الأقباط متحدون - الراعى الصالح له ضمير صالح
أخر تحديث ٠٥:٢٦ | الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣ | ١٤ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٤٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الراعى الصالح له ضمير صالح


كتب: د. رأفت فهيم جندى 

 يوم 11 فبراير تظاهر المصريون لأجبار مرسى على الإستقالة، ولكن الذى استقال فى هذا اليوم هو البابا بندكتوس والذى لم يطلب منه احد هذا.
استقالة البابا بندكتوس اتت من وحى ضميره لانه غير قادر على العطاء للمنصب الذى فيه، وإستقالة بابا روما ليست متوقعة و لم تحدث غير مرة واحدة من قبل فى تاريخ كنيسة روما.

وقد يكون رؤية البرق على قباب كنيسة القديس بطرس بعدها بساعات هو تحية من السماء لتخلى البابا بندكتوس عن ذاتيته والنظر لرعيته بغض النظر عن صواب القرار من عدمه. 

ضمير البابا بندكتوس لم يسمح له بالاستمرار على الكرسى، برغم انه كان ممكنا له ان يكلف بعض من الكرادلة لادارة الأمور والرجوع اليه، وهذا بعكس ضمير مرسى الذى يسمح له بسحل المصريين وقتلهم وانتهاك نسائهم لكى يظل على الكرسى.

ضمير البابا بندكتوس لم يجعل بريق السلطة يمنعه من اتخاذ القرار الذى رآه سليما لكنيسته، وضمير مرسى يسمح له بافساد كل مصر واخونتها مع رؤيته للانهيار الاقتصادى المنجرفه اليه.

الراعى الصالح يبذل نفسه عن الرعية، بينما الغير صالح يهتم بنفسه ويحيطها بالحراس والجنود وايضا يهلك الرعية.
الراعى الصالح يدخل من الباب الحقيقى السليم والشرعى، ولكن الشرير يزور الأنتخابات ويدخل مثل السارق واللص من الشباك.
الراعى الصالح لا يطلب ما لنفسه، والغير صالح يسمن نفسه ويعين اولاده واقاربه ومعارفه فى الوظائف على حساب الرعية.

الراعى الصالح تتبعه الرعية اينما ذهب وتقيم له مناحة كبيرة عند انتقاله، والآخر يهرب حافى القدمين تاركا حذائه عندما تتظاهر الرعية ضده وتطالبه بالاستقالة وهو لا يستجيب.

الراعى الصالح يحاسب نفسه عن كل واحد وواحدة من رعيته، والشرس يهلكهم جميعا من اجل نفسه ويقدم الاعذار عن هلاكهم.
الراعى الصالح يقول ما قاله يعقوب لخاله لابان "نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ لَمْ تُسْقِطْ، وَكِبَاشَ غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ. فَرِيسَةً لَمْ أُحْضِرْ إِلَيْكَ. أَنَا كُنْتُ أَخْسَرُهَا. مِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا. مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ. كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ" (تكوين 31) والشرير يجول فى الأرض بعيون مفتوحة ملتمسا اى سلطة لكى يفترسها.

الضمير هو صوت الله الذى تركه داخلنا منذ نشأة الجنس البشرى والذى قد يتغير باتباع تعاليم فاسدة، ولهذا فتعبير "لقد ارضيت ضميرى" الذى يقال احيانا ليس كافيا للحكم على صلاح قرار هذا الشخص، ولكن لا بد لهذا الضمير من ان يكون صالحا باتباعه طريق الصلاح، وبينما ضمير البابا بندكتوس الصالح الذى ُيقتاد بروح الله طلب منه الاستقالة، فأن ضمير مرسى الكالح المُقتاد بروح ابليس يغريه بالسيطرة على كل مقدرات مصر، ولهذا تحول مرسى من وصفه راعيا إلى ذئب يفترس رعيته يقتل ويسحل المصريين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter