الأقباط متحدون - العُنفْ دَليلْ الضَعفْ
أخر تحديث ٠٣:١٢ | الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣ | ١ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

العُنفْ دَليلْ الضَعفْ

كتب: ليديا يؤانس

في الألعابِ الرياضيةٍ وخُصوصاً التى تقوم على المُنافسة في القوة الجُسمانية يُشترط أن يكون طرفي المُنافسة مُتقاربين في القوة البدنية فَمثلاً في المُُصارعة أو المُلاكمة لا يجوز أن يتصارع رَجُلاً عِملاقاً قوى البِنية مع طِفل أو إمرأة لإن المُنافسة سوف لا تكون حقيقية.  فإذا فاز الطرف الأقوى ليس معنى ذلك أنهُ الأكفأ فى اللعب لأنه إعتمد على عامل آخر ليس مُتوفِراً عند المُنافِس لهُ وعلى ذلك يَتِمْ وَقف أى لاعب ومُحاكمتهِ إذا إكتشفوا أنهُ قد تعاطى أى نوع من العقاقير المُنشطه. 
وبنفس المنطق ليس من الرجولة أو البطولة أن تُقيد شخصاً ثُمَ تَقوم بضربهِ أو تعذيبهِ أو قتلهِ وبنفس المنطق أيضاً أنتَ لستُ شُجاعاً أو فارِساً عندما تَستَلْ سَيفك أو تُطلِقْ مُسدسك على شخص أعزلْ.

مع بِداية مارس 2013  طالعتنا الأخبار بأنهُ تم إحتجاز وحبس وتعذيب حوالى مائة مسيحي قِبطي في ليبيا والتُهمة الموجهة إليهم "التبشير بالمسيحية!"
بدأوا في تنفيذ الحُكم عَليهِمْ بدون دلائل وقبل أن تَثبُت إدانتهُمْ قانونياً.  بدأوا في تقييدهم وتعذيبهُم جميعاً بطريقة وحشية ؛ وضعوهم في أماكن لا تليق حتى بِسُكنى الحيوانات ؛  منعوا الإتصالات عَنهُم وبِهِمْ ؛ وأيضاً رَفضوا حتى توكيل مُحاميين عنهُمْ بل الأكثر من ذلك ضربوا عرض الحائط بِكُلْ لوائح وقوانين المُنظمات الدولية.
عندما سُئِلَ هؤلاء عن أدلة الإتهام الموجهة للأقباط قالوا: وجدنا صُلبان مَحفورة على أياديهُم أى الوَشْم "Tattoos" ووجدنا لَديهِمْ كُتب دِينية بالإضافةِ إلى كِتاب النصارى أى الإنجيل.  أيضاً وجدنا عِندهُم صور لها عِلاقة بالمسيحية.

سؤالي لكُمْ: هل عندما تَحمِلون القُرآن مَعكُم في ذِهابكُم وإيابكُم يعنى ذلك أنكُم تًبشرون بالإسلام؟  هل وجود ذَبيبة في جِباهِكُم يعنى أنكُم تًبَشِرون بالإسلام؟  هل عندما ترتدون السراويل وتُطلِقون اللحى لِتُغطى صدوركُم يعنى ذلك أنكُم تًبشِرون بالإسلام؟  هل عِندما تُطلِقون الميكروفانات تَصرُخ بالآذان في آذان الناس ليلاً ونهاراً يعنى ذلك أنكُم تًبشِرون بالإسلام؟   رُبما ولكنني شخصياً لا أعتقد أن هذة وسيلة للتبشير بأى شئ!
بالتأكيد الأقباط اللذين إعتقلتموهم ليسوا بِمُبشرين بل هُمْ اشخاص ذهبوا وراء لُقمة العيش والعمل ببلادِكُمْ وكثيرين مِنهُمْ قد يكونوا بُسطاء وليسوا وعاظ ولا مُبشرين كما إدعيتُم عليهُمْ.  ومن حق هؤلاء المسيحيين أو غيرهُم من أصحاب الديانات الأُخرى أن تكون بِحوذتِهِمْ مُتعلقات ديانتهِِمْ لكى يَعبُدوا إلههُمْ كما أنتُم تفعلون.  بعض البُلدان تمنع أى شخص من الدخول أراضيها إذا كان في حوذتهِ صليب أو كِتاب مُقدس وإذا سمحت لَهُم بالدخول تأخُذ منهم هذة الأسلحه الفتاكة المُحرمه في قوانينهُم لِتُلقى بهم في صناديق الزبالة.  هل إلى هذا الحد أنتم تَرتَعِبون من الصليب والمصلوب والكتاب المقدس؟  إذا كنتم تَرتَعِبون وتَقشَعرون فهذا مؤشر ودليل على قوة وصحة الإنجيل الذى تضطهدونه.
في بداية عام 2011 كان الميسحيين داخل كنيستهُم بالأسكندرية يستقبلون العام الجديد بالصلاة والعبادة وقمتم بتفجير الكنيسة بما فيها المُصليين ؛ هل كانوا يبشرون؟
في أكتوبر 2010 قُمتُم بعمل مَجزرة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد عاصمة العراق راح ضحيتها العشرات من المسيحيين اللذين كانوا يتعبدون داخِلْ أسوار كَنيستهُم. هل الناس اللذين يعبدون الله داخل الكنيسة كانوا يُبشرون؟  هل الطفل الصغير إبن الثلاثة أشهُر الذى قطعتُم رأسهِ فوق المذبح كان أيضاً يُبشر؟ هل الكاهن الذى كان يقود الشعب في الصلاة كان يُبشر؟
إعتداءاتِكُم المُتكررة على الآمنين في ديارهم أو دور العبادة أو في أى مكان ماهو إلا عُنف مُقزز وإن دل على شئ يدُلْ على ضَعفِكُم.  خَوفكُم من المسيحية والمسيحيين ما هو إلا عدم ثقة في أنفُسكم. 
أنتم تتكلمون عن الإسلام في كل مكان سواء في بِلادكُم أو في البلاد التى تُهاجرون إليها.  تَقِفون في الشوارع تُبَشِرون بالإسلام.  هل تم الإعتداء عليكُم أو تَم وضعكُم بالسجون أو إتهامكُم بالتبشير؟ بالتأكيد لا لأن هذة البُلدان مُتقدمة فِكرياً وتَحترِمْ أصحاب العقائد الأُخرى.
أما قَرأتُم سورة الكافرون من أية 1-6 "قُلْ يأيُها الكَفِرون لا أَعبُدُ ما تعبُدون ولا أنتُم عَبِِدون مآأعبُدُ ولا أنا عابِدُُُ ما عَبَدتُم ولا أَنتُم عَبِدون مآأعبُدُ لكم دِينُكُم ولي دين."
الآيات تقولُ لكُم: أترُكوا أصحاب الديانات الأُخرى حتى ولو كانوا كَفرة مِنْ وِجهة نَظركُم أو مِنْ وِجهة نََظر دِينَكُمْ يعبدون ما يشاءون وأنتُم أُعبدوا دِينَكُم كما تقول الآية "لكُم دِينَكُم ولي دين." يامُسلم كِتابك يقول لك كل واحد حُر يعبُد ما يشاء فلِماذا العنف والإرهاب؟

وليام تيندال من القرن السادس عشر وكان تلميذاً موهوباً ومُصلحاً للكنيسة في ذلك الوقت.  قام بِترجمة الكتاب المُقدس مِنْ العِبرية واليونانية إلى اللغة الإنجليزية الحديثة.  ومُنذُ اليوم الذى تَمَ فيهِ نَشر وتوزيع الكتاب المُقدس على نِطاق واسع في سنة 1535 تم القبض عليهِ وسجنهِ في هولندا لِمُدة عام لإتهامهِ بالهرطقة ثُمَ تَمْ إعدامُه بأن وَضعوه على خازوق وحرقوه. هذا هو الكتاب المُقدس باللغة الإنجليزية والمعروف بِِنُشخة كينج جيمس الذى بأيدينا اليوم.  هذا هو الكتاب الذى مات بِِسببهِ تيندال وقد تم طبعه ونشره في سنة  1611 وأخذ طريقهُ في الإنتشار منذ ذلك التاريخ. 
الأشرار سجنوا وعذبوا وقتلوا تيندال لكى يمنعوا إنتشار كلمة الله ولكن النتيجة كانت عكس مُشتهاهُم.  مات واحد ولكن بعملهِ جاءت الملايين للمسيحية يقرأون ما مات من أجله تيندال. 

إستخدام العُنف والإرهاب دليل قوى على ضُعفِكُم فِكرياُ ودِينياً ونَفسياً.  صورتكُم أصبحت قميئة وغير مُشرِفَةُ أمام العالم كُله تَدُل على الهمجية والتَخلُفْ.  منذ 2000سنه وللآن الكنيسة مُضطهدة ولكِنها لمْ ولنْ تنتهى بل أقولُ لكُمْ كُلما زاد إضطهادكُم للكنيسةِ كُلما إزدهرت وَنَمتْ وإنتشرت لإن صاحب الكنيسة حَىُّّ وموجوداً بِِداخلها يعمل ويقودها بنفسهِ فأبواب الجحيم لن تقوى عليها.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter