسهم وقلوبهم من الداخل .. وربما يؤدي هذا القلق والإضطرابات المصحوبة بالفقر إلي ثورة جياع والتي تدل علي انهيار وطن بحاله , ولا يفيق الوطن منها إلاّ بعد ما يخسر مقوماته وحضارته وسمعته , الذي عاش بها طيلة آلاف السنين منذ الخلق في عزة وكرامة ومجد . نحن لا نريد ولا نتمني أن يصل بنا الحال إلي مثل تلك الأمور .


    تذكرتُ حال مصـر , حيث كانت مستقرة إلي حد ما منذ آلاف السنوات حتي  سنة 600 قبل الميلاد تقريبا , وبدأت تسقط بين الكثير من المغيرين عليها ... من جميع الجنسيات حتي وقت كتابة هذه الكلمات .. مصر الخالصة كانت متميزة بتقدمها الذاتي .. كانت رائدة العلم والأدب والفن من ذاتها .. مصر توقفت عن الإبداعات بجميع أنواعها منذ زمن . ولذلك عندما نذكر مصر الحقيقية نقصد بها مصر القديمة .. أيام القدماء المصريين . مصر لم تفلح بعد سقوطها في الهاوية في أن تخرج شيئا مفيدا للبشرية .. كل ما فعلته هو مجري قناة السويس في التاريخ الحديث .. وياريت كان من تصميمها بل كان من تصميم ما ندعوهم " بالخواجات " .. فلاحي مصر كانوا هم أدوات الحفر .. حتي الكباري والمصارف التي هي أصلا من إبتكارات المصريين القدماء أصبحت الآن من إبتكارات " الخواجات " .. جميع الإختراعات والأدوات الحديثة أصبحت مستوردة .. ولا أنكر أن مصر القديمة كانت قلعة لإخماد الكثير من الأمراض المعدية , فلم يبخلوا علي أن يجتهدوا وينتجوا من الأمصال والأدوية الطبيعية الكافية لتقليل مفعولها علي البشرية ... أما الآن فهي تشحذ هذه الأمصال من بلدان " الخواجات".. خسارتك يا مصـــر . 


   ماذا حدث لك  يا مصر يا رائدة الأمم فقد تنجستِ بوكسات ونكسات مِنْ بعد  دخول الإسكندر المقدوني بحجة طرد الفرس من أراضيكِ عام 333 ق•م. حتي وصل به التبجح بأن يتوج نفسه ملكا على منهج الفراعنة ووضع أساس مدينة الإسكندرية ثم حج إلى معبد آمون في واحة سيوة والذي كان يتمتع بشهرة عالمية واسعة في ذلك الوقت .. لكي ينسب هذا المعبد العظيم لنفسه ,وتصير مصـــر تابعة له ..  صحيح قام الإسكندر الأكبر بسواعد أبنائك بكثير من مظاهر النهضة والتي لا تقل درجة مما فعلوه أجدادك , لكنها كادت تهدر الهوية المصرية الصميمة .. وتوالت المصائب علي مصر الحبيبة من عهد البطالمة الذين حاولوا أن يتوددوا للشعب المصري بإحترام ديانتهم وعدم هدم معابدهم .. ثم أتي بعد ذلك العصر الروماني بكل سيئاته وظلمه حتي أنه حاول أن يهدم الديانات الفرعونية وكذلك الديانة المسيحية لدي البعض من المصريين القدماء .. ثم مرت مصــر بالعصر الإسلامي الذي قضي تقريبا علي باقي الهوية المصرية وتوالت عصور حكم الخلفاء علي المصريين إلي ان جاء ما نسميه عصر النهضة بقيادة محمد علي .. وبدأت مصر تنتعش , لكنها لم تستكمل مشوار تقدمها بقدوم السلاطين والملوك الفاسدين ويليها بعد ذلك الثورات وحكامها العسكريين الأربعة , حيث إختلفت الأراء نحو أدائهم .. إلي أن وصل بنا الحال إلي ما يُقال عنها ثورة 25 يناير , وهي بعيدة كل البعد عن معايير ومقومات الثورات .. !! وأخيرا وصلت إلي حكم افراد من جماعة الإخوان الذين حتي الآن لم يستطيعوا أن يتعرفوا علي الهوية الحقيقية للمصري ... المصري اليوم يطالب بأن يسترد هويته الأصلية الفرعونية ... هوية أجداده القدماء التي كانت قبل قدوم الإسكندر الأكبر ... أبناء بناة الأهرامات ... والمسلات ... وابناء الفلاسفة والعلماء والمبتكرين القدماء. أي انهم يريدون أن يكونوا كأجدادهم أصحاب تراث ذاتي نابع من وجدانهم بغض النظر عن ديانتهم المتباينة التي يعتنقوها .. يريدون البحث عن السيدة المصرية التي كانت محل إعجاب العالم وقتها من جمال وقيمة وشخصية ..  الآن يبحث المصــري عن هويته الأصلية والتي فقدها منذ آلاف السنوات .. هل يا تري سوف يجدها من بين إحدي تظاهرات الجُمع التي أصبحت إحدي مميزات المصري الآن  ...؟؟؟؟؟ أتعشم هذا .


     ما يعزيني بعد كل هذا القلق والإضطرابات التي تعيشها مصر حاليا منذ آلاف السنوات , هو ما كان يفعلوه شعب الله في القديم عندما كانوا يعانون في كل مرحلة من مراحل حياتهم الضيق والألم والسبي .. فقد كان لديهم مثال عملي مشهور لديهم يقول : " يُفرغ من إناء إلي إناء حتي يكتمل تعتيقه " . والتشبيه هنا هو لعملية تعتيق الخمر . فكانوا يضعون عصير العنب في أواني لفترة من الوقت حتي يختمر .. في هذه الأثناء تترسب الشوائب إلي أسفل قاع الإناء, فيتم تفريغه إلي أواني أخري مع مراعاة تصفية وإبعاد هذه الشوائب التي ترسبت في القاع ... وهكذا تتكرر نفس العملية لمدة شهور طويلة وربما سنوات مع إستمرارهم في تصفية الشوائب , حتي يحصلون علي خمر عتيقة طعمها جيد ورائحتها متميزة. 
    لذلك أجد نفسي واثق من الرب أنه سوف ينصر مصر كما قال في كتابه المقدس " مبارك شعبي مصـــر " .. ورافعا تسبيحة وجوده معي في كل لحظة من الحيـــاة التي بدأها معي منذ مولدي , كما أحمده أنه يفرغنا من إناء إلي إناء آخر حتي نستعيد أمجادنا ونطرد جميع الشوائب التي تراكمت وتصبح مصــر الوطن ذات النكهة المصرية والعبير المصري:


............................. ياللي بديت الرحلة معايا ........ واثق فيك إنك هتكمــــــل . 
............................. إنت الفرح في وقت بكايا ........ وإنت القلب إللي بيتحمل.
................................................ شكرا ليك ياإللي بترعاني .
................................................ ياإللي إيديك دايما رفعاني .
لكن سؤالي الأخير يا خالق الكون ... متي سيكون الإناء الأخير ؟؟ إناء الإستقرار والحب والبهجة .. لكي  يتم تحقيق أهداف شعبك " العيش والحرية والعدالــة الإجتماعيـــة " ........... !!!!!

                                                                                                        نبيل المقدس  

  

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter