بقلم : منير بشاي
عادة لا أميل الى استعمال التعبيرات المطلقة كما ÙÙ‰ عنوان هذا المقال. والسبب اعتقادى ان قضايا الØياة نادرا ما تكون بيضاء أو سوداء، Ùهى غالبا رمادية ØªØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† الÙاتØØ© والقاتمة. ولهذا كتبت ÙÙ‰ ابريل سنة 2011 مقالا مشابها ولكن ÙÙ‰ صورة سؤال: "هل Ùلت الزمام؟". والآن بعد مرور Øوالى سنتين من كتابة ذلك المقال لا أرى Øاجة الى عرض الموضوع ÙÙ‰ صيغة سؤال، ÙÙÙ‰ اعتقادى ان الزمام قد Ùلت Ùعلا وهذا يؤيده ما نراه ÙÙ‰ مصر Øاليا من Øالة التخبط والارتباك.
Ùلت الزمام عندما لجأ النظام الى قمع المتظاهرين بدلا من الاستماع لمطالبهم
التظاهر السلمى ØÙ‚ من Øقوق الانسان المعتر٠به دوليا. النظام الØاكم ÙÙ‰ مصر كان المنتÙع من هذا المÙهوم عندما جنى ثماره بعد ان اجبرت المظاهرات الرئيس السابق على ترك منصبه منذ عامين. ولكن الغريب ان النظام الجديد ينقلب على Ù†Ùس الآلية التى أوصلته للØكم، ويعامل من يتظاهرون على انهم جماعة من البلطجية والخارجون على القانونا عوضا عن ان يسمع لصوتهم ويدخل ÙÙ‰ Øوار معهم للوصول الى ØÙ„ عملى مقبول للخروج من الأزمة. لقد وجدت الØكومة ان الطريق الأسهل هو قمع المظاهرات باستخدام اساليب وصلت الى السØÙ„ والتعذيب والتصÙية الجسدية. وهذا اعلان عن اÙلاس النظام واعتراÙا منه انه Ø§ØµØ¨Ø Ø¹Ø§Ø¬Ø²Ø§ عن القيام بأعباء وظيÙته بالطريقة الديمقراطية الشرعية التى وعد بها ويتوقعها منه الشعب والمجتمع الدولى خاصة بعد ثورة قامت لاقرار مبادىء الØرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
Ùلت الزمام عندما استخدم النظام الدين على هواه لتمكينه من الØكم
Øاول النظام تصوير Ù†Ùسه بأنه Øامى Øمى الدين. وتصور انه ÙŠØكم بامر الله ولذلك Ùكل شىء Ù…Ø¨Ø§Ø Ù„Ù‡. وتم الخلط بين الدين او ما هو مقدس وثابت والسياسة او ما هو دنيوى ومتغير. ÙˆØ§ØµØ¨Ø ØªØ±Ø²ÙŠØ© الÙتاوى آلة مواتية للنظام يستخدمها لتÙصيل الÙتاوى التى ØªØ¨ÙŠØ Ù„Ù‡Ù… أى شىء وكل شىء. من هذه الÙتاوى Ùتوى ØªØ¨ÙŠØ Ù„Ù„Ù†Ø¸Ø§Ù… قتل المعارضة لأنها تنازع ولى الأمر (الØاكم) على سلطته وهو الذى بايعه الشعب ليكون امامهم الأكبر Øسب قولهم. ومنها Ùتاوى تقضى بتØييد دور النساء وتØريم اشتراكهم ÙÙ‰ العمل العام وهم أكثر من نص٠المجتمع. وبذلك تبتعد الدولة عن النظم الØديثة للØكم وتقترب الى الØكم بنظام دولة الÙقيه.
Ùلت الزمام عندما استسهل النظام لوم الضØية عن Ù…Øاسبة الجانى
بدلا من عقاب الذين يتØرشون بالنساء وجد النظام انه من الأسهل لوم النساء على اختلاطهم بالمتظاهرين من الرجال. وبدلا من أن يلام من عذبوا وسØلوا وقتلوا المتظاهرين يلام المتظاهرين على خروجهم على طاعة الØاكم. وبدلا من اعطاء الأقباط Øقوقهم يوجه لهم اللوم الكاذب انهم كانو 80% من المتظاهرين أمام الاتØادية وأنهم يتعاونون مع الÙلول ضد الوطن وأنهم صوتوا Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø´Ùيق وكأنها خيانة عظمى سو٠تذكر لهم الى الأبد. وعندما Ùرمت المدرعات 20 قبطيا وجرØت 200 ÙÙ‰ ماسبيرو وجدنا المØاكمة تركز على استجواب الأقباط وكأنهم هم الذين قتلوا أنÙسهم. ÙˆÙÙ‰ النهاية يصدر الØكم على قبطيين بالسجن المشدد ÙÙ‰ قضية كان ضØاياها من الأقباط.
Ùلت الزمام عندما Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù†Ø¸Ø§Ù… يعتمد على القروض والاعانات وليس الانتاج
تمر مصر بأزمة اقتصادية خطيرة Ùالدخل القومى لا يكÙÙ‰ تسديد الالتزامات الأساسية. وبدلا من اقامة مشروعات انتاجية تشغل العاطلين وتدر دخلا يساعد البلد على القيام بأعبائها نجد ان ما يتم هو Ù…Øاولة الاقتراض لاضاÙØ© اعباء جديدة على ما هو قائم Ùعلا. نجد رئيس الجمهورية يطو٠العالم مادا يده لمن يتØنن علينا ويعطينا مما أعطاه الله.. وهذه Ø§Ù„Ù…Ù†Ø Ù„ÙŠØ³Øª مجانية كما نتصور Ùكل لها شروطها ا. عندما ترك مبارك الØكم، كان قد ترك رصيدا من العملة الصعبة يقدر بØوالى 35 مليار دولار. هذا الرصيد تناقص الأن الى Øوالى 13 مليار. ولا أدرى ماذا سيعمل النظام عندما يصل هذا الرصيد الى الصÙر ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ø¹Ø§Ø¬Ø²Ø§ عن شراء ما ÙŠØتاجه الشعب من طعام- ØŸ
عندما نجد رجال الشرطة ÙÙ‰ مصر يخشون البلطجية وليس العكس، وعندما نرى رجال الأمن يرهبون المواطن بدلا من أن ÙŠØموه، وعندما ØªØµØ¨Ø ÙƒÙ„ آمال المواطن ÙÙ‰ مصر أن يملأ بطنه من العيش (الØاÙ) Ùلا يضمنه، وعندما ينظر المواطن الى الغد بخو٠أن ÙŠØµØ¨Ø Ø£Ø³ÙˆØ£ من اليوم الذى هو سىء بما Ùيه الكÙاية، وعندما ÙŠØµØ¨Ø Ø±Ø¬Ù„Ø§ قتل رئيس الجمهورية الأسبق نجما لامعا ÙÙ‰ وسائل الاعلام، وعندما يستمر رجل ÙÙ‰ ازدراء الدين المسيØÙ‰ يوما بعد يوم وتخشى السلطات ان تقترب منه بينما ÙŠØكم القضاء باعدام أقباط أبرياء بتهمة ازدراء الدين الاسلامى، وعندما تØكم مصر جماعة Ù…Øظورة، ويجلس على كرسى الرئاسة رجل هارب من السجن الذى دخله بتهمة التخابر مع دولة أجنبية....عندما ÙŠØدث هذا وغيره يكون قد Ùلت النظام.
وعندما نرى الوطن يهوى ÙÙ‰ منØدر سØيق، ومن يجلس وراء عجلة القيادة لا خبرة له، ولا يعر٠متى يدير العجلة الى اليمين أو اليسار، بل ولا يعر٠اين توجد دواسة البنزين والÙرامل، ولا يوجد الى جانبه انسان ÙƒÙØ¡ يستطيع ان يوجهه، تدرك ان الزمام قد Ùلت، وان السؤال ليس ما اذا كان الصدام الكبير سيØدث... ولكن متى؟