شهد محيط كنيسة مار جرجس بوسط مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، ليلة أمس، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن المركزى ومئات الأهالى بعد شائعة عن وجود مسلمة مختفية منذ أربعة أيام داخل الكنيسة.
وألقى الأهالى الحجارة وقنابل المولوتوف على قوات الأمن، التى ردت بقنابل الغاز وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 10 من رجال الشرطة بينهم قائد الأمن المركزى فى أسوان وتحطيم سيارتين «فيات 128» ومدرعة تابعة للشرطة، فيما ألقى القبض على 4 من الأهالى.
وكان مئات الأهالى قد تجمهروا أمس الأول بعد شائعة عن وجود «سحر. ت. إ» (36 سنة) مُدرسة بمدرسة عرب كوم أمبو الإعدادية، مختفية منذ 4 أيام، داخل الكنيسة.
وقطع المحتجون الطريقين الزراعى أسوان / القاهرة، وشريط السكة الحديد، وأشعلوا النيران فى الإطارات، مما أدى إلى شلل مرورى استمر لساعات، قبل أن تنجح القيادات الأمنية والشعبية والدينية فى فتح الطريق.
المعارك اندلعت عقب شائعة بوجود مسلمة مختفية داخل الكنيسة.. والأمن يقبض على 4 من الأهالى
وهاجم الأهالى فى المساء قوات الأمن المنتشرة أمام الكنيسة بالحجارة والمولوتوف، لتندلع اشتباكات كر وفر استمرت حتى الفجر واستعانت الشرطة بـ10 سيارات أمن مركزى، ومُصفحتين، وهرعت 8 سيارات إطفاء لإخماد الحرائق المحدودة التى اندلعت فى محيط الاشتباكات.
وتدخل النشطاء ورجال الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية وأئمة الأوقاف لتهدئة الأهالى وطالبوهم عبر مكبرات الصوت بالمساجد القريبة من الكنيسة، بوقف الاشتباكات.
تحطيم سيارات نتيجة زيادة حدة الاشتباكات
وقال اللواء حسن فؤاد عبدالحى، مدير أمن أسوان إنه تم تحرير محضر بتغيب المُدرسة منذ 4 أيام، وإن الأمور تصاعدت بعد شائعة بأن صديقتها أخذتها للكنيسة لتغيير ديانتها.
وأضاف مدير الأمن، أنه تم تحديد فريق بحث برئاسة العميد فتح الله حسن، مدير مباحث المديرية، الذى توصل إلى أن المُدرسة المختفية شوهدت تنزل من ميكروباص مدينة أسوان، وأنهم خلال ساعات سيستدلون على مكانها.
من جهته، قال مجلع حبيب، المتحدث باسم الكنيسة بأسوان، إننا نهيب بإخواننا المسلمين ألا يثاروا بشائعات ليس لها من الصحة صلة، وأضاف: «الاشتباكات جاءت نتيجة صداقة بين مسلمة وزميلتها المسيحية، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بأن المسلمة ستغير دينها بعد اختفائها».
ونفى حبيب الشائعة قائلا: «ليس من وظيفة زميلتها ولا نحن التبشير، ولا يقوم أحد منا بهذا العمل، ونريد وأد الفتنة قبل أن تشتعل وتحرقنا جميعاً».
وأشاد حبيب بموقف النشطاء وأعضاء الأحزاب والجماعات الإسلامية، وقال إنهم شكلوا كردونات بشرية لحماية الكنيسة بعدما حاولت قلة من مثيرى الشغب اقتحامها.
المتحدث باسم الأقباط يشيد بالنشطاء والجماعات الإسلامية الذين شكلوا دروعاً لتأمين الكنيسة
من جهته، ندد الشيخ محمد عبدالعزيز مدير مديرية أوقاف أسوان بالأحداث وحذر من محاولة البعض نشر الفتنة بعد تناقل شائعات بأن المسلمة المختفية تم تهريبها ووضعها فى كنيسة الملاك بأسوان.
وأوضح أنهم التقوا قيادات الكنيسة، ونفوا لهم الشائعة وقالوا إن أبواب الكنيسة مفتوحة أمام من يريد أن يتأكد بنفسه، كما هو الحال فى منازل القساوسة وقيادات الكنيسة.