الأقباط متحدون - تأجير الآثار المصرية ..لمن ؟!!
أخر تحديث ٠٧:٢١ | الثلاثاء ٥ مارس ٢٠١٣ | ٢٦ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

تأجير الآثار المصرية ..لمن ؟!!

لطيف شاكر

 
تعودنا في ظل سياسة النظام الحالي التخبط في القرارات والتصريحات واصبحنا ننتظر بعد كل قرار صادرمن الرئاسة قرار يلغيه  او اهماله وعدم تنفيذه .
لكن ليس  هذا فقط احد واهم سياسة النظام ,بل اتجهوا الي امر اخر اكثر خطورة او الاخطر, وهو عندما يريدون تمرير مشروع معين يقوموا بتسريب اخباره   بطريقة غير رسمية كبالونة اختبار , ويتركوا هذا الامر للشارع بين رفض قاطع ورفض متردد , ثم يبدأوا  بطريقة جهنمية وعلي نار هادئة  تنفيذ ما يريدونه .

واولي الخطوات هو ان يدفعوا  برجال عشيرتهم  للطنطنة بما يتوافق مع المشهد الحالي ويضخموا من صورته  مثل الاقتصاد المتردي – البلد علي حافة الافلاس- المجاعة تزحف بقوة..وهلموا جرا , ثم يبدأوا بالاعلان عن حلول سحرية من خلال المشروع المطلوب تنفيذه فتبدأ بخلخلة جبهة الرفض المتردد ليقوم بدورهم بالدفاع عن اهمية المشروع  ,ولكي يثبطوا عزيمة الرافضين قطعيا  ,ويصبح الوضع العام بين الرفض والقبول يدلا من الرفض القاطع والرفض المتردد, هذه اول خطوة توازيها او تليها  خطوة اخري وهي الاصعب .

و الخطوة الاصعب هو اسلوب في منتهي الخسة والنداله وهو التدمير والدم, والكلام الان علي ماتردد عن تأجير الاثارالسياحية,  فقد تم  تفجير منطاد الاقصر عمدا وعن قصد وخلف ورائه  موت 19 سائحا وعدد من  المصابين .وتسبب عن هذا قطعا موت السياحة  في عقر دار اهم منطقة سياحية في العالم وهو الاقصر خاصة البر الغربي ...-وهذا هو المطلوب : اعلان فشل الشركات المصرية  والمكاتب السياحية في  ادارة سياحة آمنة ناجحة .
و لا مفر من الولوج الي ابواب اخري في هذا المجال الثري الذي يدر علي مصر العملات الصعبة من اجل درأ المجاعة في الوطن , حتي لو بالتحالف مع الاخر مهما كانت  جنسيته او قيمته او اهميته .

وهنا يتحول الرفض القاطع الي قبول مقنع من اجل مصلحة الوطن الوهمية , وبالتالي  فرصة للاعلان علي مشروع تاجير الاثار بجسارة وبدون استحياء ,ولا يبقي في الشارع من الرافضين الا القليل وهم الشرفاء , لكن لامكان لهم في ظل الفساد العام للدولة  التي اصبحت لادولة ونظام لايمت بصلة الي النظام , وينفذ المشروع علي جثة الشرفاء  هذا من ناحية قبول المشروع لكن لماذا عن العرض  المقدم لتأجير الاثار ومايترتب عنه  في هذه الايام  بالذات وفي ظل حكم الاخوان ..وناتي الي الحقيقة المخفية وليس خفي الا ويستعلن .

كانت السياحة في مصر  نشيطة جدا  وكنا نبيع لوكلائنا  بالخارج  البرامج السياحية باسعر منافسة , ويأتوا السواح الي مصر ثم تبدأ الزيارات السياحية والاقامة بالفنادق والتسوق من  البازارات  ورحلات الترفيه  حتي يكاد ان تنفذ  الاموال من  محفظة

السائح وكارت الصرف يتضخم بمصروفاته في مصر , ثم يكمل رحلته الي اسرائيل ويذهب اليها خالي الوفاض لاتستفيد منه كثيرا ( واللي سبق يأكل النبق ) .
هذا الحال لم يرضي الشركات الاسرائلية وهم  خبراء في صناعة السياحة بالرغم من ندرة اماكن السياحة لديهم,  بل تكاد ان تكون صفرا بالنسبة بما نملكه من اكثر من نصف اثار العالم ,لكن ليست السياحة فقط سياحة ثقافية وعلمية, فتوجد انواع متعددة من السياحة مثل الترفيهية والدينية والعلاجية والسفاري والمؤتمرات والتسوق وغيرها من الانشطة الجديدة في مجال صناعة السياحة المتقدمة. عدا طبعا سياحة العرب المعروفة.
واستطاعت الشركات الاسرائلية ان تسحب بساط السياحة من تحت اقدام ابو الهول وبعيدا عن الاهرامات العظيمة لتكون المحطة الاولي للسياحة في اسرائيل,  فيقضي اغلب الليالي بها ثم  يذهب الي مصر وقد انتهت امواله المخصصة لرحلته ,ويصاحب هذا تقليل عدد الليالي بفنادق مصر  وتقليص الزيارات السياحية والعجز عن الانفاق . 
واصبحت اسرائيل مصدرا هاما لتوريد السياح  من الغرب , وتهافتت الشركات المصرية علي الشركات الاسرائلية املا بالفوز بعدد من السياح ,بعد ان تم اللازم باسرائيل , بدلا من التسوق السياحي والمنافسة في الاسعار وتقديم الخدمات المميزة وعمل برامج جديدة  , خاصة وان مجال السياحة الان يعج باصحاب الاموال المطلوب غسلها او اصحاب التجارة بانواعها لاستثمار اموالهم في سوق السياحة الواعد وكنوع من الوجاهه الاجتماعية واغليهم لايجيدون القراءة والكتابة  , واصبح السوق السياحي يفتقر الي الخبرات السياحة  ومهارات التسوق  .
وهنا ياتي دور اسرائيل  فالفرصة متاحة لهم في  دولة  يقبض علي زمام  امورها من يريد الكرسي  دون  الدولة  وتكدس الاموال  للفصيل الحاكم واخوانهم  وعشيرتهم  دون الشعب , واسرائيل تريد ان تحقق حلمها الاقتصادي  والسياسي  لاسيما  ان مصر سوق سياحي جاذب , فلابد ان تسعي لتسيطر علي كل مرافق ومفاصل  السياحة كاملة  في المنطقة  وحتي يكون  كما  يقول المثل (زيتنا في دقيقنا) , لكن كيف يتم هذا وهم القردة والخنازير في نظر السلفيين  والمتشددين دينيا  الذين يقفون بالمرصاد ضد( الكفار ) ,  وامام الدين يخضع الجميع لئلا سيف التكفير تلحقهم  ومطرقة  الزندقة تطرق زؤوسهم  , وبئيس المصير في الارض والسماء .
وكان الحل في  دويلة قطر  رباط حذاء اسرائيل لتقوم بهذه المهمة وكما قال قال عبد الناصر علي جماعة قطر( نخلتين وجمل) واضيف  وبرميل  بترول اسود كلون سحنتهم , والاموال تجعل من الجاهل عالما  والثروة تحول  الحقير اميرا .
فكان مشروع تاجير الاثار بمبلغ ل200 مليار دولار لمدة خمس سنوات  اي في حدود 40 مليار دولار سنويا وهنا ايضا لنا وقفة  :
اولا: الناتج عن السياحة يتحكم فيه  القدرة الاستيعابية للفنادق والقري السياحية  والطيران والمراكب  والاتوبيسات وخلافه وان اقصي  حصيلة للسياحة في مصر

بلغت 13 مليار دولار قبل25 يناير  المشوم, وكان الامل ان نصل الي 20 مليار في احسن الاحتمالات  في المستقبل القريب او البعيد . فكيف يتم عرض 40 مليار دولار سنويا  في وقت يعاني العالم  فيه من الفقر والجوع والاقتصاد السئ وربما الافلاس .
اذا .. هذا مجرد كلام لامحل له ,  او كما يقولون (ربط راس) واغراءات كاذبة لتمرير الصفقة امام  شعب جائع يلهث الي رغيف خيز يشبع من الجوع   , وشربة مياه نظيفة تسد الرمق ,وعندما تتم الصفقة تتضح الحقيقة  وتعلن الاعذار المقبوله دوليا  ازاء القوة القهرية للاسواق السياحية العالمية , وليس في الامكان احسن مما كان, وحاجة احس من مفيش .
ثانيا:هذا المشروع لن يجني منه المصريون الا الفتات وافتقار للشركات الوطنية وتحكم الغير في اهم مورد خصب لمصر, وسيتنطع الجميع علي ابواب الاسرائليين  ونخسر مصر  سوق السياحة العالمية بسبب ان الاخر امتلكة او وكيلا شرعيا لنا , فسنضطر امام هذا الامر  ان نرضي بالقليل والسئ , والا... نخبط رؤوسنا في  الهرم الاكبر او ندفتها في رماله ونبكي علي حائط  معبد الكرنك .
وستتضخم جيوب الاخوان  اصحاب المصالح الفاسدة والذين يريدون الكرسي ويبيعون مصر ولا يكونوا كماسكين البقرة وغيرهم يحلبها بل يمسكوها ويحلبوها .
واحلب يامرسي  مصر.. انت وعشيرتك , حتي ينقيك دمها فاذا انقاك دمها  اسرع  حتي ينقيك القبح ..لا تبقيها لاحد بعدكم لانها ستكون دمار وخراب, واخرب الله مصر في عمران جيوب الاخوان .
يقول ابن ظهيرة في الفضائل الباهرة في محاسن مصر: ولم تزل ملوك مصر من عمرو بن العاص والي وقتنا هذا يجمع كل واحد منهم اموالا عظيمة لاتدخل تحت الحصر , وكذا الامراء والوزراء والمباشرين علي اختلاف طبقاتهم كل منهم يأخذ اموالا تحصي في حياته.
وابشروا ياشعب مصر .الخراب قادم  في ارجل اخوان الخراب...ان لم تستيقظوا !!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter