الأقباط متحدون - العصيان المدني مخالف لمقاصد الشريعة
أخر تحديث ١٩:٢٧ | السبت ٩ مارس ٢٠١٣ | ٣٠ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

العصيان المدني مخالف لمقاصد الشريعة

العصيان المدني مخالف لمقاصد الشريعة
العصيان المدني مخالف لمقاصد الشريعة

حذر علماء الدين من انتشار العصيان المدني وحرق الممتلكات العامة والتقاتل بين أبناء الوطن الواحد‏,‏ مؤكدين أن تلك الظاهرة تتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية‏.‏

وطالب علماء الدين المسئولين بضرورة معرفة أسباب الأزمة وعلاجها قبل استفحال المشكلة التي تؤدي بالضرورة إلي المزيد من سفك الدماء بين أبناء الوطن الواحد وتدمير الممتلكات وتعطيل عجلة الإنتاج والعمل بالإضافة إلي المزيد من التخبط والانهيار الاقتصادي. وأكد العلماء أن العصيان المدني ليس من الإسلام ولم يرد أن أحدا من المسلمين قام به وان الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ النفس والمال والعرض, وان السبيل الأوحد للخروج من الأزمة الراهنة, بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية, هو العمل والإنتاج والسعي في ذلك بغير كلل أو ملل, وانه من الغباء السياسي ومن سوء النيات والتقدير المناداة بتطبيق هذه الفكرة في المجتمع المصري. وناشدوا الغيورين علي مصر حث الشعب علي وأد هذه الفكرة الضارة الخبيثة, والتحذير من الانسياق وراء تلك الدعوات الهدامة.
يقول الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة, وعضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء, إن فكرة العصيان المدني هي فكرة نادي بها الزعيم الهندي المهاتما غاندي عندما كانت الهند خاضعة للاستعمار البريطاني وكانت موارد الهند وثرواتها يستنزفها الاستعمار الإنجليزي في الوقت الذي كان العديد من جوعي الهند يموتون علي جانبي الطريق من أثر الجوع, وكان هناك في هذا الوقت معقولية, أن ينادي غاندي شعبه بالعصيان المدني تجاه الإنجليز لأن امتناع الهنود عن العمل وعدم الاشتغال في مصادر الإنتاج كان مؤثرا شديدا فيما يحصل عليه البريطانيون من موارد الهند, أما الآن فمن الغباء السياسي ومن سوء النيات والتقدير المناداة بتطبيق هذه الفكرة في المجتمع المصري أو أي مجتمع.

ويضيف الدكتور عثمان: إننا في مصر نحتاج إلي كل جهد يبذله كل مواطن في موقعه أيا كان هذا الموقع, فلنا أن نتصور تأثير ترك العمال والمهندسين والأطباء والقضاة لأعمالهم, ويسأل عثمان: المنادين بالعصيان المدني ماذا لو كان ابنه أو أخوه أو زوجته أو أي قريب له تعرض لأمر يحتاج إلي سرعة العلاج في مستشفي عام أو خاص أو عيادة طبيب, هل يترك المريض فلا يعالج؟ لأن الأطباء والممرضين منشغلون بالعصيان المدني؟ وماذا لو تعرضت حامل لأعراض الولادة ولابد أن تسعف حالا وإلا تعرضت حياتها وحياة جنينها للموت, هل تترك بحالتها لأن الأطباء مشغولون بالعصيان المدني؟! ويصف الدكتور عثمان العصيان المدني بأنه بدعة خطيرة الأضرار علي الأفراد والمجتمع والدولة وتحرمها نصوص الشريعة بسبب ما تلحقه من أضرار بالفرد والمجتمع والدولة لقول النبي صلي الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار, ولا شك هنا أن الضرر شديد الجرم, لأنه لا يقع علي فرد أو أفراد محددين, وإنما هو ضرر عام يصيب المجتمع والدولة في مقتل وهو مما يقتضي معاقبة فاعله.
وناشد كل صاحب فكر غيور علي مصر بأن يحث الشعب علي وأد هذه الفكرة الضارة الخبيثة, كما ناشد الإعلاميين وأئمة المساجد وخطباءها, مواجهة هذه الفكرة ويقول: الخطر لن يقتصر علي مجموعة من الشعب, بل يعم الشعب كله في الوقت الذي نحتاج فيه إلي كل نقطة عرق, تبذل في نهضة هذه الأمة وانتشالها من خطر التمزق والاختلاف.

ويؤكد الدكتور عبدالوارث عثمان أستاذ الفقه المقارن وأستاذ الشريعة بجامعة الأزهر, أن النبي صلي الله عليه وسلم, كان أشد الناس دعوة إلي العمل, فلم يأمر أحدا بالتقاعس عن العمل, حتي وإن كانت تلك الأسباب تتعلق بعقيدة المسلم, فمثلا بعض الناس يظن أن الرزق آت.. آت لا محالة, ويقعد عن العمل, ولا يأخذ بالأسباب, ومن هنا فإن العصيان المدني لا يعرفه الإسلام, ولم يرد أن أحدا من المسلمين في مختلف العصور قام به أو حرض عليه, لما في ذلك من إحداث الضرر للغير, وتعطيل مصالح المسلمين وتسيير أمورهم, سواء أكان هذا العصيان لسبب عدم الرضاء عن الحاكم أو الاعتراض علي أمر معين, وهذا يعود للجانب الأخلاقي الذي بعث به الرسول حيث قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وليس من الأخلاق في شرع الإسلام تعطيل المصالح وتخريب المنشآت الخاصة والعامة, ففي هذا من الإيذاء ما يقع علي عاتق الفقراء والمساكين ومحدودي الدخل وغير القادرين, إذ لايعقل أن يقول عاقل أنني عندما أعترض علي الحكومة لعدم قدرتها علي تسيير البلاد أن أقوم بتعطيل وتخريب ما سبق, فهذا لا يعرف إلي العقل سبيلا, فلابد أن نقوم فننهض ونعمل ونحث غيرنا علي العمل حتي نجبر الحكومة علي القيام بدورها وإلا فإنها ستنكشف ويفتضح أمرها.

 معالجة حالة الاحتقان
ويري الدكتور عبدالوارث أن السبيل الأوحد للخروج من الأزمة الراهنة بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية, هو العمل والإنتاج والسعي في ذلك بغير كلل أو ملل.
أما الدكتورة إلهام محمد شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر, فتؤكد أن كلمة العصيان وردت في كتاب الله تعالي بنفس اللفظ مرة واحدة في قوله تعالي في سورة الحجرات ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان, أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم فالعصيان معناه جملة المعاصي, وهو ترك الانقياد لما أمر به الشرع, والعصيان المدني هو عصيان المواطنين ضد مؤسسات الدولة, والمفترض فيمن وضعوه أنهم جعلوا من يقوم بهذا العصيان لا يقاوم أي تعد عليه من قبل الحكومة وممثليها, ويؤدي الأمانات إلي أهلها,
وتضيف أن الشرع قد أمر بالإصلاح وإعمار الأرض فيكون العصيان هو ترك لأمر من أوامر الشرع لأنه إفساد في الأرض وكل مشتقات هذه الكلمة في كتاب الله تعالي فيها ما يدل علي معني حسن أو مستحب شرعا, فهي كلمة في معصية الله ورسوله, وفيها الإفساد في الأرض.
وناشدت الدكتورة إلهام شاهين الدولة ومؤسساتها المعنية من السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية, تفعيل القانون والدستور, وأن تطبق بكل حزم وشدة ما ورد لديهم فيمن أرادوا أن يسقطوا الدولة وهيبتها ويتعدوا علي حقوق المواطنين.
من جانبه شدد الدكتور احمد عمر هاشم عضو هيئه العلماء علي حرمة إراقة الدم المصري, مطالبا بالضرب بيد القانون لكل من تسول له نفسه إشاعة الفوضي والإفساد في الأرض أيا كان, مؤكدا أنه لا أحد أكبر من وطننا العزيز مصر.
وطالب بضرورة معرفه أسباب العصيان وعلاجه وعدم ترك الأمور واتخاذ كافة السبل لمواجهة هذا الخطر الداهم في هذا الوقت العصيب, والذي يمكن أن يهدد البلاد والعباد وأدي إلي تقاتل أبناء الوطن الواحد فيما بينهم, كما ناشد الشعب المصري بكل فئاته وتياراته حفظ الدماء والأموال والأعراض, وعدم التعدي علي حقوق الآخرين والمحافظة علي أمن الوطن الذي هو أمن كل مصري, وأن نلتزم السلم وأقصي درجات ضبط النفس في كل المواقف, وأن يعمل كل إنسان بكامل طاقته حتي لا تغرق سفينة الوطن, وتكمل مسيرتها للنهضة المنشودة.

وأهاب بكل مصري أن يرعي الله تعالي ويتقيه ويبذل كل جهد في حل مشكلات الشعب المصري لإعادة الأمن والأمان والسعي بكل ما أوتي من قوة في الانتقال بالبلاد والعباد إلي النهضة المنشودة, مطالبا المسئولين بضرورة الوقوف علي هذه المشاكل وحلها واقتلاعها من جذورها وأضاف أن الواجب علينا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن أن نجلس سويا لكي نقيم ونقوم أداءنا سلبا وإيجابا, بحيث نعالج السلبيات, ونعلي من الإيجابيات, ونقدم الحلول, وأن نعمل سويا من أجل الانطلاق في البناء والتعمير والتنمية وإزاحة الفساد بكل أشكاله وتحقيق الأهداف الحقيقية للنهضة المنشودة للبلاد.
وفي السياق نفسه شدد الدكتور محمد إسماعيل البحيري إمام وخطيب مسجد الزهراء بمدينه نصر علي أن ترك العصيان المدني دون معرفه أسبابه وعلاجه لا مبرر له وسيساهم في هدم الدولة وهدم مصر, ولن يساهم في بناء هذه المؤسسات,وأشار الدكتور محمد الشحات الجندي إلي أن الوطن يحتاج إلي عمل وجهد ومضاعفة الإنتاج, خاصة أن الخدمات في غاية السوء, وطالب كل جموع الشعب المصري بالتوحد والوقوف صفا واحدا للخروج من هذه الأزمات..
ودعا جميع المصريين إلي تقوي الله في البلاد والعباد وتحكيم العقل والحكمة والمنطق وتغليب الصالح العام علي المصالح الضيقة والانصراف عن هذه الدعوة الهدامة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.