الأقباط متحدون - ومازال الدم المصري ينزف
أخر تحديث ١٦:٤٥ | السبت ١٦ فبراير ٢٠١٣ | ٩ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٣٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ومازال الدم المصري ينزف


دكتور امجد ثابت معوض
ومازال الدم المصري ينزف .. سيدي القاضي اعرف اني ارتكبت جرما عظيما فقد تسببت بسبب تسرعي في مقتل فتاة صغيرة في مقتبل عمرها ولكن ما يشفع لي يا سيدي هو انني لم اكن انوي ابدا اضرارها وان مصابها الاليم كان عن طريق الخطأ ليس اكثر ولكل مهنة اخطأوها فكم من الناس تلقي مصيرها وينزف دماءها علي الاسفلت كل يوم بسبب رعونه سائق او اخطاء طريق وكم من المرضي يدفعون حياتهم بسبب اهمال جراح وغيرهم فهو قدرهم يا سيدي ولا احد يعترض علي ما قدره الله لنا .. سيدي .. علبتي الادويه متشابهتان كثيرا في شكلهما الخارجي - الاولي مسكن والاخري تستخدم في علاج امراض القلب والاوعيه الدمويه وبطريقة عفويه صرفت الثانيه مكان الاولي والتي اودت بحياة الفتاة نتيجة تناولها جرعات زائدة .. اعرف خطأي واقر به وارجو ان يسامحني اهل الفتاة والله يعزيهم عن مصابهم .. اعتذر امام الجميع علي ما بدر مني من زهق روح لا ذنب لها وارجو قبول اعتذاري ...

 

انتهي دفاع عامل بصيدلية تسبب بصرف دواء خطأ في مقتل فتاة صغيرة السن والان سؤالي هل يكفي هذا الاعتذار لان يعود العامل الي بيته سالما دون ان يدفع ثمنا لما اخطأ به ؟؟ هل يكفي ان يحاسب عامل الصيدلية علي صرف الدواء دون محاسبة الصيدلي المسئول عن الصيدلية ؟؟ هذا ما رأيناه في مقتل الطفل بائع البطاطا (عمر صلاح 13 عاما ) في محيط السفارة الامريكية والذي لقي حتفة لاهمال مجند عن مقتل الطفل بطريق الخطأ خلال قيامه بإجراءات التفتيش على السلاح المتبعة أثناء أعمال تبديل الخدمات الم يسمع صرخة الطفل حين اصابته الرصاصه ؟؟ الم يفكر في نقله حيا او ميتا الي اقرب مستشفي ؟ قضي علي احلام طفل داس عليه الزمن ليحرمة من احلام الطفوله البريئة ومن حقة في حياه كريمة لان يعيش مثل باقي اطفال سنه يلهو ويلعب ويتعلم ويستريح اخر يومه طفل فضل منذ نعومة اظافره ان يعمل ليصرف علي اهله واخوته ويبيع بالليل والنهار لاجل جنيهات قليلة يعود بها الي امه فرحا يشكر الله عليها ويريح جسدة النحيل قليلا ليعاود الكرة ثاني يوم بحثا عن لقمة عيشه . ابي ان يتسول ويمد يده فعلي صغر سنه كانت كرامته فوق الاعتبار وقرشه يدخل جيبه من عرق جبينه ..

 

كان يطمح مثله مثل الجميع ان الحال المايل سوف يعدل بعد ثوره عاصر احداثها بنفسه منذ اول ايامها وراي بام عينيه شباب تسفك دماءها لاجل ان يعيش هو وغيره حياة كريمة ولكنه لم يكن يدري ان مقتله صار علي ايدي من هم الذين لابد ان يحموه ضد اي مكروه وان دماءه تسفك في مقابل اعتذار من مسئول وان روحة تذهب الي خالقها ولا حساب لمن اهدرها حال عمر صلاح هو حال بلد باكملها شعب كادح يأبي الذل والاهانه ويعمل ليل نهار ليسد جوعة وجوع اسرته حرم من ابسط حقوقه من التعليم والحياة الكريمة والاحلام البسيطة لا رعاية صحيه له ولا كسوة تغطيه من برد الشتاء القارس حينما يعمل ارزقي متجول في ساعات الليل الحالكة ... خدعوه ان غدا افضل وان بعد ساعات الظلمة الحالكة هناك نور فجر مشرق .. ولم يدري انه لن يري الغد ابدا حينما ينفجر قلبة الصغير برصاصة الاهمال واللامبالاة ... ومازال الدم المصري ينزف علي ايدي الداخليه ورجالها والقوات المسلحة ورجالها والبلطجية ورجالها وكلنا في الهم واحد وكلنا عمر صلاح وكلنا سنموت عن طريق الخطأ ومن لم يمت برصاصة غادرة او طلقات خرطوش او تحت دبابة او في حادث قطار او تحت انقاض مبني مات بغيرها بلد الاهمال اكثر خرابا وعارا الف مرة من بلد الاحتلال ...
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع