أظن جنابك تذكر مسلسل الرائع هاني رمزي "مبروك جالك قلق" وهو مسلسل تدور فكرته باختصار حول مدرس أوقعته الأقدار في معرفة رجل وزوجته من تجار المخدرات ماتا بعد ان أوصياه بأن يرعى أبناءهم، وجنده البوليس للإيقاع بباقي أفراد العصابة التي ينتمي لها الأب والأم تجار المخدرات، وكان من اللازم عليه أن يثبت بأذنه سماعة صغيرة جداً ليخاطبه من خلالها الظابط المسؤول عن العملية والذي يسمع هاني رمزي من خلال ميكات وكاميرات بالفيلا، ولوجود هاني رمزي بين أبناء الأسرة وزوجته غادة عادل أثناء توجيه الضابط له بعض التوجيهات، واضطراره أن يرد عليه أو الانتقال للحمام حتى يحدثه دون أن ينتبه أحد، افهمهم أن عليه عفريت اسمه الهسهس وتدور الحلقات حول هذه المواقف إلى أن يوقعوا بالعصابة.

 

ومن ذلك المنطلق اقبل دعوتي أرجوك، لأن نكتشف ماهية الهسهس المتحكم بالميك الذي نقل الأوامر لتلك السماعة الصغيرة المثبتة بأذن مرسي، والذي يعطيه التوجيهات والتي تظهر لنا في صورة قرارات رئاسية وفرامانات إلهية طبعاً حضرتك حاتقول لي هو خيرت الشاطر، لكن ماهية الهسهس في نظري لا تهمني، ما يهمني الآن أن تقبل دعوتي لنتخيل معاً كيف تمر القرارات؟

 

يعني تخيل في تمام الساعة الثانية صباحاً يأتي صوت من السماعة الصغيرة إياها ومرسي نائم يقول مرسي مرسي اصحى اصحى المعارضة على الأبواب ويدقوا أبواب القصر، فيهب مرسي مفزوعاً وينادي على الحرس، ويحشدهم حوله، ويعطيهم تنبيهات بسحل وقتل المتظاهرين، فيرفضوا فلا يجد أمامه إلا الهسهس فيعود له فيرد مطمئناً إياه لا تقلق أنا مظبط مع محمد إبراهيم والأمن المركزي، قايمين معاهم بالواجب وساحلينهم، فيرد مرسي بس بلاش قبض على أطفال صغيرين، فيرد الهسهس من إمتى الحنية دي؟ وفرها لنفسك يا خويا إنت ناسي إحنا دافعين فيك كام عشان تقعد هنا.

 

مشهد تاني الهسهس يزعق بعلو حسه، مرسي مرسي اصحى الساعة إتنين الضهر قوم عندك حوار حفظت إللي بعتناه ليك عشان تقوله في الحوار، فيرد وهو يتثاءب حفظته بس مش فاهم أعمل إيه؟ لو سألني أسئلة غير المكتوبة لي أعمل إيه ساعتها في الإجابات دي؟ خلي بالكم ده مش خطاب أقول إللي عايزه ده فيه واحد بيسألني، فيرد الهسهس منفعلاً إنت حاتعمل علي فلوط، إنت عايز تقول إني مش فاهم شغلي، ناقص كمان تفهمنا شغلنا، إنت ما عليك إلا إنك تجاوب على الأسئلة أياً كانت بالإجابات إللي عندك بالترتيب إللي  إديناهولك، وإحنا علينا المونتاج، مالكش دعوة احفظ وبس، ما تفكرشي في أي حاجة تانية.

وهكذا تبقى الحياة بين الهسهس ومرسي قائمة على أن يأمر الهسهس وينفذ مرسي، ويطلع عين الشعب، يللا أشوفكم في مشاهد أخرى في مقالات أخرى، إن شاء الله، بطولة الهسهس ورئيس لجنة الرئاسة بالتنظيم المحظور والجالس بقصر الرئاسة.

المختصر المفيد يسقط يسقط حكم الهسهس.