الأقباط متحدون - زمن الأنجال
أخر تحديث ٠١:٠٥ | الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣ | ١٤ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٤٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

زمن الأنجال

بقلم: مينا ملاك عازر

أعرف أن الحديث حول تعيين نجل مرسي في القبضة للمطارات أمر قُتِل بحثاً بين مؤيد ومعارض، أي بين عادل ومنافق، ولكن مسألة الاهتمام بأنجال المسؤولين يجب الالتفات إليه، فنحن لسنا في زمن الأندال وإنما في زمن الأنجال. ومن ثم فنحن بحاجة لنعرف إن كان ابن الرئيس مرسي يستحق الوظيفة أم أنها منحة، ونعرف إن كان نجل السيد مكي يستحق الوظيفة بقطر أم أنها عربون، وبين العربون والمنحة ارتباط كبير، فالمنحة من أمريكا والعربون من قطر، والمُشترى هو أرض مصر، وهل حضرتك تعرف إن مصر بلداً يفضل شعبها الموت لأجل الأرض وأما حكامها يسعون للحكم لبيعها؟ وإن لم تكن تعرف انظر لذلك الصراع الذي بين الفريق أول السيسي وجماعة الإخوان، وإزاي هو عمال يحلق عليهم من سيناء للقناة، ويمنع بيع سيناء لحماس ثم يحلق على القناة وبيعها لقطر، ومش ملاحق، وكل ما عينهم تزوغ على حتة يلاقي نفسه مضطر إعلان حمايتها، وفي الآخر تقول لي إن الجيش مالوش في السياسة.
 
لو حضرتك مقتنع بده، ومصدق البيانات الرسمية، فتبقى حضرتك راجل طيب، وتعيش في زمن الأنجال حيث تباع الأرض مقابل توظيف الأنجال بعد أن كنا في زمن الأندال حيث كان تباع الأرض للأنجال وأصحابهم، ولو كانت الثورة قد قامت لكي تنقل مصر من زمن الأندال لزمن الإخوان، فتبقى الثورة ضلت الطريق، وحضرتك بحاجة لأن تخرج لتبحث عنها وتعيدها للميدان، ليعرف مكي أن حركة الستار إللي عملها ابن الرئيس بتاعهم لينسي الناس مهزلة توظيف نجله في قطر ومقابلها الخفي حركة قرعة وأحب أقول له إنسى، إنسى يا ديك الأرض دي مش ليك.
 
فأرض مصر التي طهرتها دماء المصريين، والقناة التي شقها المصريون بسواعدهم ليست للبيع ولا للمنح، ولو أدرك المرشد والشاطر وعزت قيمة الدماء وكميتها التي سُفِكت لأجل هذه الأرض لما فرطوا فيها، ولما سعوا كل هذا السعي للسلطة لأجل استثمارها لمصلحة الجماعة المحظورة ومشاريعها الغير وطنية، يا دكتور بديع وسي الباشمهندس اعرفا إن مصر أولاً ولو لم تكن هكذا لكم، فهي بالنسبة لنا هكذا، وسيبقى الصراع كما قلت بين من يضع مصر أولاً ،و من يضع الجماعة أولاً، ومن ينفذ مخططات خارجية ومن ينفذ مخططات وطنية، ولذا لو حضرتك قررت الاستسلام لأولائك التجار الذين بدأوا بالاتجار بالدين للمنتخبين، ويسعون لينتهوا ببيع الأرض للطامعين.
 
وفي الختام، أحب أن أدعوك لأن تتأمل في تلك الهتافات الهادرة التي تنادي على بديع وتقول له بيع بيع، بيع الثورة يا بديع، لكن بديع لم يبع الثورة ولكن يبيع الأرض والوطن، رغم أنه لا يمتلك شيء في الثورة ليبعه كما لا يمتلك في الأرض والوطن شيء، لكنه يجيد وجماعته بيع ما لم يشتروه ولا يمتلكوه.
المختصر المفيد تجار الدين يبيعون ويتسترون على بيعهم لأرضهم ودينهم ووطنهم، بأفعال دنيئة وببجاحة بذيئة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter