بقلم د/ عايدة نصيف
بدلاً من انشغال الاخوان بمشروع اقتصادى يحقق نوع من العدالة الاجتماعية، وبدلا من تحقيق مفاهيم سامية قامت من اجلها الثورة، يسعون بكل جهودهم لأخونة مؤسسات الدولة حتى يتحقق مشروعهم الاخونى الذى يتخطى حدود الوطن
بل يتخطى مفهوم الوطنية، ولم اكن اتوقع ان يتطرق الامر الى الجامعات المصرية بصورة تقلل من شأن الجامعة ومفهوم العلم، ولم اكن اتوقع ايضا ان بعض من رؤساء الجامعات وعمداءها ورؤساء اقسامها المنتخبين يساعدون على تحقيق هذا المشروع الاخوانى الذي يهدم هوية مصر
بل يهدم تاريخ مفكريها وعلماءها، فالجامعة يجب ان تكون منارة التنوير والتثقيف فى المجتمع، والجامعة هى المنوطة بإعداد المتخصصين فى كافة المجالات، بالاضافة الى دورها الحيوى فى مجال البحث العلمى الذى بدونه لا تتقدم الامم. لقد عانت الجامعة لسنوات طوال من ضعف مستوى الخريجين
ومن تدهور مستوى البحث العلمى وعدم الاخذ بنتائج الابحاث والرسائل العلمية الجيدة، كما عانى ايضا الاستاذ الجامعى من ضعف دخله فأصبح يضيع الكثير من وقته للعمل خارج الجامعة فى التدريس او فى الشركات اوالمكاتب الاستشارية او ربما فى المستشفيات والعيادات الخاصة، مما اضاع معنى ومفهوم البحث العلمى ومما اضاع ايضا الاهتمام بالعلماء من الشباب واصبح التعيين فى الجامعة كالتعيين فى الكتاتيب الذى يعتمد على التلقين والحفظ؛ ومن ثم ظهرت الدروس الخصوصية فى الجامعة فى اطار النظام الديكتاتورى السابق الذى حاول ان يقوض الاستاذ الجامعى،
وجاء نظام ما بعد الثورة ليستمر فى هذه المنهجية، وفى السنوات الاخيرة من عمر النظام السابق تم زيادة مرتبات اساتذة الجامعات نسبيا فيما عرف بمكافاة الجودة وبعد الثورة وتحت ضغط من الجامعات تم صرف ما يعرف ببدل الجامعة بداية من العام المالى الجارى ولكن عز على حكومة قنديل ووزير التعليم العالى ان يتركوا الجامعات واساتذتها دون العبث بهما فبدأ التضييق على الاساتذة وفرضت عليهم الوزارة استمارة مكونة من سبع صفحات يطلب من الاستاذ على اختلاف درجته – بداية من المعيد وحتى الاستاذ – ملء البيانات بها،
وربط ذلك بصرف بدل الجامعة فاذا امتنع الاستاذ عن ملء الاستمارة لا يصرف له بدل الجامعة ويصرح وزير التعليم العالى باسلوب ردئ انه اذا لم تأتيه الاستمارات قبل اول مارس لن يصرف بدل الجامعة. واتساءل هنا ما هذا الاسلوب الرجعى الذى يتعامل به الوزير مع الجامعات واساتذتها وما الهدف من ذلك هل اخضاع الاستاذ الجامعى الى ايدلوجية بعينها ام بناء قاعدة بيانات عن اعضاء هيئة التدريس لوضع خطة لأخونة الجامعة،
هل هى محطة جديدة من محطات التمكين والتخريب فى الوطن. اقولها الى كل من يسعى الى تركيع الجامعات، ارفعوا اياديكم عن منارات العلم فى مصر وبدلا من افقارها والتفكير فى اخونتها اعملوا اولا على رفع مستواها ومستوى اساتذتها وخريجيها فهى رمانة الميزان فى عمليات التنمية والتقدم ، فلا والف لا لاخونة الجامعة.