بقلم : د. رافت فهيم جندى
عندما يرسل البعض خطابا مفتوحا إلى شخصية عامة فهو يعلم تماما ان هذا الشخص لن يقرأها وانها فقط بمثابة تعبير وتنفيث عن المشاعر ويقرأها فقط القراء، ولكن عندما ارسل هذا الخطاب لقداسة البابا شنودة بمناسبة مرور عام على رحيله من عالمنا فاننى اعرف انه اول من يعلم به قبل ان يصل للقراء.
ابى الحبيب قداسة البابا شنودة ارسل لك هذا وانت فى فردوس النعيم فى احضان القديسين واعلم تماما أنك تعى وتفهم بأمورنا الآن ولن يحجب احد عنك رسالتى مثل ربما ما كان يحدث وقت أن كنت فى الجسد.
لقد افتقدناك كثيرا جدا ولا يعزينا عن غيابك سوى أن الرب اختار لنا راعيا حكيما أخر مكانك، ابى الحبيب لست اطلب منك شيئا شخصيا بخطابى هذا ولكنى اطلب منك من اجل بلدنا الحبيب مصر.
لقد كنت تضع مصر دائما فى قلبك ووجدانك، فأنا اذكر انه عندما حضرت لنا فى كندا عام 1989 لتعيد لـ 25 عاما لبداية كنيسة المهجر قلت وعيناك مغرورقة بالدموع أنك لأول مرة تغيب عن مصر لشهور طويلة لأنك كنت بعدها ستجول فى جميع كنائس المهجر فى كندا وامريكا واوروبا واستراليا، وعندما اقترح لك مبارك ان يجعل اعياد الأقباط من الأعياد الرسمية للدولة اقترحت له بحسك الوطنى أن يجعل عيد ميلاد السيد المسيح وليس عيد القيامة لكى لا يقوم عليه الإسلاميون الذين كان يحاربهم بضراوة وقتها. قداسة البابا لقد كنت مصريا صميما ولم تكن ابدا نهازا للفرص، ولهذا بكتك مصر كلها وقت رحيلك.
وعندما كنت معنا بالجسد فهمت قبلنا جميعا ان هذه الثورة التى فرحنا بها ستكون ثورة اسلاميه، وان الأسلاميون هم القادمون وهاهو قد تحقق كلامك بالحرف، وبعد فاجعة ماسبيرو على يد العسكر تجاوزت هذه الكارثة بحسك الوطنى واستقبلت العسكر فى عيد الميلاد وقلت فيهم ما اغضب الكثيرين منك وقتها، ولكن بعد عام واحد من رحيلك عنا بالجسد ظهر لنا ما خفى من حكمتك، والآن يصرخ شعب مصر طالبا عودة العسكر للنجاة من فخ الاسلاميين.
سيدى البابا شنودة نحن نطلب منك ان يتدخل العسكر مرة أخرى، نحن نعلم أن العسكر لا يتدخلون ولا يستولون على السلطة فى بلد ديمقراطى ولكن انت تدرى وتفهم أن ما حدث ويحدث الآن فى مصر من قتل وسحل واستهانه لجميع السلطات لا يمت بصلة للديمقراطية، ولم يأت الأخوان ابدا للسلطة بطريقة ديمقراطية، فكشوف الناخبين مزورة واسماء الناخبين مكررة وبطاقات الأنتخابات يتم تزويرها من المطبعة، والنتيجة النهائية ايضا تم تزويرها، والذى يجلس على الكرسى الآن هو بلطجى مسنودا بمن هو اشد منه فى البلطجة، وان الأدارة الأمريكية لا ترى غير مصلحتها بينما تتغنى بالديمقراطية بطريقة فجة وبغير حياء، وبينما كان حسك الوطنى يجعلك تتنازل عن بعض من حقوق الأقباط فى سبيل المصلحة العامة فأن حس هؤلاء الأسلاميين يجعلهم يبيعون مصر وشعبها من أجل السلطة.
أنا لاأعلم ياقداسة البابا ما هو الحل للخلاص من هذا الكابوس الذى يكتم على انفاس المصريين! ان مصر يا قداسة البابا تتفكك اوصالها وينخر السوس فى كل مفاصلها ولم تعد تسمى بدولة، فخبرنى ما هو الحل بعد هذا الخل الذى يشربه المصريون كل يوم؟
قداسة البابا نحن نعلم ان الرب هو ضابط كل شئ ولا يسقط عصفور من على شجرة بغير علمه ولكننا نصرخ اليه بشفاعتك ونطلب منه بك من اجل مصر التى احببتها أن يقصر الرب هذه الأيام، وان يرسل لنا المخلص المنقذ الذى تنبأ به لمصر اشعياء النبى.