الأقباط متحدون - انا .. سجين مصري
أخر تحديث ٠٥:٣٣ | الخميس ٧ مارس ٢٠١٣ | ٢٨ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

انا .. سجين مصري

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم : صفنات فعنيح

لاول مرة في عمري .. أشعر أني مسجون .. انا سجين .. شعور
مرعب فظيع .. ان تُحبس نفسى خلف الجدران العالية  .. وبنظرة
متفحصة تدرك انة لا خلاص من هذا السجن .. سجن كبير اسمة مصر .....
الحب سجن كبير .. لا يرسلك إلية أحد .. وتدخلة بدون  حاكم
ولا حكم ولا محكمة .. ولا يشارك فية أحد ..  هناك مساجيين
أخرون .. وقد أتوا الي السجن بنفس التهمة .. ولكنهم في زنازين
اخري قريبة منك تسمع نحيبهم .. فوق صفحات الجرائد .. وعندما
تجلس امام التلفاز تتابع ما يحدث في مصر  .. شرفاء كثيريين
هم مرضي بحب مصر .. اسرهم هذا الحب .. واصبحوا اسري
بل سجناء داخل سجن اسمة حب مصر .....
أقوم من النوم .. اجري علي الاخبار .. اخبار مصر .. ارجع من
عملي .. اهرع الي اخبار مصر وانسي ان الجوع ينهش أمعائي
اذهب لجهاز الكمبيوتر ابحث عن خبر بالضبط كدة .. يبل ريقي
يربض علي كتفي .. خبر يكفكف دموع القلب  .. وكأن من قوانين
السجون .. انك تركل الحيطان برأسك الي ان تموت ...
امر عجيب .. بل شديد العجب
عندما كنا براعم تتفتح للحياة .. كان يكفي ان تري فتاتك التي احببتها
مجرد الرؤية يجعلك تشعر .. انك الملك المتوج لجميع سكان الارض
يجعلك تشعر انك تستطيع فرد زراعك كي تمسك بالشمس وتنقلها
الي مكان آخر ......
أما مصر .. وحب مصر .. فهو مختلف ..  حب مصر كأن ملك
قد احب فتاة من الشارع .. ثيابها رثة .. شعرها لاعلاقة لة بالماء
والصابون رغم التيجان الفرعونية الذهبية التي بالرأس  .. رائحتها
تجعلك تفكر في الهروب  جدياً من كوكب الارض .. ارجلها الجميلة
اضناها التعب ورسم الماضي اللعين خرائط مشققة علي جدران كعبيها
فعلي ما يبدو انها لم تلبس حذاء منذ زمن بعيد وهي الغنية .....
ترك الزمن بصماتة الكريهة فوق خصرها الجميل .. 
عندما اري مصر هكذا..  فتاتي المحبوبة .. التي خطبتها لنفسي
ارتعد تارة .. اتذكر مساوئ الشلل الرباعي .. يفقد المرء القدرة علي ان يحرك يدة كي يامر ذبابة وقفت فوق الجبين كي ترحل ..اذهب ابحث 
عن اجمل العطور كي اصلح من رائحة المكان ... اذاي اغسل شعرك
يامصر .. اريد ان تغطسي جوا نيلك .. وتنهض عروسة جميلة
وعندما ادير وجهي بعيدا عن فتاتي ..اشعر ان قلبي يعاندني ..
وينظر اليها .. انها مصر .. اتولدت فيها .. لعبت في نواديها
والكورة الشراب في شوارعها .. احببت فتياتها .. ومارست اروع
آيات الحب فوق نيلها .. استحممت في نيلها .. وجريت في كل
شواطئها .. حتي رائحة مزارع البرتقال في اول طريق مصر اسكندرية
الصحراوي ما زالت تسكن انفي ......
انا سجينك يامصر .. انا سجين سجنك وبابة مفتوح .. وخرجت
من الباب ولما خرجت .. عرفت ان السجن جواكي كان ارحم .....
ابكي يا ساويرس .. انا وانت بنحب فتاة واحدة مش عارفين نقسمها
انا وانتا نزلاء سجن مصر .......
انا دكتور يامصر وهاعرف اخففك .. دواكي في ايدي .. وعلاجك
عندي ومرضك انا عارفة  حتي الفيروس اللي دخل صدرك في
القرن السابع .. انا عارفة وعارف دواة  .. دواة  اسمة الحق .. اسمة
الضمير اسمة الشرف .. سمية ذي ما تسمية  .. وهافضل سجينك
لغاية ما اخرج ايدي في ايدك .. وترجع خطوتي جنب نيلك .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع