الأقباط متحدون - الغنوشى لـ الشرق الأوسط: كسر النهضة هو كسر العمود الفقرى لتونس
أخر تحديث ٠٠:٥٤ | الاربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣ | ٦ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٣٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الغنوشى لـ الشرق الأوسط: كسر النهضة هو كسر العمود الفقرى لتونس

 راشد الغنوشي
راشد الغنوشي
أعرب رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشى عن أمله فى تشكيل حكومة موسعة قبل نهاية الأسبوع الحالى، وقال الغنوشى فى حديث لصحيفة «الشرق الأوسط»: «نود أن تكون كل القوى الوطنية مشاركة فى تحمل عبء التحول الديمقراطى، وهناك بعض القوى استجابت لندائنا وبعض القوى اختارت المعارضة» وتابع: «أكبر منجز للثورة هى الحرية التى تنعم بها بلدنا وجعلها نموذجا فى الجمع بين المدرستين الإسلامية والحداثية، وهو ما مثل تحديا للقوى الديكتاتورية فى العالم، والقوى المفسدة داخل البلاد، لذلك مضت الدعوات لإسقاطها، بل كانت هناك دعوات لإسقاطها قبل أن تقوم أصلا، وصدرت نداءات للتدخل الخارجى، ولكن أصحاب هذه الدعوات ظلوا معزولين».
 
وهاجم الغنوشى دعاة حل المجلس التأسيسى لإنهاء العملية كلها، قائلا: «ربما كان ذلك أحد أهداف اغتيال بلعيد ضمن هذه المؤامرات، ونعتبر اغتيال بلعيد جزءا من مسار التآمر على الثورة، وضد الحكومة الائتلافية التى تقودها النهضة، ونعتبر الرصاصات موجهة لصدر النهضة والثورة ولكل مناضل من أجل الثورة». وأردف: «نحن ماضون فى هذا الطريق الذى نتعرض فيه لمزيد من الصعوبات والتحديات، وهو ما يستدعى بناء صف وطنى لا تزيده المحن إلا توحدا».
 
وأعرب عن أمله فى أن «تنبت الدماء التى أزهقت وحدة أزهار. والذين يعبئون ضد النهضة نسوا أن النهضة هى العمود الفقرى التى تمسك بالبلاد، فعندما عمل بن على على استئصال النهضة انهار المجتمع والقوى الوطنية، وامتدت اليد للجميع، عندها قالوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض». وأضاف: «كسر النهضة هو كسر العمود الفقرى للبلاد، فهى (النهضة) الشقيق الأكبر للقوى الوطنية».
 
وحول الموقف من مبادرة رئيس الوزراء حمادى الجبالى، رد الغنوشى: «رئيس حكومتنا يقود مشروعا لإصلاح الحكومة من خلال الدعوة لحكومة كفاءات وطنية.. نجدد الثقة فى حكومة القائد حمادى الجبالى لتجاوز المحنة وجمع الصف. وندعم كل مبادرة لإنقاذ الوطن، ولكن نرى أن الحكومة القادرة على النهوض بالبلاد هى حكومة ائتلاف وطنى وإنقاذ وطنى شامل.. مبادرة الجبالى ستلتقى مع ما نتحاور معه مع جملة من القوى الوطنية من بينها التكتل (التكتل من أجل العمل والحريات) والمؤتمر (المؤتمر من أجل الجمهورية) والتحالف الديمقراطى وحركة وفاء، وأبوابنا مفتوحة على الجميع لإقامة حكومة كفاءات وطنية مع التمثيل الوطنى الواسع، وتمثيل داخل البرلمان والحكومة».
 
وفى رده على رفض البعض، ومنهم قيادات فى حركة النهضة لحكومة تكنوقراط، قال: «أى حكومة لا تستطيع الصمود إلا إذا كانت مدعومة من المجلس التأسيسى وعلى امتداد البلاد وفى أوساط الأحزاب». وحول النتائج كشف الغنوشى أن المشاورات بيننا ورئيس الحكومة والقوى الوطنية لم تنته. وكما قلت فى بحر هذا الأسبوع ستكون لنا حكومة تتكون من كفاءات وطنية ممثلة تمثيلا سياسيا، ولا نتصور حكومة ديمقراطية غير قائمة على نظام الأحزاب».
 
ووجه الغنوشى نداء للشعب التونسى إذ قال: «نداء لأبناء وطننا لأن يوحدوا صفوفهم، ويفوتوا الفرص على أعداء الثورة والمداخل التى يريدون أن يجهضوا الثورة من خلالها، ويدعون القوى الأجنبية للتدخل، ومن المهم أن يكون التحول الديمقراطى لصالح كل أبناء الوطن وكل العرب والمسلمين والغرب، وهذه الحكومة مدعومة فلا تصدقوا أن هناك مؤامرة خارجية لإسقاط الحكومة». واستدرك: «صحيح أن هناك قوى لا تريد اللقاء بين الديمقراطية والإسلام والحداثة والإسلام لكنها لن تؤثر فينا».
 
وحول رسالته للخارج أفاد: «نحن نطمئن أصدقاءنا فى الخارج فى العالم العربى الإسلامى والغرب أن الثورة التونسية ماضية، لتحقيق أهدافها فى الديمقراطية والتنمية والوحدة الوطنية بكل طيفها السياسى. كلنا نبحر فى سفينة واحدة ولن تصل السفينة لغرضها إلا بقدر ما نتوحد ونتعاون ونترك الأحقاد جانبا».
 
وأشار إلى مكامن القوة فى الشعب التونسى: «ليس هناك شعب يملك من مقومات الوحدة مثل شعبنا، وعليه أن يثق فى الله أولا وفى أبناء شعبه ثانيا فأول شرارة انطلقت للحرية من هذا البلد». 
 
وعن تداعيات مقتل بلعيد جدد الغنوشى اعتقاده بأن «هذه الحاثة ينبغى أن تحاصر وتعتبر شذوذا وعملا إجراميا ينبغى أن لا يتكرر، ونأمل أن نرى المجرم فى قفص الاتهام، وتتحرر القلوب من كل الضغائن، فنحن حريصون على تحقيق أهداف الثورة، وستكون للشعب حكومة وطنية تجمع الكفاءات والأحزاب الرئيسية فى البلاد.. ثقوا فى ربكم ثم شعبكم ونخبتكم، فى دولتكم وفى حكومتكم فهى ماضية لهدفها».

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter