الأقباط متحدون - الأقباط والتبشير بين مصر وليبيا !!
أخر تحديث ٠١:١٩ | الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣ | ٣ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الأقباط والتبشير بين مصر وليبيا !!

أرشيفية للمسيحيين المحتجزين بليبيا بتهمة التبشير
أرشيفية للمسيحيين المحتجزين بليبيا بتهمة التبشير
بقلم: حنان بديع ساويرس
لقد تم إحتجاز أكثر من مائة قبطى بليبيا حسبما تردد بوسائل الإعلام المُختلفة مع الأخذ فى الحسبان التضارب فى عدد المقبوض عليهم فربما قد يزيد عن مائة شخص ، فقد تم إعتقالهم دون وجه حق مع تلفيق إتهام لهم وهو" التبشير" الذى على إثره قاموا بتعذيبهم وصعقهم بالكهرباء إلى أن قُتل أحدهم مُتأثراً بالتعذيب الوحشى الغير آدمى بعد الإستيلاء على ماحصدوه من مُمتلكات أو مشاريع صغيرة أو أموال خلال الفترة التى عملوا بها فى ليبيا ، فقاموا بإتهامهم بالتبشير بعد الإدعاء أن بعض مٌُتعلقاتهم الشخصية  من" أناجيل وصور مسيحية وصلبان" بأنها أدوات تبشيرية رغم أن أغلبهم من بسطاء وفقراء الأقباط بل مُعظمهم " أميين" لا يعرفون القراءة أو الكتابة ، وبالتالى لا يعرفون حتى معنى كلمة تبشير كما أكد ذويهم بمصر على ذلك ، فهم إناس تغربوا بحثاً عن الرزق هرباً من شظف العيش بمصر ، أملاً فى حياة أفضل ، لكن لم تأتى الرياح بما تشتهى السفن .
 
الطريف .. عفواً فهذا ليس بطريف مُطلقاً  !! لكن بالأحرى أن المُستفز والمُثير للإشمئزاز أن من تفعل ذلك هى "ليبيا" وهى من أكثر الدول العربية "بجاحة" إن صح التعبير فى التعامل مع الأمور الدينية أى من أكثر الدول العربية إزدراءاً للمسيحية ومن أكثر الدول التى عملت على دعوة المسيحيين للإسلام بصورة فجة وصريحة دون مُراعاة المشاعر الدينية للآخر !! فكان أكبر مثال فى التطاول على الأديان هو الزعيم الليبى السابق معمر القذافى والتى كانت نهايته نهاية مأساوية شنعاء على أيدى شعبه الذى تعلم منه الطائفية والإستهانة بالأديان التى تخالف ديانتهم ، فقد مات أشر ميتة على أيدى تلاميذه الذين يعذبون أقباط مصر الآن ، فقد ذكرنى ما يحدث لأقباط مصر بليبيا الآن بسبب الإدعاء عليهم بأنهم يُبشرون رغم أن التبشير ليس بجريمة ولاسيما أن الكتاب المُقدس يقول " إكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها وعَمِدوهم بأسم الآب والأبن والروح القدس" ولاطاعة لمخلوق فى مُخالفة الخالق ، أقول فقد ذكرنى هذا كيف يتم الكيل بمكيالين فى أمر التبشير والدعوة ولاسيما فى ليبيا بالتحديد ، ففى عام 2006 دعا معمر القذافي في مالي، اليهود والنصارى إلى "الطواف حول الكعبة وترك دياناتهم !!
 
بل تجرأ ولا أستطع أن أمنع نفسى من أن أقول أنه كان أكثر "بجاحة" عندما قام فى آخر عام 2009 وقتما تواجد بالعاصمة الإيطالية "روما" بدعوة خمسمائة فتاة وحينها لم يأتى منهن سوى مائة فتاة وهذا لضيق وقت ترتيبات الحفل التى كان مُغلف بالسرية التامة فقام بدعوتهن لإعتناق الإسلام !! بعد أن أمر أتباعه بجمع مالذ وطاب من الفتيات الإيطاليات!! والتى بدورهم قاموا بعمل إعلان يطلب 500 فتاة جذابة تتراوح أعمارهن بين 18 و 35 سنة والطول 1,7 على الأقل يتمتعن بحسن المظهر لحضور حفل ليبى مُقابل أجر مالى وهدايا !!! دون أن يذكر الإعلان أى شئ عن مُحاضرات أو دعوات دينية ،مع منع تواجد الإعلام أو الصحفيين إلا أنه قد إستطاعت إحدى الصحفيات أن تدخل الحفل على إنها إحدى المدعوات والتى سردت ما حدث بهذا الحفل المُريب وكشفت النوايا المريضة للقذافى ، وقد بدأ القذافى الحفل بوصلة من الإزدراء والتهكم على المسيحية والتشكيك فيها مع دعوتهن الصريحة للإسلام !!
- لن أتحدث عن خِداع الفتيات بهذه الطريقة المُلتوية التى إستطاع جلبهن بها أوجذبهن عن طريق المال والهدايا لحضور حفل ليبى  فى حين لم يخبرهن بأنه قد أتى بهن للطعن فى ديانتهن المسيحية ودعوتهن عن طريق المكر والخديعة لديانة آخرى!! بل لم يخبرهن أحد أن الرئيس الليبى سيكون موجوداً بالحفل ، و لن أتطرق عن السرية المُريبة التى أقيم بها الحفل ومحاولة إخفاءه عن الإعلام بل إخفاء الغرض منه حتى عن الفتيات المدعوات أنفسهن ، ولن  أتحدث عن لماذا كانت الدعوة موجهة فقط للنساء والفتيات ، أو لماذا طلبوا فتيات جميلات وبمواصفات شكلية معينة!!      
 فقد شعرت لوهلة أننا عُدنا لسوق الرقيق وأنه يحاول شراء جوارى وليس لغرض الدعوة المُستبيحة لدين يُخالف ديانتهم وإنتهاك العقيدة المسيحية !!
 
- بل سأتحدث فقط عن دعوة القذافى للمسيحيات للإسلام فى أكبر دولة مسيحية والتى يوجد بها كرسى بابا روما أى مَعقل الكاثوليكية بالعالم !! فلم يكتفِ بدعوتهن للإسلام بل  بكل وقاحة أخذ يطعن فى المسيحية ويشكك فيها دون مُراعاة لمشاعرهن وأنهن مسيحيات ن وكان الحفل مُلغم بالمُسلحين حتى لا تستطع إحداهن الإعتراض على وقاحته وإزدراءه للمسيحية جهراً وفى قلب دولة الفاتيكان !! 
 
- وهنا سؤال يطرح نفسه ، فماذا لو حدث هذا فى دولة إسلامية من رئيس مسيحى حتى لو كان رئيس أكبر دولة مسيحية بالعالم وليس رئيس دولة بحجم ليبيا ؟!! فهل كان هذا سيمر مرور الكرام ؟؟!! ، ولماذا سنذهب بخيالنا بعيداً فها نحن أمام كارثة كبرى وتعذيب وصعق بالكهرباء وقتل لأقباط مصريين فقراء تركوا بلدهم  بحثاً عن ما يسدون به رمق أبناؤهم ، فلم يجدوا سوى الإضطهاد والتعذيب فى ليبيا وهى بلد القذافى الذى خرج حتى عن حدود "الدعوة" بمراحل مع فارق بسيط أنه فعل ذلك ، والأقباط المُحتجزون بليبيا لم يفعلوا !! وحتى لو كانوا  يُبشرون بالفعل ، فهذا ليس مُبرراً كى  يتم التعامل معهم بهذا التعصب والهَمَجية والوحشية إلى حد أن تُزهق نفس أحدهم بغير ذنب أقترفه!!  
 
*  فالإضطهاد  للدين المسيحى مُمَنهج بالدول العربية عامة وبمصر خاصة ، وهذا عن طريق القول أو الفعل  ، فالدعوة للإسلام على الملأ من خلال مُكبرات الصوت بالمساجد وبقنوات التليفزيون ومناهج التعاليم وليتها دعوة بدون قذف دين الآخر والتهكم عليه بدون رادع من الدولة فحسب بل بكل وقاحة نسمع سب وقذف إلهنا ومُقدساتنا ونحن فى وطننا !!   
 
-  فمثلاً صرح مؤسس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لجريدة الوطن أنهم سيفرضون الحجاب على جميع النساء ، مع إجبار نساء الأقباط على إرتدائه قائلاً إن لم ترضَ القبطية بالإسلام، فيجب أن ترتدى الحجاب حتى لو كانت غير مُقتنعة" مُضيفاً أن الهيئة تخطط إلى دعوة المسيحيين إلى الدين الإسلامي ، من خلال توزيع منشورات وبيانات أمام الكنائس، وطباعة كتب وعقد مؤتمرات لتوعيتهم بالدين الإسلامي  !! وهذا لا يستحق منى حتى عناء الرد عليه .. لذا فلا تعليق !!!! 
- بل قرأت خبر وهو الأكثر إستفزازاً وللأسف جاء هذا الخبر ببوابة الأهرام التابعة لجريدة الأهرام العريقة التى قام بتأسيسها  الأخوين المسيحيين بشارة وسليم تقلا فى ديسمبر عام 1875 ومع عدم مُراعاة هذا ، فأصبحت الجريدة التى أسسها أقباط لتخدم الوطن هى مِنبر للتأليب ضد الأقباط والإزدراء بديانتهم بشكل مُباشر وغير مُباشر.   
 
فجاء خبر بتاريخ 21 يناير 2013 ، تحت عنوان "القبض على شبكة تنصيرية دولية تديرها سيدة كندية" ومضمون الخبر كالتالى :
* تمكن جهاز الأمن والمخابرات السودانى من توقيف شبكة تنصيرية دولية تديرها سيدة كندية بالتعاون مع أجانب من جنسيات مُختلفة .. وإن الشبكة إتخذت إحدى الشقق المفروشة .. مقراً لمُمارسة تبشير تنصيرى واسع ، مُخالفة بذلك قوانين البلاد .. وأوضحت المصادر أن عملية الضبط جاءت بعد مراقبة مطولة للشبكة التى تستغل البسطاء من المواطنين فى الأحياء الطرفية.
 
- فلو دققنا فى الألفاظ المُنتقاة لصياغة هذا الخبر لوجدنا كم من الإستفزاز والإهانة للمسيحيين والإستهانة بالمسيحية بشكل واضح وصريح !! 
- أولاً العنوان " القبض على شبكة تنصيرية دولية تديرها سيدة كندية" فمن أول وهلة لقراءته تجد نفسك وكأنك أمام خبر عن القبض على شبكة دعارة فأستخدمت الجريدة نفس المُصطلحات التى تُستخدم حينما يتم القبض على شبكة دعارة !! مثل " شبكة .. تديرها سيدة"
 
وعند تفنيد ألفاظ الخبر نفسه نجد ألفاظ لا تصلح أبداً مع خبر مثل هذا بل تصلح  فى الأخبار الخاصة بقضايا الآداب !!                  
فبالأضافة لتكرار ألفاظ العنوان بالخبر جاءت أيضاً مُصطلحات مثل " الشبكة أتخذت إحدى الشقق المفروشة مقراً لها ، لممارسة .. ، وإستغلال البسطاء !!!
فكما لاحظتم معى مدى التعمد فى إستخدام ألفاظ وقحة تُستخدم فقط فى أخبار ضبط شبكات الدعارة والآداب ولا يصح ذكرها أبداً حينما نتحدث عن الأديان!!
 
فكان من الممكن تجاهل الخبر من الأساس ولا سيما أنه خبر حدث بالسودان وليس لمصر شأناً به ، لكن مع ذلك تم نقله سواء بهذه الصيغة البذيئة أو إعادة صياغته من السادة المُحترمين التابعين لجريدة الأهرام !!
- كان من الممكن أيضاً إذا لزم الأمر إذا كان لابد من نشر هذا الخبر، وإفترضنا أن الكوارث والأخبار بمصر ليست كافية وأن الجريدة أفلست ولم تجد ماتنشره وعنه إضطرت أن تستورد لنا مصائب من الخارج فكان عليها أن تتحلى بالأدب فى كتابة الخبر مُراعاة لمشاعر الأقباط ودون إثارة لمشاعرهم الدينية .. لكن يبدو أن المعنى فى بطن الشاعر!!!
 
- كل هذا الإزدراء بعقيدتنا والإساءة لمُقَدَسَاتنا نتحمله بصبر ، لكن أن يصل الأمرلتعذيب وقتل مسيحيى مصر بالداخل والخارج ، ولم يتحرك ساكناً من مسؤولى مصر لإنقاذهم ، فهذا يعد فى حد ذاته رضا أو تواطؤ وإصرار على إهانة كرامة المواطن المصرى ولاسيما القبطى  ، فلم  نرى أى موقف إيجابى من السفير المصرى أو وزير الخارجية كما حدث من قبل وتم التدخل لإنقاذ مواطنين مصريين تم إحتجازهم بالأمارات مع الفارق أن ديانتهم كانت الإسلام !!                                       فقد قالت زوجة الشهيد عزت حكيم عطا الله الذى قتل بالآيادى الآثمة عقب إحتجازه ضمن بعض المصريين المحتجزين بالسجون الليبية أن هناك تعنتاً من السفارة المصرية فى مساعدتها لتوفير تذكرة طيران من مدينة بنى غازى إلى مدينة طرابلس التى توفى بها زوجها لتتسلم جثمانه كما أضافت أن القنصلية المصرية لم تتدخل فى إنهاء أى أوراق خاصة بزوجها أو تطلب فتح تحقيقات لدى الجهات الليبية فى واقعة مقتل زوجها .
بل نجد المواقع التى تحث على الفتن وتهييج الرأى العام تكتب بمنتهى الوقاحة " أن الكنيسة تضغط للإفراج عن الخلية التنصيرية بليبيا" فقد نسوا أو تناسوا أن هذا اللقب يقتصر عليهم فقط لأننى أعلم جيداً أن أصحاب هذه المواقع هم من كنا نطلق عليهم بالأمس القريب بأنهم "خلية إرهابية"!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع