تعددت حالات الخطف في محافظة المنيا وخاصة فى مركز سمالوط، ومعظمها لأقباط بدافع طلب الفدية، وفى هذا الحوار التقينا مع الشاب " صموئيل مرقص ميخائيل"-30 عام- من قرية "دفش" بسمالوط ليروى لنا ظروف اختطافه وكيف تحرر من خاطفيه..

حوار : عماد توماس

فى البداية نرجو أن تعرفنا بنفسك وعملك؟
اسمي " صموئيل مرقص ميخائيل"-30 عام-صاحب  معمل تحاليل ، واعمل فى مستشفى مطاى العام، واعيش فى قرية دفش بمركز سمالوط بمحافظة المنيا

كيف ومتى تم خطفك؟
في مساء يوم الثلاثاء 26 فبراير، أثناء عودتي إلى منزلي في سيارتي ومعي  الطبيب "شنودة ملاك نمر" 30 سنة، طبيب بشرى بمستشفى سمالوط العام ، وكانت الساعة نحو الحادية عشر مساء وعند تهدئة السيارة لعبور "مطب صناعي" فوجئت بأربعة ملثمين يرتدون جلاليب ومعهم سلاح ألي قاموا بتهديدنا ، توقعت أنهم سيأخذون السيارة ويتركوننا، لكنهم طلبوا منا النزول ونزلت وقاموا بتغمية عيني وانتقلت في  سيارة تابعة لهم واخذونى في مكان لا اعرفه وسارت السيارة لمدة ساعة ونصف في الرمال فعرفت إنني في الصحراء.

هل كنت مقصودا بالخطف ام أن الأمر مجرد صدفة؟
كانوا يعرفونني جيدًا..كانوا يسبون  الصليب والنصارى ويقولون "إحنا ظروفنا وحشة وانتو أحسن..إحنا مسجونين بقالنا 10 سنين وانتو بتسافروا بره.." فقلت له وما دخلي أو ذنبي في هذا !!..فأنا لدى معمل تحاليل لخدمة كل المواطنين فكان يرهبونني بوضع السلاح على رأسي

هل عرفت من قام بخطفك؟
لا، لم اتبين من الذين خطفوني لأنهم كانوا ملثمين بالإضافة إلى أنهم قاموا بتغمية عينيا، لكنهم كانوا ينادون على بعضهم البعض أسمائهم بأسماه مستعارة مثل "محمد.مرقص..بطرس.."

هل تعرضت لتعذيب ؟
لم يعذبوني، لكنهم أهانونى وارهبوني كثيرًا، فكان احدهم يرهبني بوضع السلاح على راسي ويهددني بقتلى وكانوا يقولون لي " لو البوليس شم خبر هنقتلكم". كان موقفًا صعبًا وكنا ندعو الله أن يمر الأمر بسلام.

كيف ساوموك على طلب الفدية؟ وكم الفدية؟
اخذوا تليفوني المحمول، وقالوا  لى "نكلم مين من عيلتك عشان الفدية" فقلت لهم أبى متوفى  يمكنكم أن تتصلوا بأخي وبالفعل اتصلوا باخى وطلبوا في البداية فدية مقدارها مليون جنية

وماذا حدث بعد ذلك؟
كل نصف ساعة يأتي شخص ويتطلع علينا..حتى هل علينا الصباح وبدأنا  نسمع أصوات العصافير وسمعنا صوت أذان الفجر وسمعته يقول فى التليفون "خلاص ياباشا هننقلهم للمغارة".
وبعدها أخذونا فى مكان تحت الأرض في  محطة رفع للمواسير ،وكنا مربوطين بالحبال، وأخذت قرار بالهروب.
 فى حتى الساعة العاشرة والنصف صباحًا قمت بفك الحبال من على يديي ورجلي وبعدها قمت بفك زميلي الطبيب وخرجنا وبدأنا نجرى في الصحراء لمدة ربع ساعة ،ولم نكن ندرى إلى أين نذهب  حتى وجدنا رجل مسن- مزارع- وسألناه عن اقرب طريق للمواصلات وأرسل معنا بعض الأطفال لإرشادنا وسرنا لمدة نص ساعة في الرمال حتى وصلنا إلى الطريق،وقفنا لمدة  لمدة 10 دقايق في الطريق ولا تريد اى سيارة تقف لنا بسبب ملابسنا المتسخة حتى وقفت لنا سيارة ربع نقل وركبنا فيها  وطلبت من السائق إجراء  مكالمة تليفون واتصلت باخى وقلت لهم أنى قادم الآن على الطريق الصحراوي.

كيف وصلت مساومات دفع الفدية؟
في اللحظة التي كنت اتصل بها باخى علمت منه أن البلطجية خفضوا المبلغ إلى 300 ألف جنيها بدلا من مليون

هل قام احد من أسرتك بتحرير محضر في القسم؟
بالفعل، قامت اسرتى بتحرير محضر في قسم الشرطة صباح اليوم التالي لاختطافي. 

وماذا بعد؟
عندما عدت إلى أول الطريق الصحراوي ناحية سمالوط، وجدت البلد كلها في انتظاري، بشبابها ورجالها بسياراتهم . وحضرت قوات الشرطة وطلب منى ضابط  المباحث أن ياخذنى للقسم لأخذ شهادتي، فطلب منه اهلي أن اذهب  أولا لوالدتي لأطمئنها لأنها تعانى من الضغط والسكر ومرض الكلى ووافق رئيس المباحث وحضر معي وقام بأخذ شهادتي لمدة ساعتين.

هل هناك حالات خطف تعرفها؟
منذ اقل من شهر تم خطف احد الأطباء الأقباط بنفس الطريقة بتوقيف سيارته وعاد بعد 30 ساعة وبعد أن دفع فديه 270 آلف جنية،وأيضا اختطفت فتاة ولا احد يعرف مكانها.

فى رأيك..ما سبب كثرة حالات الخطف للأقباط؟
المستوى الاقتصادي والعلمي للمسيحيين اعلي، ويكون الدافع طلب الفدية..حتى أنى كنت أقول لهم وليس ذنبي انى متفوق في عملي  فعلاقتي طيبة  بكل الجيران

هل كان هناك حالات الخطف قبل الثورة؟
قبل الثورة لم يكن هناك حالات خطف، وكنت ارجع إلى منزلي الساعة الثانية ليلا في سما لوط

هل تشعر بالخوف وعدم الأمن بعد هذا الحادث؟
لدى خوف طبيعي الآن فأنا اعمل في معمل تحاليل ،وكنت أغلق الساعة 11 مساء الآن أغلق الساعة الخامسة.

لو اتيح لك السفر أو الهجرة خارج مصر..ماذا سيكون ردك؟
عرض عليا ابن خالتي في أمريكا السفر كسياحة ،وعُرض على من اصدقائى أن أهاجر إلى احد دول الاتحاد الاوربى ورفضت ذلك، فانا أحب مصر وإذا غبت لعدة أيام اشتاق إلى العودة لها. وهذا ليس كلام شعارات فلدى حب لبلدي خلال عمري 30 عامًا عشتهم في مصر.