بقلم: سليمان شفيق | الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٣ -
٤٦:
٠٢ م +02:00 EET
في الوقت الذي يئن فيه الوطن من وقع الطائفية.. تطالعنا الأنباء بإطلاق قناة تسمى (الحرية القبطية) وكان الإعلان عن تلك القناة قد جاء من قبل شبكة قنوات (TBN) العالمية.
تعد القنوات الدينية الناطقة بالعربية من أخطر آليات وأدوات تسيير الخطاب الديني والطائفي، ويبلغ عدد هذه القنوات (290) قناة، والتي تبث فقط على (Nilecat) حوالي (32) قناة (12) إسلامية و(17) قبطية، والإسلامية: المجد، الناس، الرسالة، اقرأ، الحافظ، أزهري، المعالي، العفاسى، الرحمة، الحكمة، السنة النبوية، وصال.
ومن المعروف أن كل قناة من تلك القنوات لها باقة متعددة تقترب من الشبكة، وهذه الباقات والشبكات تقترب من (39) فرعا متخصصا منبثقا من القنوات الرئيسية.
أما القنوات المسيحية فهي: الحياة، معجزة، نورسات، نورسات شباب، الفادي، الشفاء، أغابي، الكرمة، مارمرقس، الفضائية القبطية، الرجاء، الوعد، الآرامية، الملكوت، سات 7، سات 7 أطفال، الراعي الصالح، الطريق، الحقيقة، CTV، وتبلغ الباقات المتخصصة لتلك القنوات (41) فرعا متخصصا منبثقا من تلك القنوات.
وفي ظل تلك القنوات التي تبث على NILECAT ويمكن الملاحقة المعنوية والقانونية لها، فوجئ الرأي العام بقناة الحرية المرتبطة بشبكة TBN وهي اختصار لشبكة (إذاعات الثالوث المقدس) وهي مؤسسة غير ربحية، تعتمد على التبرعات والعطايا، تأسست 1973 على يد الأخوين (بول وجان كروتش)، ومقرها الرئيس بمدينة "كوستاميسا" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولا أكثر من (70) قناة فضائية، وتعتبر ثالث أكبر مؤسسة تليفزيونية في الولايات المتحدة بعد شبكتي (سي. بي. إس) و(فوكس)، تبث الشبكة بأكثر من لغه ولها قناة تبث باللغة العربية تحت اسم "الشفاء"، ولديها قناة النجاة باللغة الفارسية.
تعرضت الشبكة للعديد من الاتهامات بالفساد والتلاعب في أموال المانحين والمتبرعين، وما زالت قضاياها منظورة أمام المحاكم الأمريكية حتى الآن، منها أن اتهم رئيس مجلس إدارتها "بول كروتش" بدفع مبلغ (425) ألف دولار أمريكى لموظف سابق بالشبكة هدده بفضح علاقتهما الجنسية الشاذة على الهواء.
وفي عام 2012 اتهمت "كاروا كروتش" – ابنة رئيس مجلس الإدارة، بإخفاء وتغطية حادث تعرضها للاغتصاب على يد أحد الموظفين الكبار بالشبكة عام 2006 من أجل الحفاظ على سمعة أكبر المؤسسات المسيحية الإعلامية في العالم!!
علق "بول كروتش" رئيس مجلس إدارة الشبكة على الأحداث المؤسفه عقب بث مقاطع فيلم "براءة المسلمين" على الإنترنت بقوله: (لا توجد فرصة أفضل من الآن للوصول إلى ملايين العرب المتلهفين للدين المسيحي"!!
وقالت القناة، في بيان رسمي لها نشر في "اليوم السابع" الجمعه 8 فبراير الجاري: جاء فيه "إن فريق العمل في مصر يتكون من النشطاء الأقباط الروحانيين والسياسيين تحت رعاية المبشرة العالمية "منال" لخدمة طلب التبشير في مصر أو من يريد دخول المسيحية" وتابع البيان: "أن هدفها الأول هو أن تكون صوت كل مظلوم ومضطهد داخل مصر والحرية والعدل والمساواة لكل المصريين"، وأكدت القناة على أنها ستقدم مجموعة من البرامج الحوارية المباشرة والمسجلة التي تناقش أحوال المسيحيين في مصر يومياً.
الغريب أن القناة أعلنت أنها أجرت أول حواراتها مع قداسة البابا تواضروس الثاني، والسؤال لقداسته:
هل عرض مستشاروه الإعلاميون عليه كل تلك المعلومات؟!
بالطبع، من حق قداسته إجراء أي حوار مع كل القنوات، ولكن أن يتم استدراجه لإجراء أول حوار افتتاحي مع أكبر بطاركة الشرق، فهذا قد يعني أنه والكنيسة القبطية الأرثوذكسية العتيدة تبارك كل ما ذكر!!
نقلا عن البوابة نيوز
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع