الأقباط متحدون - الأناجيل المرعبة
أخر تحديث ٢٢:٠٥ | الخميس ٧ مارس ٢٠١٣ | ٢٨ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الأناجيل المرعبة

الأقباط بليبيا
الأقباط بليبيا
بقلم: مادونا شاكر
فى خطوة وحشية للجماعات السلفية الإرهابية وبعض عناصر الحكومة الليبية  تم الهجوم على كنيسة قبطية فى بنغازى .. وتم القبض فيها على مائة قبطى مصرى بتهمة دخول البلاد بشكل غير شرعى والإشتباه فى التبشير بالمسيحية  تلك الحجة العبيطة التى تنتهجها بعض الدول العربية لقطع أرزاق الأقباط العاملين فيها وطردهم من الجنة ونعيمها ككفار لا يستحقون الحياة .. مع أن هؤلاء الأقباط المصريين لم يأتوا سوى للعمل والكفاح بعد أن ضاقت بهم السبل وبعد أن لفظتهم بلدهم فلم يجدوا ما يسد رمق الحياة ويحمل عنهم أعباء مسؤولياتهم وواجباتهم الأسرية بخلاف أن الكثيرين منهم يعملون فى ليبيا من سنين عديدة وكانوا يذهبون فى إجازات ثم يعودون لأعمالهم مرة أخرى .. ويقال أن سبب القبض عليهم هو بلاغ تقدم به بعض المسلمين المصريين شركاء الوطن!!!!!!!!  
 
 وليس أدل على إهدار كرامة المصرى وضياع حقوقه خارج بلده كما هى داخلها أيضاً ما نراه الآن من إحتجاز هؤلاء الأقباط فى ليبيا والتى كنا نعتقد أنها تحررت من الظلم والوحشية القذافية المتطرفة لتبدأ بداية جديدة بفكر طازج ينبض بالحرية يحفظ للإنسان كرامته المهدورة .. ولكن خابت ظنوننا فيهم فلا يزال الوباء الإخوانى السلفى متغلغلاً فى عقول معظمهم كما تمكن من تونس وحولها إلى طالبان جديدة .. ولا تزال العقول منغلقة ومقيدة ولا تجد من يحررها من أغلالها برغم كل المزاعم والشعارات الجوفاء التى أوهمونا بها بأنها ستكون دولة مدنية .. وبتفتيش منازل المسيحيييييييين الأشرار وجدوا فيها أدوات الجريمة بالكامل ويا هول ما وجدوا فقد ضبطوا أسلحة الدمار الشامل وهى والعياذ بالله عدد من الأناجيل المرعبة  ( وعد بقى سيادتك كم إنجيل تم ضبطه على أقل تقدير إن مكانش كلهم معاهم أناجيل ) .. ايضاً تم ضبط مجموعة كتب روحية من النوع المحرض على المحبة والتسامح وإقتناء الفضائل النافعة للفرد وحثه على أن يكون إنساناً صالحاً مع نفسه ومع الآخرين غير الصور الدينية التى لا تقل خطورة عن السحر الأسود .  
 
وهنا لابد أن نتوقف لنتساءل .. هل أصبح مجرد إشتباه فى شخص أو مجموعة أشخاص معناه أنهم أصبحوا مجرمين ؟ .. وهل أصبح وجود الإنجيل مع شخص مسيحى يعد دليل على إدانته ؟ .. وهل تم ضبط هؤلاء الأقباط وهم يقومون بالتبشير فعلاً علماً بأنه تم القبض عليهم وهم يصلون داخل الكنيسة وليس فى بيت أحدهم ؟ .. وهل تم ضبط شخص مسلم داخل الكنيسة يقومون بتبشيره أو تنصيره كما يدعى بعض الحمقى ؟ .. وهل عندما يسافر شخص مسلم إلى أى دولة أوروبيا  يتم القبض عليه بدعوى أنه يحمل مصحف أو سجادة صلاة أو بعض الكتب الدينية أم  يكون له مطلق الحرية فى حملهم ؟ 
 
والأدهى أن من قاموا بالإبلاغ عن هؤلاء الأقباط هم مجموعة من شركاء الوطن من المسلمين .. يعنى للأسف مصريين مثلهم .. ولا أعلم لماذا يطعن هؤلاء المسلمين المصريين أخوتهم المسيحيين المصريين مع أنهم فى الهم واحد وفى مركب واحدة  .. أم أنهم يطبقون قول مرشد الإخوان الذى ينطبق على هذا الفعل المشين والذى يدل على قلة الأصل والخيانة ( إن المسلم الماليزى أقرب إلى المسلم المصرى من المسيحى ) وهذا ما يؤكد سر إحتقار بعض الدول العربية للمصريين والإستهتزاء بهم لأنهم ليس لهم خير فى بعضهم البعض  ودائماً ما يحاربون بعضهم فى الغربة ولا يحبون الخير لإخواتهم بل ما يحركهم هو الحقد والتعصب فقط .  
 
ولم تكتفى هذه الجماعات الإرهابية بحجز هؤلاء الأقباط فحسب وإنما قاموا  بكل وحشية بتعذيبهم وحلق رؤوسهم وازالة وشم الصليب من أياديهم بأحماض كيميائية .. ظانين بغبائهم المطبق أنهم بهذا يستطيعون أن ينتزعوا منهم مسيحهم ومسيحيتهم وهم لا يدرون أنه يجرى فى عروقهم ويملك على قلوبهم ولم يزيدهم هذا التعذيب سوى صلابة وإصرار على التمسك بإيمانهم أكثر من ذى قبل .. غير أن المكان الغير آدمى الذى تم  حشرهم جميعاً فيه هو مخزن للعجلات فى مشهد مهين لأدميتهم وتحطيم معنوى ونفسى لهم وكأنهم مسجلين خطر أو ناشرى للفسق والفجور أو إرهابيين .. وكما نعلم أن بنغازى هى نفسها تلك المدينة التى سبق وتم تفجير كنيسة قبطية فيها منذ ثلاث أشهر تقريباً وقتل أثنين من الأقباط وأصيب أثنين آخرين وكثيراً ما يحدث فيها حوادث يصاب فيها أقباط أو تضار فيها كنيسة .
 
فى مشهد آخر تبرز لنا صورة فى أحد المواقع لمواطنة مسلمة ترتدى الحجاب تقف وراء منضدة موضوعة فى الطريق العام فى ألمانيا وعلى المنضدة رصت مجموعة كبيرة من المصاحف المترجمة للألمانية تقوم بتوزيعها مجاناً للمارة من الألمان .. ولم نسمع أن أحداً قبض عليها وسلمها للشرطة بتهمة التبشير الغير مشروع على الملأ فى الطريق العام أو بتهمة فرض عقيدتها على الآخر فى بلد مسيحى أو الوقوف فى طريق مخصص للمارة بدون أخذ تصريح قانونى بذلك .. ولا سمعنا أحد من المارة دنا نحوها حتى يوجه لها كلمة جارحة أو تحرش بها أو قام بالهجوم عليها ليؤذيها وإلا قامت الدنيا ولم تقعد وشنت الحملات لمقاطعة ألمانيا واللى جابوا ألمانيا ومنتجاتها والتنديد بها كبلد عنصرى لا يحترم الأديان  .. وعلى فكرة حدث نفس هذا المشهد فى سويسرا قبل ألمانيا للترويج للإسلام بملايين النسخ من المصاحف التى وزعت مجاناً مترجمة بلغة أهل البلد ولم يتعرض أحد لهؤلاء المروجين .. وإن كان هناك حركات للإعتراض على مثل هذا الفعل الغير مشروع .. ولكن أبداً لم نسمع عن إعتقال فرد واحد ممن ينزحون إلى هذه البلاد بغرض التبشير والإستيطان فيها وإقامة المساجد بغرض أسلمة أهلها أو أحد تعرض لأذيتهم .. إنما كل ماسمعناه أن مثل هؤلاء المسلمين كان لهم مطلق الحرية فى الترويج لديانتهم طالما لم يؤذوا أحداً ولم يعتقلهم أحد .. بعكس ما حدث فى ليبيا حيث إنتابهم الرعب من الإنجيل والمسيحيين مع أنهم لا يبشرون ولا وقفوا فى الطرق العامة يوزعون الأناجيل ولم يتغربوا من بلادهم خصيصاً لهذا الغرض .. وإنما الوهم الذى طالما يطارد البلاد الإسلامية والخوف المرضى من المسيحية والإنجيل ووصف ما بداخله بالسحر الأسود هو ما يجعلهم دائماً فى موقف الهجوم وأذية الغير بل وقتله للإنتقام منه وهذا شعوراً داخلياً للمسلم المتعصب الضعيف الغير واثق من نفسه ومن دينه يصدر منه هو فقط دون غيره  .   
 
 أخيراً .. أرى أن ما يحدث فى ليبيا هو إختراق لكل مواثيق حقوق الإنسان المتعارف عليها وهو حق غير مشروع لهؤلاء السلفيين أو حتى الحكومة الليبية المتأخونة .. ولا يجب إعتقال مواطنين أقباط وتعذيبهم وإهدار كرامتهم  بدون وجه حق لمجرد أنهم يقتنوا أناجيل .. خاصةً أنه ليس هناك ما يثبت أنهم جاءوا من بلادهم وتغربوا لكى يقوموا بالتبشير ونشر المسيحية ولم يضبطوا معهم أشخاص مسلميين ليبيين يقومون بتبشيرهم أو تنصيرهم إذاً هم لم يضبطوا متلبسين بالفعل الذى توجه من خلاله هذه التهمة .. وعليه فيجب الإفراج عنهم فوراً وإلا فليقوم مجموعة محامين أقباط أو مسلمين شرفاء للدفاع عن الأقباط المحتجزين والمطالبة بالإفراج الفورى عنهم .. ونأمل أن يتحرك السفير المصرى للإفراج عن هؤلاء المحتجزين وعودتهم إلى أعمالهم  بسلام أو إنهاء مدة عملهم مع حصولهم على كافة مستحقاتهم ومغادرتهم ليبيا وعودتهم إلى مصر .. والرب قادر أن يعينهم على محنتهم ويعيدهم إلى ذويهم بسلام . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع