الأقباط متحدون - نحو رؤية اصلاحية للمجلس الاكليريكى الاحوال الشخصية
أخر تحديث ٠٤:٠٠ | الاربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣ | ٢٠ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

نحو رؤية اصلاحية للمجلس الاكليريكى الاحوال الشخصية

بقلم : د. نجيب جبرائيل

منذ ما يقرب من عشر سنوات  وبأعتبارى من المتخصصين فى الاحوال الشخصية حيث لى كتبا فى هذا الشأن وشغلت منصب رئيس محكمة الاحوال الشخصية لعدة سنوات  كتبت مقالا  عن احوال المجلس الاكليريكى وما وصل اليه فى تعامله مع الحالات المحتاجة اليه  وقت ان كان العدد قليلا نسبيا  وما كان يعانيه اصحاب هذه الحالات نشر هذا المقال فى جريدة صوت الامة تحت عنوان " رحلة العذاب داخل المجلس الاكليريكى "  وشبهته بأنه اصبح ديوان من دواوين الحكومة مثل مكاتب السجل المدنى والشهر العقارى يتلقى طلبات ذوى الشأن  ويثبت الحالة فى ملقات  بروتين وبروقراطية  شديدتين  ولان المقال جاء على الجرح  فلقد ووجهت بأنتقادات غير مقبولة  من بعض الشخصيات الدينية , واليوم بعدما ازداد الحال سوءا  ووصل الامر الى حد مهاجمة نفرا ليس بقليل  من اصحاب هذه الحالات للمشرف العام على المجلس الاكليريكى نيافة الانبا / بولا ومحاولة احتجازه داخل المقر  وهذا ما نرفضه تماما  ونرفض ايضا محاولة لفض هؤلاء المتظاهرين  بالشروع فى اطلاق كلاب الحراسة لتخويفهم  بطريقة امنية غير مقبولة فى مكان لم يجد المرء غيره يرتاج فيه ويلقى بهمومه سوى الكنيسة .


وسوف احاول اليوم فى هذا المقال المطول وعذرا ايها القارئ كان لابد ان يكون مطولا لاحلل  والقى الضوء على هذا الدور الذى اصبح باهتا ومتضائلا ومستفزا فى بعض الاحوال للمجلس الاكليريكى  بل اصبح فى احيان اخرى ليس حلا للمشاكل وانما سببا فى المشاكل .
وقبل ان ابدأ حديثى لابد ان نركز على نقطة هامة حت لا يصطاد البعض فى الماء العكر  اننى اركز على تمسكنا جميعا بثوابت الكتاب المقدس وان اى  اصلاح لهذا المجلس لم ولن يكون مطلقا على حساب ايماننا المطلق بان حرف واحد لا يزول من كتابنا المقدس حتى لو زالت السماء والارض  . وسوف اتناول  فى هذا المقال  برؤية اصلاحية  للمجلس الاكليريكى من زاوتين : الاولى من حيث شكل العمل فى المجلس الاكليريكى  وتكوينه وأليات عمله وهل يمكن ان يفى بالمطلوب على هذا النحو   , والنقطة الثانية من حيث الموضوعات التى يتناولها  وفقا لحالات هذه المشاكل واعطاء تصاريح بالزواج .

اولا : من حيث شكل المجلس وتكوينه وألياته  وعدد المشاكل التى يواجهها  :-

يتكون المجلس الاكليريكى للاحوال الشخصية  للكنيسة القبطية الارثوذكسية من رئيسه او المشرف عليه وهو نيافة الانبا / بولا  وهو منوط  به هذا العمل الضخم  بجانب انه اسقف طنطا وتوابعها ويعمل معه حوالى  عشرة كهنة فقط ويعمل المجلس بالاضافة الى اعطاء تصاريح بالزواج لعموم الجمهورية ايضا يشمل عمله القارات الستة فى العالم وهى اسيا , افريفيا , والامريكيتين  , واوروبا  . واستراليا  بعدد خمسة عشرة مليون قبطى مسيحى داخل مصر وحوالى ثلاثة ملايين قبطى مسيحى يعيشون فى المهجر اى بمجموع ثمانية عشرة مليون مسيحى فاذا قلنا ان 1% فقط من هذا العدد لديه مشاكل فى الاحوال الشخصية فان هذا المجلس سيواجه سنويا 180 الف الى 200 الف حالة وهذا اقل تقدير نسبى اى بواقع 150 الف داخل مصر وحوالى 30 الى 50 الف فى الخارج  والجدير بالذكر ان نسبة الخمسون الف فى الخارج لهم كاهن واحد داخل المجلس  والمجلس الاكليريكى ينعقد مرتين فقط فى الاسبوع  ونيافة الانبا / بولا من المفترض ان يأتى مرة واحدة فى الاسبوع " يوم الاثنين "  وبأحصائية شبه دقيقة بعد بحث ان المجلس الاكليريكى يغلق ابوابه تماما فى اسبوع الالم وثلاثة اسابيع بعد عيد القيامة  وفى الاعياد السيدية وعيد السيدة العذراء وبعد العطلات الاخرى بالاضافة الى تواجد الانبا بولا بالخارج ليبحث اوضاع اقباط المهجر  فيمكث احيانا فى استراليا اكثر من ثلاثة اسابيع ومثلها فى امريكا واسبوعين فى اوروبا ومثلها فى الكويت ودبى  وبحسبة دقيقة يتبين تواجد نيافته فى المقر بالقاهرة مرة او مرتين على اكثر تقدير كل شهر فمتوسط العام فى السنة عدد 2 مرة كل شهر فى 12 شهر يساوى 24 مرة فى السنة فهل 24 مرة تكفى لفحص الاف الحالات كما ذكرت  قد يقال ان دور نيافة الاسقف هو فقط اعتماد ما يفحصه الاباء الكهنة واعضاء المجلس  وهذا كلام غير صحيح لانه على حد علمى ان نيافته يبحث كل حالة بنفسه وخاصة الحالات  والتى يامر فيها باعطاء تصريح بالزواج هذا بالاضافة الى ان نيافته مرسوم على ابروشية كبيرة وهو ابروشية طنطا وتوابعها وبها عدد من الكنائس تخدم نحو ثلثمائة الف مسيحى هذا بالاضافة الى ما يكلف به من قبل قداسة البابا من اعمال وسفريات اخرى  هذا بالاضافة الى سفر نيافته لبحث حالات الخارج من اقباط المهجر  فنحن نطلب من الرجل المستحيل وايضا لا نلوم مطلقا اصحاب هذه الحالات من الالالف سواء المستحقين لتصاريح الزواج  او الذين لم يحدد موقفهم من هذه التصاريح  ومتوقفة احوالهم ليس فقط على تصاريح الزواج وانما هناك اخرى مترتبه  ومرتبطة بموقفهم  وهو تغير الحالة الاجتماعية والمعاش والميراث والتغيير فى  جواز السفر كل هذا يتوقف على تصريح الانبا / بولا فلا يمكن ان نلوم اصحاب هذه الحالات التى لا تعرف مصائرها هذا من ناحية وضع نيافة الاسقف .

-    ومن ناحية تعامل الاباء والمنظمين داخل المجلس :-

لقد رأيت بنفسى وام عينى كيف يتم التعامل مع المترددين على المجلس  الاكليريكى كقطعان من الاغنام  والا ادامية التى يتعامل بها المنظمون مع هؤلاء والذين يحتاجون  الى تعامل افضل من الغير "  اذ لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى " فهم يقفون على الابواب المغلقة من طوابير الجمعية ويطاردون من الأمن ويدفعون بالقوة إلى الخارج في عز الشمس وفى برد الشتاء  يعنى باختصار التعامل ألا ادمي بالمرة حتى التعامل  داخل المجلس الاكليريكى من الاباء الكهة تعامل وظيفى ورتينى وبروقراطى  وليس تعامل روحى على الاطلاق  ربما يكون لهم العذر فى ذلك نظرا نظرا للاعداد الغفيرة من المترددين على المجلس  و  قلة عدد الاباء الذين يعملون داخله , هذا ما يحدث فى القاهرة ولا ندرى عن ما يحدث فى الخارج  , كما لا ندرى ما يحدث فى المحافظات والتى اعتقد ان معظم مجالسها الاكليريكية تلقى باغلب مشاكلها  فى المجلس الاكليريكى العام  فى القاهرة وخاصة عند طلب الحصول على تصاريح الزواج مما يزيد  من عئبه اعباء اخرى ,
وبالاضافة الى ما ذكرته من مشاكل فهل هؤلاء الاباء الذين يعملون داخل المجلس مؤهلين قانونيا ونفسيا وتربويا على التعامل مع هذه المشاكل  وهل مجازوون  ومدربون على التعامل مع قانون الاحوال الشخصية ولائحة 38 وتعديلاتها  وقررات محاكم الاحوال الشخصية وما تصدره ايضا من احكام والتعامل مع روح هذه الحيثيات  اننى اشك كثيرا فى انهم مؤهلون لذلك مما يزيد  من تعقيد المشكلة وتراكم اعدادها  بسوء طرق التعامل معها والاكتفاء بالمواجهة الروتنية والمستندية فقط دون الدخول الى روح المشكلة .

وبعدما استعرضنا وضع المجلس الاكليريكى بوضعه الحالى وعجزه عن مواجه المشكلات التى يتعرض لها اصحابها وبعد ما وصل الحال الى محاولة احتجاز  رئيسه داخل المقر البابوى ومحاولة اطلاق الكلاب البوليصية لفض المتظاهرين والتى حاول ان يسميها البعض بموقعة الكلب اشبه بموقعة الجمل تبقى لدينا رؤية اصلاحية شاملة يمكن ان نطرحها على قداسة البابا المعظم الانبا تواضروس  الثانى بصفته الرئيس الاعلى للمجلس الاكلريكى للاحوال اشخصية  وخاصة ان قداسته  وباعتباره صاحب الخبرة الثاقبة  والتنويرية  و فى هذا الشأن ايضا  مستلهمين اروع ما كتبه قداسه البابا الراحل البابا شنودة الثالث  فى الاحوالالشخصية وهو كتاب " شريعة الزوجة الواحدة "  .



ولكن ما هى تلك الرؤية الاصلاحية :-

اولا : ان يصدر قداسة البابا تواضروس الثانى قرارا برسم اربعة اساقفة عمومين متفرغين  يكون اختصاصهم فقط المجلس الاكليريكى للاحوال الشخصية .
ثانيا : يفضل ان يكون هؤلاء الاساقفة من المجازوون فى الحقوق او  الدراسات القانونية .

ثالثا : ان يستعين قداسته فى تشكيل  المجالس الاكليريكية بعدد من العلمانيين " المدنيين المتخصصون فى الاحوال الشخصية " رجال قانون – محامون يكونون معاونين للاباب الاساقفة .

رابعا ان يتضمن تشكيل المجلس ايضا على اخصائيين نفسيين واجتماعيين واطباء .
خامسا : ان تقسم القاهرة الى اربعة مناطق واربعة مجالس اكليريكية شمال القاهرة ويشمل كنائس شبرا مجلس اكليريكى شرق القاهرة ويشمل كنائس مصر الجديدة ومدينة نصر  والنزهة الجديدة وشيراتون المطار  ووسط القاهرة ويشمل كنائس وسط البلد وباب الشعرية جاردن سيتى  وقصر النيل وعابدين والموسكى  والمجلس الاكليريى جنوب القاهرة ويشمل كنائس مصر القيمة  وكل مجلس يرأسة اسقف عام   وعدد كاف من الاباء الكهنة او رجال القانون والاخصائيون النفسيون والاطباء .
سادسا : أن يتم انعقاد هذه المجالس ثلاثة مرات أسبوعيا أسوة بقضاة المحاكم إذ أن القاضي يعمل ثلاثة أيام في الأسبوع .

سابعا : ان تربط هذه المجالس جميعها وأيضا مجالس اكليريكية بكافة الابروشيات شبكة انترنت للتوافق على المبادئ العامة والإرشادية وقواعد مستقرة في حل  مشاكل الأحوال الشخصية من حيث التوفيق بين الزوجين ومن حيث حالات إعطاء تصاريح الزواج ومن حيث  حالات رفض إعطاء التصاريح بالزواج .

ثامنا  : تطبيق نظام اللا مركزية فى اتخاذ قرارت المجلس الاكليريكى  .

تاسعا : ان يشكل مجلس اعلى للاحوال الشخصية من ثلاثة أساقفة غير متفرغين لبحث استئناف حالات رفض اعطاء التصاريح وايضا الطعن فى قرارات الموافقة على التصريح بالزواج " محكمة استئنافية "حتى تكون هناك ضمانات حقيقية لإعطاء كل ذى حقا حقه على ان يكون قرارا المجلس الاعلى قرارا نهائيا غير قابل للطعن فيه .


عاشرا : ان تنشأ مجالس اكليريكية بالمهجر  يرأسها أساقفة للأقباط المهجر  مجلسين في شمال وجنوب امريكا , ومجلسين فى استراليا , ومجلس فى كندا ومجلس في أوروبا يكون مقره إحدى الدول الاوربية  المتوسطة ومجلس في أسيا يكون مقره دبي أو الكويت .

الحادي عشرة : أن يتم عقد دورات تدريبية للأساقفة والكهنة والمعاونين لهما  شهر فى السنة

الثانية عشرة : الا تزيد مدة اعضاء المجلس الاكليريكى باستثناء الأساقفة عن خمسة سنوات منعا للحرج و دراء لاى شبهة على ان ينتقلوا الى مجالس اخرى او يستبدلوا باخرين على نمط تنقلات رجال القضاء  على ان يكون هذا القرار مختصا به  قداسة البابا مباشرة  لا ينيب احدا فى ذلك .

الثالثة عشرة :  ان توضع قواعد محددة  واجراءات واضحة فى اعطاء التصريح او منع التصريح على ان يؤخذ فى الاعتبار مراجعة كافة المستندات المقدمة والادلة بصورة دقيقة  وعملية ليس فيها تعقيد  او عدم مبالاة  او تدخل شخصى   فعلى سبيل المثال " اذا قدم تسجيل بصوت لزوج او لزوجة به كلمات غرامية  " لابد  من بحث هذا الامر عن طريق تقنيات فنية تابعة للبطريكية ولا يترك لصاحب الشأن ان نلزمه باثبات ذلك كما لابد ان تكون هناك لجنة تقنية تابعة للبطريكية لفحص الصور عما اذا كانت مركبة عن طريق الفتو شوب من عدمه كل ذلك  اسوة بما هو متبع فى الطب الشرعى والمصنفات الفنية  . وسوف اذكر على سبيل المثال وليس الحصر حالات رفضت من المجلس الاكليريكى ولا نعرف سببا لرفضها   حالة غادرت فيها لزوجة فجأة البلاد وسافرت الى امريكا  رغم عدم وجود احد من اهليتها فى امريكا  ولم تعد  بعد سفرها وما تزال لاكثر من ثلاثة سنوات ورفض المجلس اعطاء تصريح زواج للزوج بحجة ان زوجته لم ترتكب زنا  وهو رفض غريب الشأن لان القانو يقول :  ان مجرد مبيت الزوجة خارج منزل الزوجية دون علم زوجها وفى مكان غير معلوم ليس به اهليتها  قرينة على قيام جريمة الزنا "
حالة اخرى  رفض فيها المجلس اعطاء تصريح زواج رغم ان الزوج تقدم  صور لزوجته متأبطة بذراع شخصا غريب واخرى فى حضنه  , وحالة اخرى رفض المجلس اعطاء تصريح زواج للزوجة رغم ما اثبتته من قيام زوجها واكتشافها بانه يستأجر شقة اخرى ويتردد عليها مصطحبا سيدة اخرى وبشهادة بواب وجيران هذه الشقة .  وحالة اخرى لزوجة شابة لم تكتمل بعد الخامسة والعشرون من عمرها ارتبطت بشاب قبطى من امريكا  وسافر ينهى  اوراق سفرها ثم غاب واختفى فى امريكا ولم يعد وما زال لاكثر من اربعة سنوات رفض المجلس اعطاءئها تصريح بحجة ان زوجها لم يثبت انه ارتكب زنا .

حالات  اعطيت تصاريح المجلس الاكليريكى ولكنها عاجزة على الحصول على الاحكام بالتطليق  من المحاكم

هناك حالات استقر فيها رأى المجلس الاكليريكى على اعطاء تصاريح بالزواج بعد قناعته  بالشخص البرء وللطرف المخطئ وعلى سبيل المثال وقائع الزنا وسوء السلوك من خلال مستندات  او شهادات كهنة او اناس موثوق بهم ولكن  يظل  اصحاب هذا الحق عاجزون عن اثبات ذلك امام المحاكم فى الوقت  الذى يرفض المجلس الاكليريكى اعطاء ما لديه من مستندات او ادلة او صور منها طبق الاصل ليقدمها ذوى الشأن الى المحاكم للحصول على احكام بالتطليق  ولا ندرى سببا لذلك  رغم انه فى بعض الاحيان يكون الطرف المخطئ قد اعترف ووقع بذلك امام المجلس  ولا يمكن اعتبار ذلك ان هذا افشاء لسر الاعتراف لان تلك وقائع مادية كما من حق الطرف الاخر ان يطلع على اسباب اعطاء زوجه اعطاء بالزواج واسباب امتناع المجلس عن اعطائه تصريح للزواج .

وبعد ان استعرضنا المشكلات العملية التى تاوجه المجلس الاكليريكى وما قدمناه من رؤية اصلاحية للمجلس الاكليريكى للاحوال الشخصية والتى سوف نعرضها بمذكرة شاملة  على قداسة البابا تواضروس الثانى  و الذي نأمل من قداسته إن يدعو إلى اجتماعا عاجلا  يضم رجال الاكليروس المعنيين ورجال القانون المتخصصون  وخبراء علم النفس والاجتماع لوضع استراتيجية هادفة وجديدة لعمل المجلس الاكليريكى   حتى لا ينتقل ميدان التحرير إلى الكاتدرائية المرقسية وتكون هناك مطالب يعقبها مطالب  و مظاهرات تطالب بإقصاء شخصيات  بعينها  مع الاخذ فى الاعتبار ان الشعب القبطى هو شعب غيور ومحب لكنيسته ولقداسة البابا  تواضروس الثانى ولكن ايضا نعلم ان الكنيسة يجب أن تحب أبنائها  وتحل مشاكلهم  ولا تبعدهم عنها .


منذ ما يقرب من عشر سنوات  وبأعتبارى من المتخصصين فى الاحوال الشخصية حيث لى كتبا فى هذا الشأن وشغلت منصب رئيس محكمة الاحوال الشخصية لعدة سنوات  كتبت مقالا  عن احوال المجلس الاكليريكى وما وصل اليه فى تعامله مع الحالات المحتاجة اليه  وقت ان كان العدد قليلا نسبيا  وما كان يعانيه اصحاب هذه الحالات نشر هذا المقال فى جريدة صوت الامة تحت عنوان " رحلة العذاب داخل المجلس الاكليريكى "  وشبهته بأنه اصبح ديوان من دواوين الحكومة مثل مكاتب السجل المدنى والشهر العقارى يتلقى طلبات ذوى الشأن  ويثبت الحالة فى ملقات  بروتين وبروقراطية  شديدتين  ولان المقال جاء على الجرح  فلقد ووجهت بأنتقادات غير مقبولة  من بعض الشخصيات الدينية , واليوم بعدما ازداد الحال سوءا  ووصل الامر الى حد مهاجمة نفرا ليس بقليل  من اصحاب هذه الحالات للمشرف العام على المجلس الاكليريكى نيافة الانبا / بولا ومحاولة احتجازه داخل المقر  وهذا ما نرفضه تماما  ونرفض ايضا محاولة لفض هؤلاء المتظاهرين  بالشروع فى اطلاق كلاب الحراسة لتخويفهم  بطريقة امنية غير مقبولة فى مكان لم يجد المرء غيره يرتاج فيه ويلقى بهمومه سوى الكنيسة .


وسوف احاول اليوم فى هذا المقال المطول وعذرا ايها القارئ كان لابد ان يكون مطولا لاحلل  والقى الضوء على هذا الدور الذى اصبح باهتا ومتضائلا ومستفزا فى بعض الاحوال للمجلس الاكليريكى  بل اصبح فى احيان اخرى ليس حلا للمشاكل وانما سببا فى المشاكل .
 وقبل ان ابدأ حديثى لابد ان نركز على نقطة هامة حت لا يصطاد البعض فى الماء العكر  اننى اركز على تمسكنا جميعا بثوابت الكتاب المقدس وان اى  اصلاح لهذا المجلس لم ولن يكون مطلقا على حساب ايماننا المطلق بان حرف واحد لا يزول من كتابنا المقدس حتى لو زالت السماء والارض  . وسوف اتناول  فى هذا المقال  برؤية اصلاحية  للمجلس الاكليريكى من زاوتين : الاولى من حيث شكل العمل فى المجلس الاكليريكى  وتكوينه وأليات عمله وهل يمكن ان يفى بالمطلوب على هذا النحو   , والنقطة الثانية من حيث الموضوعات التى يتناولها  وفقا لحالات هذه المشاكل واعطاء تصاريح بالزواج .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter