الأقباط متحدون - الملحد المصرى البير صابر فى حوار مع الأقباط متحدون: مصر أصبحت دولة دينية وبعض الأقباط استغلو قضيتى وتاجرو بها وحكم الاخوان سيصل بالمجتمع الى العلمانية
أخر تحديث ٠١:٠٥ | الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣ | ٢٢ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الملحد المصرى البير صابر فى حوار مع "الأقباط متحدون": مصر أصبحت دولة دينية وبعض الأقباط استغلو قضيتى وتاجرو بها وحكم الاخوان سيصل بالمجتمع الى العلمانية

الملحد المصرى البير صابر فى حوار مع
الملحد المصرى البير صابر فى حوار مع "الأقباط متحدون"

عندما اختلف المفكر الفرنسى "جان جاك روسو" مع الملحد الفرنسى "فولتير" قال "روسو"  له " رغم اختلافى معك فى الرأى إلا أننى لدى استعداد للموت فى سبيل الدفاع عن رأيك ويكون لك الحرية ان تقول ما تريد". فالاصل فى حرية الرأى والتعبير هى ان ندافع عن من نختلف معهم. وفى هذا الحوار الذى اجريناه على الانترنت عبر برنامج "سكايب" نلتقى مع الملحد المصرى "ألبير صابر" -28 عام- الذى حكمت المحكمة عليه مؤخرا بالسجن ثلاث سنوات بتهمة ازدراء الأديان من خلال نشر بعض الفيديوهات على الانترنت  تنتقد الاديان.وسافر خارج مصر قبل النطق بالحكم بيوما واحدا.

ويروى ألبير فى هذا الحوار مراحل تحوله الى الايمان بالفكر الالحادى، وكيف تم اتهامه بازدراء الأديان ومحكمة التفتيش التى واجها أثناء استجوابة والمعاملة الغير آدمية التى قابلها فى السجن.وكيف يرى مستقبل مصر فى ظل حكم الاخوان.

حاوره: عماد توماس




ألبير صابر:
    لم أنكر ما اؤمن به امام النيابة
•    كنت مسيحيا بالاسم وتحولى للالحاد حدث فى المرحلة الجامعية
•    مصر اصبحت دولة دينية وماحدث معى محكمة تفتيش
•    بعض الأقباط استغلو قضيتى وتاجرو بها
•    حكم الاخوان فى مصر سيصل بالمجتمع الى العلمانية
•    معارضين سياسيين لم يكلفو نفسهم بكتابة "تويتة" واحدة تضامنا معى

كيف ترى الحكم بتأيد حبسك  3 أعوام بتهمة ازدراء الأديان؟
لا أؤمن ولا أعترف بما يسمى إزدراء الأديان لانه يتعارض مع حرية الرأى والتعبير والفكر،
فكل الاديان تزدرى بعضها البعض والدين الواحد يزدرى بعض من خلال طوائفة او مذاهبة
نحن نعيش فى دولة دينية وما حدث معى هو محكمة تفتيش فى ضميرى وفكرى. من خلال السؤال عن ايمانى بالله؟ وهل اذهب الى الكنيسة وأصلى ام لا ؟ والنيابة استغلت صراحتى فى عدم انكار اى فكر عندى فى استنباط ادلة لادانتى .



هل وجه لك اتهام بنشر الفيلم المسئ للاسلام؟
لا يوجد اى اتهام لى بوضع روابط للفيلم المسئ للاسلام على صفحتى على الانترنت او حرقى للمصحف واوراق القضية لا يوجد فيها ذلك، المحضر فقط اشار الى أن مشاعر الجماهير متاثرة بالفيلم المسئ فى هذا التوقيت


هل انكرت فى التحقيق التهم الموجهة لك؟
بالعكس، لا يمكن ان انكر شئ انا مؤمن به. قلت ما اعتقده وأومن به. ذكرت ان اسمى فى خانة  البطاقة "مسيحى" ولكنى "ملحد". وفى اول جلسة نصحنى بعض المحامين آلا اتكلم واذا سألنى القاضى عن دينى اقول انى "مسيحى" ولكن رفضت ذلك. وعندما نادى القاضى على اسمى قلت بصوت عال "اوقفوا محاكم التفتيش فى مصر"

كيف كانت معاملتك فى أثناء فترة محبسك؟
عوملت بطريقة مهينة، صحيح اننى لم أتعرض للتعذيب، لكن اعتدى على ملازم شرطة بقسم المرج وحرض عليا باقى المحبوسين فاصابنى أحدهم بجرح ب "موس حلاقة" فى رقبتى ولم  يكن مسموحا لى ان اذهب الى الطبيب او المكتبة او السماح بدخول الصحف والكتب فى محبسى وان كانوا قد سمحو بعد ذلك  حتى اتنازل عن الشكاوى التى قدمتها

هل لو عاد بك الزمن عدة شهور هل كنت ستنشر فيديوهاتك التى اتهمت بسببها؟
كنت ساقوم بعمل افضل منها فكريا وتقنيا. وحاليا اقوم بالعمل على ذلك لأوضح أن هناك ملحدين كثيرين فى مصر وهذا رأيهم واعتقدادهم والدولة يجب عليها ان تحترم ذلك.

ما هو مفهومك عن معنى الالحاد؟
الالحاد ببساطة ليس دينا، هو فكر ان تفكر بتفكير مختلف، المتدين يرجع كل ايمانه الى الله  لكن الملحد يفكر بشكل منهجى وعلمى ولا يعود بالاشياء التى تحدث الى وجود اله او ملائكة.

كيف حدث التحول فى حياتك من المسيحية الى الفكر الالحادى؟
حتى الصف الثانى الثانوى كنت مسيحيا بالاسم، لم اكن اعرف اى شئ عن الكتاب المقدس، رغم ان والدى كان متدينا ويصلى بصورة منتظمة، وفى المرحلة الجامعية التحقت بكلية الاداب –قسم فلسفة بجامعة القاهرة –فرع بنى سويف- كنت منجذبا بدراسة الفلسفة  ومقارنة الاديان، وعلى باب الكلية فى جامعة بنى سويف التى التحقت بها فى عام 2002 كنت اشترى الكتب من امام رصيف الكلية وكنت ابحث فى الانترنت عن كتب متعلقة بالاسلاميات والاديان الاخرى وبدات اقرأ بشكل أكبر فى الاديان. وحدث خلاف فكرى بينى وبين احد الاساتذة فى الكلية لعدم حياده وتهربه من الرد على اسئلتى واعتبرها خارج المنهج
وفى الفترة من 2002 حتى 2005 بدات التقى بقساوسة وشيوخ وتوصلت الى ان كل دين يرى نفسة هو الصحيح وغيره باطل فحدث التحول فى حياتى حتى تم القبض عليا.

كنت احد الناشطين فى حركات سياسية معارضة..هل تعتقد ان القوى المدنية خذلتك ولم تتضامن معك فى  قضيتك ؟
بالفعل كنت عضوا  فى حملة دعم الدكتور البرادعى، وحركة 6 ابريل وشباب من اجل العدالة و الحرية وحركة كفابة. لا انتظر منهم تضامنا معى رغم أنى كنت من اوائل من يشاركون مع آخرين للتضامن مع آخرين دون أن يكون لدى معرفة بهم. وكثير من المعارضين السياسيين لم يكلفو نفسهم بكتاتبة "تويتة" واحدة تضامنا معى. وكان يجب عليهم التضامن ليس من آجل "البير" ولكن من اجل قضية حرية الرأى والتعبير ثم  القبض على و تعذيبى فى قسم المرج والتحقيق معى لمدة 10 ساعات وطرد احد المحامين أثناء التحقيق. وفى كل الاحوال لم أتأثر ولم يفرق معى عدم تضامنهم فأنا  انسان حر فليس لدى مانع فى التضامن مع الاخوان او السلفيين فى اى قضية  نتفق عليها. ولا أرى قوى مدنية حقيقية فى مصر فكل تحركاتهم مجرد بيانات وتحركهم لمجرد التواجد فى الصورة.





اذن من الذى تضامن معك فى قضيتك؟
المؤمنين بحرية الرأى والتعبير منهم عائلتى (والدتى واختى) وبعض الناشطين الذين لا اعرفهم من مختلف دول العالم تضامنوا معى ولم يخافوا من اى تهديد يصل لهم. ومن المحامين الاساتذة "احمد سيف الاسلام" و"حمدى الأسيوطى" و"احمد عزت". وهناك مجموعة من النشطاء قامو بالتضامن المحلى والدولى معى انشاوا صفحة على الفيس بوك  ونشروا فيها بعض من افكارى وانا احترمهم واقدر موقفهم .





هل تعتقد ان هناك من تاجرو بقضيتك سواء كانوا نشطاء او حركات سياسية او محامين؟
هناك حركة معينة تواجدت معى فى البداية ثم لم تظهر بعد ذلك. وهناك محامى قبطى خدع والدتى من اجل الحصول على توكيل للدفاع عنى واكتشفنا بعد ذلك ان له صله بأحد رجال الاعمال يحاول استغلال القضية لصالحه. بالاضافة الى بعض النشطاء الاقباط الذين استغلو القضية بشكل غير صحيح وحاول عمل توكيل من والدتى للتجارة بى والحصول على دعم مادى.
وأحدهم قام بعمل صفحة على الفيس بوك  وحملة للتضامن معى لكنه استغل ذلك فى عقد علاقات مع اشخاص اجانب متضامنين معى

هل حاول البعض ان يجمع اموالا  على حساب قضيتك؟
والدتى قالت لى ذلك ونحن لا نحتاج لاى اموال من احد ورفضنا ذلك. يكفينا التضامن المعنوى ومن يحاول ان يجمع اموالا على حسابى ساقوم بمقاضاته. صحيح ان والدتى تعانى ظروفا قهرية بسبب ترك منزلها وتخليها عن عملها دون أن تحصل على اى حقوق لها. لكنا لا نحتاج لدعم مادى من احد.

كيف تقيم موقف وسائل الاعلام من قضيتك؟
بعض الجهات الاعلامية كانت محايدة، وهناك جريدة –لا اريد ان اذكرها-تبنت وجهة نظر الجيران فى المنطقة التى كنت اعيش فيها ونشرو اكاذيب مثل تمزيقى او حرقى للمصحف وهذا لم يحدث وبعدها قاموا بحذف الخبر. المشكلة فى الاعلام الكاذب الذى كان وقت الثورة مازال مستمرا كما هو ولم يتغير

نشر خبرا فى بعض مواقع الصحف انك حضرت محاكمتك أثناء الحكم عليك بالسجن وحضر أيضا محاميك؟
هذا الخبر الذى نشر بالمصرى اليوم والوفد خبرا كاذبا، فأنا لم أحضر المحاكمة يوم 26 يناير لانى سافرت قبل المحاكمة بيوم وتوجهت الى اوربا . كما ان افريق الدفاع عنى لم يحضر بناء على رغبتى فى ذلك. فقد كنت اريد ان أصل برسالة " ما تفعلونه ضدى باطل ولا يهمنى حكمكم من قريب او بعيد"

كيف ترى موقف منظمات حقوق الانسان من قضيتك؟
اود أن اشكر 4 منظمات حقوقية وهم : مؤسسة حرية الراى والتعبير والشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولة وهيومان رايتس ووتش الذين تضامنوا معى وكانو يتواجدون فى كل جلسات المحاكمة.
 
كيف سافرت  خارج مصر قبل يوم واحد من الحكم عليك؟
سافرت بطريقة شرعية ، استخرجت جواز سفر وحصلت على تأشيرة لدولة اوربية وسافرت من مطار القاهرة ولم يكن اسمى مدرجا ضمن الممنوعين من السفر فلم يصدر حكم قضائى ضدى ولم يصدر النائب العام قرارا بمنعى من السفر.

كيف خرجت خاصة ان التاشيرة لدول الاتحاد الاوربى ليست سهلة وتحتاج لبعض الوقت؟
ظروف قضيتى والاهتمام العالمى بقضيتى ساعدنى فى سرعة استخراج التاشيرة

لماذا اتخذت قرار بسفرك للخارج؟
لم يكن فارق معى السجن وكنت مستعد للسجن خمس سنوات، ولكنى رضخت بسبب الضغوط على والدتى والحجز الانفرادى فى السجن فى زنزانة 2 متر فى 1:5 متر والتحرش بوالدتى واختى فرضخت لرغبتهم لى فى السفر.

كيف ترى مستقبل مصر فى الفترة القادمة فى ظل حكم الإخوان ؟
حكم الاخوان فى مصر سيصل بالمجتمع الى العلمانية بعد فشل شعاراتهم وتجاربهم فى الحياة السياسية فى مصر واختلاف ما يقولون عما يفعلون ويؤمنون به ، فالدين به جانب اخلاقى لايمكن الخلط بينه وبين السياسة ووجود الاسلامين فى الحكم يكشفهم وومعظم رجال الدين المسيحى والاسلامى كانو اول من  ينافقون الحاكم فمنهم من قال ان الاضراب حرام واول من حرموا الخروج عن الحاكم



فى رايك لماذا تنجح تيارات الاسلام السياسى بحشد الجماهير وراءها والنجاح فى الانتخابات؟
لسببين : الاول : انهم يستغلون المشاعرد الدينية عند الجماهير. والثانى: انهم يعملون على الارض فى الشارع منذ فترة طويلة. بينما من يدعون قوى مدينة لم اسمع ان حزبا منهم متواجد باستمرار فى الشارع وله تواجد على الارض وكنت انتظر من حزب الدستور اى يفعل ما فشلت الاحزاب الاخرى فيه.

هل تتوقع ان الدكتور محمد مرسى سينهى فترة رئاستة ام ان الضغط الشعبى سيجبره على الرحيل؟
من الصعب التكهن ، لكن فى ظل وجود معارضة سياسية ورفض جزء كبير من الشعب المصرى من الممكن هذا ان يهز رأس الدولة

هل تتوقع ان يحصل انقسام بين القوى الاسلامية بين السلفيين والاخوان؟
طالما يوجد قوى سياسية تستخدم الدين فمن الطبيعى أن ينقسمو لانهم يتاجرون بالدين من اجل الوصول للسلطة واذا لم يحصل على السلطة سينقسموا

كيف ستكمل حياتك خارج مصر؟
ساظل كما انا مجرد انسان يعبر عن رأية ويختلف معه الآخرين. لا أعرف حاليا هل يمكن استكمال دراستى ام لا . وفى كل الاحوال ساعمل واكمل حياتى ومستقبلى



هل حصلت على لجوء دينى ام لا؟
حاليا لم استقر على بلد محدد ، ما زالت اراقب الاجواء التى اصلح فى التكيف معها كما اناقش بعض التفاصيل مع المحامين . الطقس فى اوربا بارد جدا

البعض اتهمك بانك كل ما فعلتة كان من اجل الهجرة الى للخارج؟
أشكرك لانك سألتنى هذا السؤال. دعنى أوضح لك : اذا كنت اريد اللجوء كان من الممكن ان افعل ذلك يوم 25 يناير 2012 فى اليوم الذى خرج في المشير طنطاوى وقال لا يوجد قانون طوارئ وتم اقتحام  شقتى فجرا وكسرو شقتى وسرقو جهاز الكمبيوتر الخاص بى ولم اكن فى المنزل فى هذا اليوم . وقدمنا شكوى للنائب العام دون جدوى. كما اننى تم اعتقالى يوم 26 يناير 2011 مع الصحفى محمد عبد القدوس  وكنت وقتها منسق اعلامى للمظاهرات والحملات
ولى نشاط  من قبل الثورة فكان يمكنى ان استغل كل هذا للجوء السياسى او الدينى. ولو كنت اريد ذلك ما كنت قد عرضت نفسى ووالدتى للخطر
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter