الأقباط متحدون - ضاحى خلفان: الصناديق لن تفلح فى الإطاحة بـالإخوان.. وأتوقع زوال حكمهم قبل نهاية 2013
أخر تحديث ١٠:٠٥ | الاربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣ | ٢٠ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ضاحى خلفان: الصناديق لن تفلح فى الإطاحة بـ"الإخوان".. وأتوقع زوال حكمهم قبل نهاية 2013

ضاحى خلفان
ضاحى خلفان

ارتبط اسم الفريق ضاحى خلفان قائد شرطة دبى، عضو المجلس التنفيذى بحكومة دبى، بالهجوم الشرس ضد تنظيم الإخوان، للدرجة التى جرى اتهامه فيها باشتراكه فى مؤامرات «غير معلومة وقائعها حتى الآن» ضد مصر.

فى حواره الخاص لـ«الوطن» يكشف «خلفان» سر تصديه لتنظيم الإخوان، وجوانب أخرى لقضية الخلية الإخوانية التى أُلقى القبض عليها بالإمارات وطبيعة علاقته بالفريق أحمد شفيق، المقيم حاليا هناك، ورؤيته لثورات الربيع العربى وحكم الإخوان وتطلعهم لحكم المنطقة العربية ككل، فى إطار ما سماه «صفقة أمريكية» لضمان أمن إسرائيل، حسب تقديره.

* كيف تابعت ثورات الربيع العربى؟

- قبل عامين من ثورات الربيع العربى كنت فى مركز دراسات دار الخليج قد تحدثت عن تحديات الأمن الداخلى وأشرت إلى البطالة وقمع الحريات وأسباب يبلغ عددها 21 سببا تؤدى إلى الانتقادات والانقلابات داخل الدول العربية.

* تقصد أنك تنبأت بالثورات العربية قبل حدوثها؟

- لم أتنبأ بها، لكن تقارير التنمية العربية التى كانت تنشر قبل الثورات بنحو 3 سنوات كانت مهمة وكان كل تقرير جديد يأتى أسوأ من سابقه، وتؤكد أن الإنسان العربى كان يتحمل هذه الإخفاقات التى يراها من قبل الحكومات، وكان هذا من أحد أسباب ثورات الربيع العربى.



* وكيف تقيّم وضع الثورات العربية حاليا؟

- أعتقد أن الثورات فى هذا الربيع بدأت بعد الأزمة المالية التى ضربت العالم عام 2008، وأصبحت الآن تستغل فيه الودائع والأموال وجرى استباحتها من قبل دول أجنبية وغربية، والتحفظ على هذه الأموال لدى دول أجنبية لصالحها، وهو ما نراه الآن فى ليبيا، وهناك مليارات خرجت وتحفظت عليها بعض الدول الأجنبية، دون ردها حتى الآن، وأصبحت حبيسة فواتير الحروب على إسقاط الحكومات.

* لكن كل دولة من دول الربيع العربى لها خصوصية، أليس كذلك؟

- نعم الحالة فى ليبيا تختلف عن مصر، وبالتالى كانت ليبيا مستهدفة من كل الدول، عكس مصر.

* وكيف تابعت الثورة المصرية ومسارها؟

- الهدف من الثورة فى مصر، كان يتمثل فى تولى الإخوان للحكم، وعندما نحلل الصراع بين فلسطين وإسرائيل، خلال السنوات الأخيرة نجد أن إسرائيل قاتلت غزة طوعا واختياريا، ثم خرجت إسرائيل وهى غير راغبة فى العودة إلى غزة، ونعرف أن الرئيس الراحل ياسر عرفات فشل فى وقف قصف حماس لإسرائيل، وكذلك الرئيس مبارك لم يستطع وقف يد حماس، والمرحوم عمر سليمان، رغم أنه بذل جهودا كبيرة، لكن دون جدوى، ثم استطاع الإخوان مؤخرا أن يوقفوا حماس. إذن من يستطيع أن يمنع حماس من ضرب الصواريخ على إسرائيل هو كبيرهم (الإخوان) وأين كبيرهم.. الإجابة فى مصر.

* هل تؤيد الرأى القائل بأن وصول الإخوان لحكم مصر، كان صفقة؟

- نعم هناك صفقة إخوانية أمريكية لتسليم الإخوان الحكم فى مصر، فى مقابل وقف الضرب على إسرائيل من قبل حماس وضمان أمنها، وتجديد حكم الإخوان فى مصر بعد 4 سنوات مرهون بمنع أى خطوات أو ضرب من جانب حماس ضد إسرائيل.

* وما سر اهتمام واشنطن بتلك الصفقة؟

- لم يأت الإخوان إلا لضمان أمن إسرائيل من صواريخ حماس، والولايات المتحدة الأمريكية هى الراعى الرئيسى لهذا الاتفاق، لأن أول تعهدات أى رئيس أمريكى هو ضمان أمن إسرائيل قبل أى تعهدات أخرى، كل رئيس يتعهد بذلك.

* إذا كانت الصفقة مُحكمة كما تقول بهذه الصورة إذن كيف تتصور طريقة تنفيذها؟

- أولا: تم وقف كل أشكال الضرب من جانب حماس لأهداف إسرائيلية، بقرار من المرشد العام للإخوان فى مصر، ثم أصدر أمرا للرئيس محمد مرسى، وهو من أبلغه لحماس، وتم تنفيذه وفقا لمبدأ السمع والطاعة العمياء، والآن هناك تساؤلات تحتاج إلى إجابات: هل القنابل الذى دمرت بيوتا ومساكن وقتلت أرواحا فى غزة، كانت جهادا فلسطينيا ضد إسرائيل؟ أعتقد أنها ليست كذلك لكن هدفها كان أن يحكم الإخوان مصر.

* كيف تُقيّم حكم الإخوان فى مصر الآن؟

- الانتقام الذى يظهر من قبل الإخوان فى فتح الملفات القديمة، مثل إعادة المحاكمات، من الأشياء التى يقف أمامها الإنسان متعجبا، فهل هؤلاء يعلمون ما يفعلون؟ محاصرة المحكمة الدستورية ليس بها عقل أو منطق، والطبيعى أن ينزل المتضرر من قرار معين أو المعارض له، أما مؤيد القرار فينزل لتأييده، فهذا عبث سياسى، فضلا عن ملف الحريات حيث يُحال معارضون كثيرون إلى المحاكم، ومنهم من يُحال لمجرد الاعتراض على حكم الإخوان بكلمة.

* تقصد أنهم يتعاملون مع المعارضة بطريقة انتقامية؟

- الإخوان يتعاملون مع المعارضة بنمط تستخدمه دول العالم الثالث، وهو أن المنافس لهم أو المرشح الذى ينافسهم يضعونه على قائمة المطلوبين سياسيا، ويبدأون كيل الاتهامات له بالفساد، مثلما كان يحدث فى باكستان، فكل رئيس وزراء يأتى يتهم منافسه أو سابقه بتهم فساد ويلاحقه قضائيا، ويفتش عن ملفات فى محاولات وأساليب تظهر أن حكم الإخوان، على أرض الواقع ممارسة سيئة.

* ما علاقة قائد شرطة دبى بمواقع التواصل الاجتماعى؟

- بعد أن اُستغلت مواقع التواصل الاجتماعى فى إثارة الناس ببعض الدول، حتى وصل ذلك إلى جماعة الإخوان بالإمارات، قررت المشاركة عبر هذه المواقع لبحث ومناقشة أفكارهم الكاذبة، لتفنيدها وتأليب الرأى العام عليهم، خاصة بعد أن وجدت أن خطابهم يلقى تصديقا من مجتمعات عديدة، ويعلم مجتمع الإمارات أن ضاحى خلفان، صادق فيما يقول ولم أقدم خبرا إلا وكان مؤكدا، ومع الأسف الشديد وصل الحد بالإخوان وازدراؤهم شئون الدولة ومؤسساتها فى الإمارات إلى عدم الانضباط فى ساعات الدوام الرسمى، لمجرد انتمائهم للإخوان وأقول لك إن وضع الإخوان فى كثير من المناصب فى دول الخليج هدفه تعطيل إنجاز المعاملات الرسمية، حتى تتهم حكومات تلك الدول بالعجز والأداء غير الجيد.

* وهل استطعت بالفعل خوض معارك من خلال تغريداتك ضد الإخوان؟
محمد بديع

- لست فى معركة ضد اسم أو شخص معين، وإنما تغريداتى هى فقط ضد الجماعة والمرشد، الذى أعتبره طاغية، حين يظن أنه سينسف كل الأنظمة الموجودة بالمنطقة العربية وسيستولى عليها ويكون هو خليفتها، وأقول له إن هذا تفكير ليس فى محله أو مكانه أو زمانه.

* لكن هذا الوصف قاسٍ إلى درجة كبيرة.. على أى أساس تقول ذلك؟

- المرشد قال فى الاجتماع الأخير فى السودان، الذى حضره قيادات الإخوان «إننا قادمون، كالنهر الجارى، والنهر والسيل سيجرف فى طريقه كثيرين»، هذه الصيغة فيها غرور وكبرياء واستهانة واستخفاف بالآخرين، وتنم عن جهل بشكل واضح وصريح.

* هل مشاركتك عبر «تويتر» للتواصل مع الإخوان الموجودين بالإمارات أم لخوض معارك ضدهم؟

- كانت لدى رغبة فى التواصل معهم، إلا أنه على الرغم من تأكيدى لهم قدرتى على الوصول إلى أعلى مسئول دفاعا عنهم، حال ثبت وقوع أى ظلم عليهم، فإنه لم يتقدم أى شخص منهم بشكوى لى، ودخلنا فى المشاكل بسبب أننى كنت عبر «تويتر» خاطبت إخوان الإمارات وسألتهم ما إذا كانت تظاهراتهم بسبب أن أحد المسئولين تعنت تجاههم أو جرى التعدى على حقوقهم أم لا، وإذا كانت كذلك، كنت أدعوهم للقائى، ثم بدأوا هم والإخوان فى الكويت وغزة يهاجمون الإمارات والسعودية واليمن، فتنظيم الإخوان هو تنظيم عصابى أشبه بالمافيا يهدد ويتوعد ويأكل الأموال.

* البعض يرى أن القبض على خلية الإخوان داخل الإمارات أزمة مفتعلة، وأن الراعى الرئيسى للإخوان فى الإمارات هم الإخوان فى الكويت، وخيرت الشاطر يعلم.

- اكتفى بهذه الكلمة. هو يعلم حقيقة الخلية التى جرى القبض عليها فى الإمارات، وليته يخرج ليكذب علمه بهذه الخلية وتفاصيل القبض عليها.

* ما طبيعة الشكاوى التى طرحها إخوان دولة الإمارات؟

- شكاوى كثيرة من بينها عدم تسجيل القضايا لهم فى مراكز الشرطة، فى حال رغبوا بتسجيل قضية ما، وطالبتهم حينها بالذهاب إلى أى إمارة من الإمارات العربية المتحدة، وإذا ثبت عدم تسجيل الضابط البلاغ أو الشكوى ضد أى شخص، فسنتخذ الإجراءات الجزائية بحق المسئول إلا أنهم لم يتقدموا بأى شكوى، إضافة إلى ذلك زعمهم تعطيل أعمالهم وقمت بمراجعة كافة الرخص التجارية لشخص تقدم بهذه الشكوى، ووجدت أن كافة الرخص التى لديه سارية المفعول ومجددة وغير معطلة عن العمل.

* معروف عن الإمارات أن لديها سياسة واضحة تجاه كافة التيارات الإسلامية والسياسية خصوصا «الإخوان».. كيف تبرر صعود الإخوان فى الإمارات مؤخرا؟

- نحن مثل الدول الخليجية الأخرى التى استقبلت الإخوان، حين فروا من دولهم قبل 35 عاما وأتوا مشايخ وعلماء، وفى ذلك الوقت لم يكن للناس هنا أى إلمام بتنظيم الإخوان ولا غاياته واعتبرتهم دول الخليج مشايخ، وقع عليهم ظلم وفروا من ديارهم وجرى استقبالهم استقبالا طيبا، وكما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله: «استقبلناهم بشكل جيد إلا أنه مع الأسف وجدناهم يقومون بتأجيج أبنائنا علينا»، وهذا ما حدث فى كافة الدول الخليجية ومن بينها الإمارات.

* هل يمكن أن تحدثنا عن بدايات صعود الإخوان بالإمارات؟

- وُضعوا فى الإمارات كمسئولين فى بعض المراكز ومدرسين فى كثير من المدارس، وكذلك دخلوا فى الشئون الإسلامية والأوقاف، إلا أنهم ومع الأسف الشديد كانوا يشكلون فى ذلك الوقت خلايا، الظاهر منها تعليم الطلاب العلوم الدينية إلا أن خلف هذا الغطاء كان تكوين تنظيم يخرج مستقبلا على الولاة والحكام وعلى من استقبلهم.

* كيف لمستم حجم التنظيم داخل الإمارات المختلفة لدولة الإمارات العربية المتحدة؟

- فى كل إمارة هناك مسئول وهيكل تنظيمى للجماعة وكذلك مسئول إعلامى ومسئول للأسر وتخطيط متكامل، وللأسف الشديد هم كانوا يبنون تنظيمهم على مدى 40 عاما، من خلال الجمعيات الخيرية ومراكز الأحياء والفتيات، وفى الواقع هم كانوا يعدون عناصر من داخل هذه المراكز لتهب معهم بعد تهيئتهم.

* هل توجد جنسيات متنوعة داخل تنظيم الإخوان بالإمارات؟

- هناك مجموعة من المصريين قاموا بتجنيد مواطنين إماراتيين، وكان هناك تواصل بين هذا التنظيم وأفراد التنظيم الإماراتى.

    المرشد «طاغية» يظن أنه قادر على نسف كل أنظمة المنطقة العربية ويكون خليفتها

* ما عدد الأسماء الممنوعة المدرجة فى القوائم الأمنية الإماراتية؟

- كافة قيادات الإخوان فى الخليج على قائمة الممنوعين من دخول الإمارات، وليس هناك عدد معين، إنما الأسماء معروفة لدى الجميع، فالإخوان لا أمان لهم وبحسب ما وردنا فهناك منشور ومعلومات أمنية، تشير إلى عقد الإخوان أحد الاجتماعات الشهر الماضى كان ضمن جدول أعماله مناقشة كيفية التخلص من السلفيين بمصر، خشية أن يكون لهم موطئ قدم فى الساحة السياسية المصرية.

* لكن هناك تعاطفا مع الإخوان من جانب التيارات السلفية فى بعض دول الخليج، هل تلمس ذلك؟

- المكر والخداع لدى الإخوان جعلهم يصورون أنفسهم لدول الخليج على أنهم جماعة من السلف، رغم أنهم من غير السلف، ليتمكنوا من دخول منطقة الخليج وجمع الأموال بحجة أنهم مشايخ سلف، واستطاع الإخوان فى مصر وبعض الدول الخليجية إنشاء فرق على كونها سلفية للإيهام فقط.

* يعنى ذلك أنك لا تؤمن بمسألة تحول أفراد من السلفية إلى الفكر الإخوانى؟

- لا هؤلاء ليسوا سلفيين، هم بالأصل من الإخوان، لكنهم خرجوا للناس بالثوب السلفى، ليتم قبولهم بالأوساط الخليجية، وفى مصر خرجوا بالشعارات السلفية لأسباب تكتيكية، نعم هناك سلفيون حقيقيون لكنهم قلة.

* هل هناك ترخيص لأى أحزاب إسلامية فى الإمارات؟

- لا يوجد لدينا أى ترخيص لأى حزب إسلامى والإسلام فى الأصل ليس فيه أحزاب.

* ماذا عن جمعية أو تنظيم «الإصلاح» فى دولة الإمارات المحسوب على جماعة الإخوان؟

- الإخوان فى الإمارات تقدموا بطلب إنشاء جمعية، كانت باسم «الإصلاح» وبدأوا ممارسة أدبياتهم فى الخفاء من خلال الجمعية التى قامت بتدريس القيم الإخوانية وأدبيات حسن البنا، وأستطيع القول إننا ضبطنا فى هذه الجمعيات أمورا مخلة بالآداب العامة وممارسات لا ترضى الله ورسوله، وجرى منذ 15 عاما إغلاق الجمعية لسوء الممارسات بها.

وماذا عن الخلية الإخوانية التى تم ضبطها مؤخرا؟

- الخلية التى تم ضبطها ليس لى علم بها وهى تم ضبطها من قبل جهاز أبوظبى الوطنى.. لكن الجماعة الموجودة فى دبى قد خُدعنا فيها، وقال لنا واحد ممن عملوا داخل هذا التنظيم لأكثر من 40 عاما، إن المشايخ الذين جاءوا إلى دبى، أُرسلوا على أنهم خريجون أزهريون، لكن شهاداتهم كانت مزورة، واتضح أنهم سمكرية ولحامون وصباغون.

* كيف تقيّم شعبية الإخوان الآن؟

- تلقيت رسائل كثيرة تفيد انخفاض شعبيتهم، فهى جماعة قال عنها من كانوا فيها إن هناك تنظيما سريا محاطا بخصوصية شديدة يتحكم فيها، والإسلام لا يوجد به تنظيمات سرية، وأنا الآن أتساءل أين تذهب أموال الجماعة؟ ومن أين تأتى منذ كانت محظورة وحتى اليوم؟ وأقول إن مصادر التمويل، لن تُعلن رغم أنها الآن يجب أن تعلن كل التفاصيل لأنها أصبحت تمتلك السلطة ولابد من كشف أين تذهب أموالهم ومن أين تأتى أمام الشعب بكل شفافية، ولابد من وجود جهاز رقابى يراقب مثل هذه الكيانات السياسية، وكل ما ينبغى الكشف عنه داخل ذلك التنظيم الذى يتكتم على أمواله ويضرب بالقانون عرض الحائط ويدفع البعض لتكوين تنظيمات شبيهة تجمع الأموال والتبرعات وتستخدمها لصالحها.

* قلت فى وقت سابق إن الإخوان غير مؤهلين لإدارة محل بقالة؟
مبارك

- إدارة الحكومة شىء والحديث عن الإدارة شىء آخر، وأن تكون أستاذا جامعيا أو داعية شىء آخر، الإخوان لا يصلحون لإدارة محل بقاله لأنهم إقصائيون فى منهجهم، فكيف تكون إقصائيا وترغب فى النجاح فى إدارة بلد خرج الشباب فيه بثورة ولن يقبل بإقصائه.

* ما دلائل الإقصاء من وجهة نظرك؟

- الإخوان يمارسون نفس ما كانت تفعله الديكتاتوريات السابقة، ينفذون أعمال عنف، وفى نفس الوقت يحاسبون من قتل الثوار أو حرض على قتلهم، فهل من العدل أن يمارس الإخوان نفس الفعل دون محاسبة؟ والعجيب أن الممارسات التى كان يرفضها الإخوان ويحتجون ضدها مثل القتل والظلم والسحل والتعذيب والإقصاء هم أنفسهم يمارسونها الآن، بل بشكل أشرس وأبشع مما كان عليه.

* هل ترى أن الإخوان لديهم أى رؤية لنهضة مصر؟

- الإخوان لم يهتموا بالتطوير والتنمية أكثر ما اهتموا بالصراعات السياسية والحرب على الكراسى، والأكثر من ذلك أنهم يلوحون بالولاية والخليفة، وهم يعتقدون أنهم الأفضل وغيرهم لا يصلح، رغم أنهم يمارسون نفس فكر مبارك والأنظمة الفاشية. مبارك حكم 30 عاما دولة بحجم مصر لكن الإخوان يتحدثون أنهم يحكمون العالم كله ويتحدثون عن خلافة، بمعنى أن الجميع يطيع للمرشد المعين من الجماعة. فكرهم أكل الدهر عليه وشرب ولا يمكن أن يعاد فى ظل هذه الظروف، وإذا كان مبارك طمعهم فى حكم مصر، فهؤلاء يطمعون فى حكم العالم الإسلامى كله مدى الحياة.

* قلت فى السابق إن القادر على حكم مصر «قائد مستقل» ماذا كنت تعنى بهذه الكلمات؟ وهل كنت تقصد بها الفريق أحمد شفيق؟

- عندما قلت هذه العبارة لم أكن أقصد شفيق. أقصد أحد شباب الثورة المثقفين المؤهلين الذين ليس لديهم دعم ومساندة شعبية فقط، وإنما عندهم تأييد لدى الشباب، وأنا لا أدرى من يكون هذا الشخص، لكن هناك بعض الشباب يتحدثون ويمتلكون رؤية سياسية واقتصادية مبتكرة ولديهم فلسفة فى التطوير نعرفها من خلال اللقاءات التى يظهرون فيها، ويجب أن يختار الشباب من يمثلهم لأن الخطأ الوحيد أنهم لم يثقوا فيما بينهم خاصة أن 40% من الشعب شباب، فلو أنهم اختاروا واحدا من الشباب المعروف عنه الذكاء والقدرة على التحليل وصاحب معرفة وعزم وعمره فى حدود 40 عاما فهذا سيكون أفضل للبلد بكثير من مرشح ينتمى لأحزاب، لأن الفترة الحالية تحتاج الحياد التام حتى شفيق مع احترامى الكامل له فهو يحسب على نظام مبارك وإن كان مستقلا، لكن أنت فى مصر تحتاج وجها جديدا، وكل ما يخص مصر هو خيار للمصريين، لكن نحن نرى ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعى.

* كيف تنظر لمصر ما بعد الثورة؟


- مصر ليست ملكا للمصريين وحدهم، لأنها دولة كبيرة وشعبها يزيد على 80 مليون مواطن وهى أهم بلد عربى وننظر نحن كعرب على أنه إذا حدثت به كبوة، فالمنطقة كلها سيحدث لها ذلك، وإذا نهضت فالمنطقة العربية كلها ستنهض، ومصر ملك لكل المنطقة العربية بفعل الانتماء، فلابد من قيادة قادرة على الابتكار والإبداع وخلق مستقبل مشرق لها وإلا ستكون هناك مشكلة بالمنطقة، ومشكلة الإخوان مع الدول العربية أنهم تفرعوا فى كل بلد عربى ويمدون شعوب هذه الدول بأفكارهم، منذ كانت جماعة محظورة، والآن بعد أن أصبح الإخوان فى الحكم، يجب عليهم ألا يمارسوا علاقتهم مع هؤلاء لأنهم يتدخلون فى الشئون الداخلية لهذه البلاد، وبالتالى عليهم اختيار الطريق الصحيح وليس خلق مزيد من الكراهية لهم أو التدخل فى شئون البلاد.

* قلت إن مصر فى أشد الحاجة للدعم.. لكن دعم الإخوان خطأ استراتيجى.. كيف يمكن فهم هذه المعادلة الصعبة؟

- إذا كنت تدعم الإخوان الآن وهم يحاولون قلب أنظمة الحكم المختلفة، فكيف تدعم بلدا يدعم قلب أنظمة الحكم فى دول الخليج تحديدا، ولعل كلام المرشد العام لهم فى السودان يؤكد هذا، فهم يسعون للخلافة وأن يكون الحكام تحت سيطرتهم، وأنا أتساءل بأى حق يلتقى المرشد مواطنين عربا من دول الخليج ويبايعونه ويقبل البيعة منهم؟

* البعض يرى حديثكم عن الإخوان تدخلاً فى الشأن المصرى؟

- لا يهمنا من يحكم مصر سواء إخوان أو أى فصيل آخر، ونحن ليس من سياستنا التدخل فى الشأن المصرى، أو شأن أى دولة أخرى، والمصريون هم من يحددون من يحكمهم.

* البعض يقول إنكم تدعمون الفريق أحمد شفيق؟

- من يقول إننا ندعم شفيق أو ندعم العناصر المناهضة للإخوان فى مصر لا يعلم سياسة الإمارات، واعلم تماما أن حكومتنا لا تتدخل فى الشأن المصرى بأى شكل، ورغم كل ما يذاع عنا أننا ندعم الفوضى فى مصر، أو نتعنت تجاه المصريين الذين يرغبون فى زيارة الإمارات أو نضيق عليهم فهذا غير صحيح، ولا يمكن بأى حال مهما اختلفنا مع الإخوان سياسيا، أن نتعنت تجاه شعب مصر الشقيق، لكن الضعيف دائما يتحدث عن هذه الوقائع غير الحقيقية.

* هل التقيت بالفريق أحمد شفيق؟

- هذا غير صحيح.. الإخوان يرددون أننى أدعم شفيق وتقابلت معه، وأنا أقسم بالله العلى العظيم لم ألتق أحمد شفيق ولا مرة ولم يجمعنى به حدث، حتى الآن، والحديث عن أن شفيق هارب هذا خاطئ، هذا شخص مرشح للرئاسة من 49٫5% ممن شاركوا فى الانتخابات الرئاسية وهذا أحد رجال مصر الكبار والقامات، وعيب على الإخوان أن يكون منافسهم قويا ويحاولون تصيد أشياء غير موجودة به ويفتعلون أزمات سياسية معه بهدف ملاحقته، ويلفقون له التهم. نحن نستضيف رجلا يحبه 49% من الشعب المصرى وأرادوه رئيسا ونحن نستضيف كل مصرى سواء كان مواطنا عاديا أو سياسيا.

* هل طلبت حكومة الإمارات من شفيق الرحيل حتى لا يسبب حرجا سياسيا لها؟

- أحمد شفيق خرج من بوابات المطار من مصر كشخص طبيعى، وأنا لا أعلم ما إذا كانت حكومة الإمارات تحدثت إليه وطلبت منه الرحيل من الإمارات حتى لا يسبب لها حرجا سياسيا أم لا وأنا لم أتحدث إلى «شفيق» نهائيا ولا أعرف أين يسكن وليس لى دخل به، رغم كل الشراكة التى وضعوا فيها اسمى معه.

* ماذا عن طلب مصر تسليم شفيق ووضع اسمه بقائمة المطلوبين فى «الإنتربول»؟

- طلب شفيق عبر الإنتربول، غير مُجدٍ لأنه بسبب دواع سياسية، وأعتقد أن «الإنتربول» لن يوافق على ضبطه، وإذا تمت الموافقة عليه فمن حق الدولة التى يسكن بها الشخص رفض التنفيذ لأن السبب الرئيسى وراء طلبه دواع سياسية وأنه منافس قوى للإخوان، والجميع يعلم ذلك.

* البعض يؤكد أنك أقرب المسئولين لرئيس الوزراء وأن تغريداتك تعبر عن وجهه نظر الدولة.. هل هذا صحيح؟

- كل ما له علاقة بالسياسة الإماراتية ليس لضاحى خلفان دخل فيه، وكل ما أعبر به فى وسائل التواصل الاجتماعى هو تعبير شخصى ولا أتبنى وجهة نظر إلا إذا كنت مقتنعا بها وقد أكون مخطئا أو مصيبا فى تلك الآراء لكنها فى النهاية آراء شخصية، لا تعبر عن أى مؤسسة بالدولة، وأنا مسئول وقت عملى فقط، لكن أثناء وجودى فى منزلى أو فى مكان عام أنا شخص طبيعى يعبر عن رأيه.

* ما الرسالة التى تود أن تبلغها للإخوان فى مصر؟

- أقول لهم أنتم الآن مسئولون، وخلال الفترة الماضية أكدت الشواهد أنكم فعلتم من الظلم ما لم يفعله المستبدون والديكتاتوريون على مر السنين.

* هل تمت دعوة «مرسى» لزيارة الإمارات؟

- لا أعلم شيئا عن زيارة مرسى للإمارات، أو ما إذا كانت دعت «مرسى» للزيارة من عدمه أو فكرة الدعم المالى للاقتصاد، فأنا ليس لى علاقة بالشأن السياسى.

* قلت فى وقت سابق إن عام 2013 هو عام اختفاء الإخوان؟

- نحن فى عام 2013، فسنرى فى نهاية العام هل سيتحمل المواطن المصرى كل هذه المدة، أم لا، أنا أتوقع أن ينتهى حكم الإخوان بنهاية العام، خاصة مع استمرار الأزمات فى مصر، مثل الأحداث فى بورسعيد.

* هل ستكون نهاية الإخوان كما تظن، عبر الصناديق أم بطرق أخرى؟

- الصناديق لن تفلح فى الإطاحة بالإخوان فأنت تتحدث عن شعب فيه نسبة فقر مرتفعة وإذا كان المواطن همه العيش والزيت والسكر، فأعتقد أن الإخوان مركزون على هذا ولا يوجد أحد ينافسهم فى توزيع الزيت والسكر، ونحن أمام ظروف سيئة تجبر الفقير أو من تحت خط الفقر وهم كثيرون أن ينتخبوا الإخوان، نحن أمام تنظيم يعتمد على الزيت والسكر ولكنه لا يعرف كيف يفكر للغد.

* هناك حديث عن دعم الإمارات للأنظمة العربية التى تشهد بلادهم انتفاضة ضد حكامها مثل الأردن، حيث يؤدى الإخوان دورا فى الحراك السياسى هناك؟

- نحن ندعم الأردن منذ عهد الملك حسين، ولا ندعم أنظمة، ووجهة نظرى الشخصية أنه ما دام الإخوان لديهم رغبه فى الإطاحة بالأنظمة العربية الحالية، فأنا أقول كل من له قدرة على المقاومة بأى شكل ضدهم يقوم بها، فهل مباح لهم أن يحركوا الدول ويشعلوا الأزمات فيها وغير مباح لغيرهم مواجهتهم؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter