الأقباط متحدون - عيد الحب في مصر الفرعونية
أخر تحديث ٠٧:٠٩ | الاثنين ١١ فبراير ٢٠١٣ | ٤ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٣٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

عيد الحب في مصر الفرعونية


   لطيف شاكر
احتفل المصريون بعيد الحب منذ عهد الفراعنة في مدينة منف وهو يبدأ في اليوم الأول من الشهر الرابع من السنة واحتفل به الملك سنفرو ورمسيس الثاني وملوك آخرون.
وفي عهد الأسرة الثامنة عشرة (1550 ـ 1307 ق. م.) العهد الذى شهد قيام مصر بتعزيز سطوتها ومد سلطانها إلى ما جاورها من بلاد الشرق، شهد طرزا فنية جديدة، وأفخم المنحوتات وأروع الأعمال، بالإضافة إلى الاصلاحات الدينية الكبري. وصارت القصور الملكية فى طيبة ومنف والعواصم الجديدة فى شرق الدلتا مراكز عالمية للثقافة والابداع وتصور مشاهد الولائم والحفلات السيدات الجميلات وقد ارتدين الملابس الشفافة من الكتان وتحلين بالمجوهرات واكتحلن بالكحل الأسود وبدت نضرة أجسادهن بما تطيبن من العطور والدهون، وقد التأم شملهن فى قاعات القصور، للاستمتاع بمشاهدة فرق الرقص والموسيقي، وكان عازفو القيثارة يشتركون مع عازفى العود والناى فى فواصل مع العزف المنفرد أو المزدوج، لتقديم المقطوعات الموسيقية المفضلة
وكتب على جدران المعابد “سأترك يدي تنام في يدك سأترك رأسي تنام على صدرك.. سأترك عيني تنام في عينيك لأصحو على صوت حبيبي ينشد في الناي الأغاني التي أحبها


وقدماء المصريين خير من صورورا الحب فى اسمى صوره  واقدسها  ففى صورهم ونقوشهم وتماثيلهم الخالدة يصورون الحبيبين لا ينظر احدهما الى وجه الآخر كماورد في نقوشهم وتماثيلهم الخالدة حيث  يصورون الحبيبين لا ينظر احدهما الى وجه الآخر كمايفعل غيرهم بل يصورونهما دائما وهما ينظران معا الى هدف مشترك وتجلس الحبيبة او تقف الى يساره تعبيرا عن قربها من قلبه.
 وكانت وصية الاب لابنه العريس : الزواج هو رحلة العمر فى بحر الحياة ان تلك الرحلة تحتاج الى زاد حتى تنتقل بأمان بين شاطىء نهر الزمان ... تحتاج الى زاد من الثقة والصبر والتسامح ... تحتاج الى زاد من قوة السواعد المشتركة التى تمسكالمجدافين حتى يضربا صفحة الماء معا ... فتحتفظ السفينة بتوازنها وتحنى لها العاصفة رأسها فتشرق الشمس بعدها فيساعد النسيم على امان سير السفينة وهويداعب شراعها ليكن ساعدك قويا فلا تيأس ولا تترك المجداف ... حتى لا تسير السفينة على غير هدى انها رحلة العمر فليباركك الاله ياولدي
 
وفي مصر ظهر سنوحي ومعشوقته  "تبكاهيت " قبل أن يكتب شكسبير  رومانسيته عن “روميو وجولييت”.
كتب سنوحي الى محبوبته “سكن الجمال ديار مصر وأبي أن يبرحها إلا على جناح الحب”.
وأجبرته الدسائس على الهرب من مصر والعيش في فلسطين وبعد ان عفا عنه الملك سنوسرت الثالث واستقبله في قصره. وجد محبوبته التي كتب لها قصائد الحب قد رحلت الى عالم آخر وطلب من الملك أن يبني له قبراً بجوار قبرها.. وقد كان.
ومن أروع ماكتبه لها “أصبحت كمثَّال فقد يديه. أو رسام فقد بصره أو مغن فقد صوته. أو قارب تحطم شراعه. أو طائر انكسر جناحه. أصبحت كقوس بغير سهم وسماء لا نجوم فيها. لأني بعيد عنك.
 
يقول العاشق المصرى القديم فى بعض قصائد :
- «حبيبتى على ضفة النيل الأخري، وبينى وبينها النهر والتماسيح، ولكنى سأخوض الماء وأتحدى التماسيح، فحبك يمنحنى القوة والشجاعة.
- أنتظرك يا معبودتى فى شوق عارم، وعندما أسمع خطواتك، يقفز قلبى بين الضلوع. عندما يضمنى ذراعك وتحتضنيني، يصيبنى الخدر، وأهيم فى عالم آخر، فى حديقة فواحة بالزهور، بعيدا، فى بلاد «ونت»
- أتمنى لو كنت مجرد خاتم لإصبعك الصغير، حتى يتسنى لى ملامسة أناملك فى خلسة من الآخرين
وفى إحدى برديات تشستربيتى يقول الشاعر العاشق ايضا : حبيبتى بلا نظير أجمل النساء، مضيئة ..إذا أهلت كنجمة براقة فى ليل عيد، عيناها آسرتان، وشفتاها ياقوت أحمر، والشعر جواهر سوداء تبرق فى ضوء النيل، وحديثها منمق أثير
ومن بين أغانى مدينة منف،  تقول الحبيبة فى بردية هاريس: «كما يذوب الملح فى الماء، كما يختلط الماء باللبن، حبك يتخلل كياني، يسرى فى وجداني، فلتسرع إلى كصقر ينقض من السماء كجواد يركض، أو كثور هائج، لتسرع إلى  محبوبتك فهي فى انتظار...فيحييها
حبيبها الذى يشبه نفسه بالطائر البري قائلا: «شفتا حبيبتى برعم لوتس، ونهداها ثمرتا رمان، وذراعاها كرمة، عيناها توت أسود، وحاجباها فخ، أنا الطائر البري، يلتقط طعم شعرها الفاحم، مجذوب إلى فخها دون تردد.
هل تغيب الانسان المصري صورة مصر الممتدة عبر العصور، بنيلها الخالد، وخضرتها الدائمة المزهرة، وحقولها وطيورها وإنسانها المحب للحياة الصانع للحضارة، والعاشق لكل ما فى واديها من جمال.


غزل فرعوني
* انت زهرة اللوتس رونقها فى جمالك ملمسها فى نعومة بشرتك عطرها فى انفاسك قطرات الندى التى تتساقط على زورقها هى دموع الوداع التى تلاقت على خدك فرشفتها لاحتفظ بها .. الى ان نلتقى لاعيدها اليك دموع فرح باللقاء .
حبيبتى طويلة وفارعة كالنخلة النامية تتمايل فى مشيتها كزهرة البردى التى يداعب سيقانها نسيم البحيرة المقدسة وجهها باسم كأبتسامة زهرة اللوتس عندما تستقبل اشعة شمس الصباح على خديها حمرة وردتين ناضرتين متفتحتين عينيها حالمتان تتألق كالنجوم الساهرة عندما تستقبل نور الفجر المضىء .... لها سحر القمر الذى يشع من وجهها وهو يسطع بأشعته الفضية على سطح النيل ويداعب امواجه  الراقصة بدلال.
وعندما يدهن الكاهن العروس في صلاة الاكليل يرنم جوقة المرنمين هذا اللحن: دهنت بالزيت رأسي وكأسك اسكرتني مثل الصرف ......الخ
وقبل قرأة الانجيل يردد القارئ مزمور 118 :مثل العروس الخارج من خدره يتهلل مثل الجبار المسرع في طريقه ....ثم نسمع وعد الله  الرائع لنا في المزمور 127 :امرأتك تكون كالكرمة التي تزهو في جوانب بيتك وبنوك مثل غروس الزيتون محيطين بك.
وعندما يسلم الكاهن العروس لعريسها يقول: يجب عليك ايها الابن المبارك المؤيد بنعمة الروح القدس ان تتسلم زوجتك في هذه الساعة بنية خالصة ونفس طاهرة وقلب سليم وتجتهد فيما يعود لصالحها وتكون حنونا عليها فأنت اليوم مسئول عنها من بعد والديها ......الي اخر الوصايا الرائعة


ثق اخي انه كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب
هيا بنا نحب ونقدم الحب  ونعيش الحب  ونفرح بالحب ونبادل الكراهية بالحب ..  ...
ليتنا نتعلم الحب الحقيقي  من الله لان الله محبة ومن اجدادنا فانهم عشاق الحب والحياة ومن كنيستنا فهي تعلمنا الحب في مدرسة الحب الذي اسسها للبشرية اله المحبة .. وياتري  ياعزي وعزيزتي في اي مرحلة في هذه المدرسة انت الان ..لكم جميعا حبي



 
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع