الأقباط متحدون - مرسي السادات
أخر تحديث ٠١:٣٢ | الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣ | ٥ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٣٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مرسي السادات

بقلم: مينا ملاك عازر
لو أنك تعلم عني الكثير عزيزي القارئ، تعرف أنني لا أفضل الخوض في مسائل خاض فيها كثيرين قبلي، وإن فعلتها أحب أن أتناولها من منظور آخر، وأنا مضطر وطبعاً حضرتك عارف إن حديث الساعة هو طريقة الرضاعة التي اهتم بها رئيس الوزراء وخوضه في أعراض سيدات الصعيد أكثر من خوضه في مشاكل البلاد، ولأنني لا أريد الخوض في سيرة الدكتور قنديل وأكتفي بما فُعِل فيه على مستوى الإعلام، سأطرح سؤال على هامش المقال قبل أن أدلف لما أريد الخوض فيه، وهو ما هو السر وراء دعم  أهل الصعيد لجماعة الخراب الحاكمة رغم كل الكوارث التي تحل بهم منذ قطار الفيوم وقطار أسيوط وانتهاءاً بحالة أهله السيئة والمستمرة رغم الثورة؟! فها نحن نرى أهل بحري يثورون على مرسي وجماعته ثورة مستمرة على عكس أهل الصعيد!.

أكون مخطئاً خطأً كبيراً في حق الرئيس السادات - رحمه الله- إن قارنته بالدكتور مرسي، صحيح أن كلاهما تولى الحكم بعد جمال، فالسادات تولى الحكم بعد جمال عبد الناصر والدكتور مرسي تولى بعد جمال مبارك الذي كان يحكم فعلياً، وصحيح أن كليهما حكم وسط تكهنات من كثيرين أنه لن يستمر بالحكم طويلاً لكن البون يتجلى بين الاثنين أن السادات عرف كيف يثبت دعائم حكمه ويقنع شعبه به ويجبر العالم على احترامه أما الدكتور مرسي ففعل العكس بالتمام.

فالشعب في حالة ثورة دائمة عليه، والعالم الخارجي يتأذى من هذه الأحوال، وطريقة قيادته للبلاد، اسألوا ميركل واسألوه عما سمعه منها، وها هي مصر تتأرجح بين يديه وكأنها طفل لا يعرف كيف ولا أين يذهب من بين براثن جماعته الطامحة والطامعة في السلطة بشكل استِأثاري، وها نحن الآن بصدد الفرق الأهم أن السادات حال وصوله للسلطة استطاع أن يخطط للإطاحة بمراكز القوة التي كان يرى فيها عقبة نحو توطين دعائم حكم حقيقي له، وليس حكم صوري، أما الدكتور مرسي فها هو يبقي على كل مراكز القوة، سواء من النظام السابق أو مراكز القوة المتحكمة فيه، وأقصد هنا أفراد الجماعة، والموَجِهة له، الدكتور مرسي يرزح تحت نير حكم الشاطر وعزت وبديع، لا يتخذ قراراً إلا برضاهم، الدكتور مرسي مهما كنت أرفض حكمه، فأنا لا أرفضه لشخصه ولكن لأنه يمثل جماعة مستبدة غبية كاذبة منافقة تجبره على الإتيان بأفعال أظنه لن يفعلها لو لم يكونوا ورائه، ولذا فالدكتور مرسي يعاني كما كان السادات يشعر بأنه غير مستقل في اتخاذه القرار، ولكن السادات كان أكثر شجاعة من مرسي وفعلها، فهل يفعلها مرسي ويطيح بمراكز القوة المتحكمة فيه؟ والتي تسببت في كل تلك الأزمات أما أن الغشاوة ستبقى على عينيه ولا تريه الحقيقة وهي أن المشكلة ليست في المعارضة وإنما في من يجبروه على اقتراف أفعال تُكره الشعب فيه وفي حكمه.

المختصر المفيد هل بقاء الحال كما هو من سيطرة الجماعة على مرسي من قبيل عجزه أم عدم شجاعة منه أم إدراك أنه بدونها لا شيء؟.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter