الأقباط متحدون - دور حزب النور فى عودة العنف المسلح
أخر تحديث ١٩:٣٨ | الاثنين ٢٥ فبراير ٢٠١٣ | ١٨ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٤٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دور حزب النور فى عودة العنف المسلح

حزب النور
حزب النور

بقلم / رامى حافظ

يمارس حزب النور فى الفترة الأخيرة دوراً سياسياً ملفتاً للنظر حيث انتقل من دور المساند للمشروع الاسلامى والذى تقوده جماعة الاخوان المسلمين الى دور المعارض تحت ذريعة خروج الجماعة عن اطار المشروع الاسلامى للسيطرة على الحكم ومفاصل الدولة ،  يمثل حزب النور على المستوى السياسى واحداً من مجموعة احزاب اليمين المتطرف والتى تندرج تحت لوائها مجموعة من الاحزاب ابرزها حزب الفضيلة والاصالة والبناء والتنمية وهى احزاب نابعة من جماعات دينية مارست بعضها العنف ضد الدولة فيما قبل ثورة يناير .

أتهم الكثيرين من المحللين هذه الأحزاب بالسذاجة السياسية وقلة الخبرة وانهم ظاهرة جديدة ناتجة عن الثورة ، واضافوا ان جماعة الاخوان المسلمين تستغل هذه الاحزاب من اجل تنفيذ مشروعهم السياسى والذى يخرج عن حدود الدولة الوطنية المصرية يضاف الى ذلك ممارسات جماعة الاخوان التى كانت محل انتقاد الجميع بما فيهم مجموعة احزاب اليمين المتطرف ، ظلت هذه الاحزاب وعلى رأسها حزب النور متمسكاً بجماعة الاخوان المسلمين وقيادتها لاحزاب فيما يعرف المشروع الاسلامى بل كان جزءً من مشروع الاخوان نفسهم فكان من المساعدين والمستشارين ورشح بعضهم محافظين .
أستطاعت وبجدارة جماعة الاخوان خندقة هذه الاحزاب خلفها تحت ذرائع مختلفة أهمها محاربة المشروع العلمانى والليبرالى فى مصر والمنطقة العربية وكان المفضل لدى الاخوان المعارضة الحزبية الفردية فاستطاعت ان تناورهم ، وكانت ظهور جبهة الانقاذ الوطنى ارتباكاً حقيقاً فكان توحد أحزاب الجبهة يمثل نموذجاً لطرح البديل العملى والحقيقى وتجمع الخبرات على نقيض الاخوان ، فقد كان نجاح الجبهة فى توحدها مثل قوة مناوئة لجماعة الاخوان فكان التفكير فى التفتيت للعودة للسيطرة على مجريات الامور .

بدأت جماعة الاخوان بخطة مبارك فى حملة تشويه اعلامى كبرى ضد الجبهة ورموزها والتى فشلت بسبب الممارسات الاخوانية التى كان تأثيرها الاعلامى أكبر من خلافات قيادات الجبهة ، فانتقلت الى مستوى آخر من الخطة مبارك المعتادة باغراء بعض قياداتها بمناصب فكان لقاء البدوى رئيس حزب الوفد مع الرئيس مرسى بواسطة رئيس حزب الوسط للعمل على تفتيت الجبهة وباعتراف رئيس الوفد نفسه الذى قال ذلك بعرض منصب والذى رفضه بدأت وسائل الاعلام الاخوانية فى الترويج لهذا اللقاء ولولا حنكة منير عبد النور القطب الوفدى لانهار تحالف الجبهة ، وكان د.ايمن نور اللاعب البديل والذى قبل به وهو امر مفهوم وخاصة انه يعمل الآن من اجل التواجد ولكن تستطيع تكشف دوره فى تصريحات السيد عمرو موسى تجاه المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى والذى كان عربون محبة واثبات حسن نية من اجل وعداً ما وبطبيعة الحال حنث الاخوان وعودهم فتراجع وتمسك بالجبهة مستغلاً دبلوماسيته المعهودة فى مثل هذه المناسبات .

ظهر فى الافق حزب النور فمثل للجميع جسراً فنظر إليه جماعة الاخوان على اعتبار انه جزء من ضرب الجبهة وكانت على النقيض الطرف الآخر ترى الجبهة فيه كسر مفهوم التيار المحارب للاسلام ، وللاسف اعتبر الطرفين حزب النور لتغطية نقطة ضعفه وليس اعتباره جزء من حل الازمة السياسية التى بسببها يقتل انصار الطرفين .

أذن القضية ليست سياسية بحتة بل هناك ابعاد آخرى تصل الى أطراف خارج حدود المشروع الوطنى وعلى اعتبار ان الامور تسير على هذا النحو فلن يخرج عن سيناريوهان :
-    السيناريو الأول : الخلاف الشديد بين جماعة الاخوان وممثل النظام السابق الفريق احمد شفيق والذى وصل لمستوى آخر فى الفترة الأخيرة وهو ما شجع حزب النور الى فك تحالفه مع الاخوان على اعتبار ان الفريق لن يصعد بهذا المستوى ( وقد اكون مخطئاً ) الا اذا كان لديه معلومات من داخل المؤسسة العسكرية عن تحركات وبترتيب اقليمى ، فتمهيداً لذلك جاء تحرك حزب النور ليطرح نفسه كبديل للاخوان تحت تأثير القوة الشعبية التى يتمتعون بها .
-    السيناريو الثانى : ان يكون الامر فى مسآلة الخلاف مرتب أو مفضل لطرفى النزاع ما بين الاخوان او النور فيكون التقارب لتفتيت الجبهة والتى تحمل كل بذور التفتت ، ويؤكد هذا التصور هو حفاظ حزب النور على عدم الاندماج فى الجبهة بقدر أنه يكون فى منطقة رمادية تسمح باللعب على كلا الطرفين ، فكان رفع سقف الخلاف وخاصة الاعلامى يمثل مدى حاجتهم لتأكيد الشعور لدى الرأى العام والقوى السياسية الآخرى فكلا الطرفين يرى المصلحة فى ذلك .


نستنتج من هذان السيناريوهان نتيجة مغايرة تماماً هو ان حزب النور وقيادته الحالية تمارس دوراً مخالفاً لكل التوقعات وهو اللعب على كل الأطراف ، والخطورة فى ذلك هو ان كوادر حزب النور القاعدية وفى الشارع قادمة من جماعات دينية مارست العنف تحت ذرائع عديدة ومن منطلق مدرسة واحدة وبالتالى قد يترتب على مثل هذه الممارسات نتيجة كارثية هى اعتبار تلك الكوادر ان ذلك عمل سياسى حرام فيعودوا للعنف ضد العملية برمتها ولنا فى السلفية الجهادية فى سيناء نموذج قائم .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع