الأقباط متحدون - ناس ميعرفوش ربنا
أخر تحديث ٢١:٠٣ | الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣ | ٣ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ناس ميعرفوش ربنا

رسم كاريكتيري لتجار الدين
رسم كاريكتيري لتجار الدين

بقلم: SEFNAT FAANEEH

أستاذ إبراهيم عيسي دعني اشاركك الفكر .....في الاساس الناس دي لا تعرف دين ولا تعرف اللة .. ولا تعرف حاجة خالص .. اذاي الكلام دة؟
 
عندما كنت شاباً .. حديث السن .. اذهب الي صالون الحلاقة الذي... لا يبعد كثيرا عن منزلنا .. وكنت قد تعلمت فريضة الصمت بالذات وانت تجلس في صالون الحلاقة .. فصالونات الحلاقة عند المصريين تحولت الي صالونات فكرية .. يكفي ان يتكلم احدهم في موضوع  ما .. تجد جميع الموجودين تحولوا الي فلاسفة واخذ كل واحد يدلي برأية ..
 
انة الجدل وهي عادة اكتسبها الشعب المصري من الاغريق عندما احتلوا مصر وحدث تبادل لعشق الحضارات ..  كي لا اطيل .. ذهبت ذات يوم كي احلق شعري .. وكالعادة جلست في المكان صامتا وحمدت الالة انة لا يوجد جدل .. ولا موضوع  مفتوح وتقريبا جميع الموجودين في حالة صمت .. وفجاءة دخل  صالون الحلاقة شيخا ولكنة صغير السن لا يتعدي ال٢٨ سنة ... القي التحية .. واأجبناة التحية .. وبسرعة البرق .. كان الحلاق  وهو مسيحي الديانة .. يجذب اطراف الحديث مع هذا الشيخ ذو العمة والكاكولا وقال لة سمعتك امبارح وانتا بتقرا في الميتم بتاع الحاج عبد المقصود ..وصوتك كان اية .. بسم اللة ماشاء اللة  فرد علية الشيخ .. عارف ياسطي حليم .. انا لو ما كنتش احط  حتة الافيونة تحت لساني ما اعرفش اقرا .. تستطيع ان تلاحظ صدق الحديث بين الاسطي حليم والشيخ احمد محشي .. اسمة كدة ..
 
مر الكلام بجانب اذني كالصاروخ المتناهي في سرعتة ... واحسست ان ثعبانا ساما كان يجلس اسفل مقعدي وقد لدغني .. فكدت انتفض الي اعلي من شدة الالم .. ولكني احتفظت بصمتي وكتمت هذا الالم وارهفت اذناي لبقية الحديث .. الذي انتقل من الافيون الي النساء  وفلانة اللي كانت ماشية امبارح تتعايق بهز صدرها .. والا فلانة  التانية .. دي عليها حتة قعر .. دة الشيخ اللي بيتكلم ..
 
جاء دوري وحلقت شعري وشكرت الاسطي حليم وذهبت الي منزلي .. اسارع في عمل فنجان من القهوة التي اتقنت صناعتها .. ودخلت الي محرابي وجلست .. وراح فكري في رحلة مع كلام هذا الشيخ عن الأفيون .. وتفاصيل اجسام السيدات .. والبنت اللي كان صدرها صُغيرر..  واول ما اتجوزت بسم اللة ماشاء اللة تعال شوف صدرها النهاردة ....
 
احسست وانا اراجع الحديث في عقلي وكأني اسير في خرابة مهجورة يستعملها المارة كدورة مياة بدون حوائط فاصلة ..وقهقهة من كانوا يستمعون لهذا الشيخ ..ورائحة الفول والبصل المنطلقة منهم وهم  يتكرعون بصوت اجش مسموع .. هي نفس الريحة المنبعثة من تلك الخرابة .. احسست اني عايز اصرخ .. كان فكري يصرخ في  اعماقي .. استحالة دي مصر .. ولا يمكن اعتبار هذا الشيخ شيخا .. ولا يمكن ان يكون كل من قهقة مستمتعا بحديث هذا الشيخ مصريين .. مش هيا دي مصر مع علمي انة ليس كل  الشيوخ مثل هذا الشيخ .
 
ولكني اكتشفت ان هناك من هو افظع من هذا  الشيخ .. انظر كل ما يتلوك بة .. هؤلاء المشايخ اليوم .. انهم ملوك الهلوسة .. ويقودون الشعب المصري الي الضلال العام ...... وقد انتهوا الي الفراغ .. فيبحثون ان اسم زوجة الشيطان ..لقد صنع هؤلاء الشيوخ دساتير السفسطة واعتمدوها دستور لمصر  ومصر لم تعرف في عظمتها .. هؤلاء اليعافرة ...
مش كدة واللا اية

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع