الأقباط متحدون - الختان بوابه البنات للجواز
أخر تحديث ٠٩:٠٣ | الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٣ | ٣ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الختان بوابه البنات للجواز

بقلم : سوسن الجمل

انا ست بيت من اسره مصريه متوسطه وكونت اسره مصرية برده متوسطة الحال، متوسطه من حيث مستوى الفلوس يادوب اللى جاى على اد اللى رايح، من حيث مستوى العلم جوزى بكالوريوس تجاره وانا ليسانس اداب قسم مكتبات، من حيث مستوى الثقافه بصراحه احنا اللى بيقولوا علينا مثقفين تليفزيونيا، يعنى واخدين معلوماتنا من التليفزيون وحواراته، اما من حيث الاهتمامات والكلام الكبير بتاع المثقفين ادينا بنفتى زينا زى غيرنا.

المهم اولادى اللى عايزه احكى لكم عنهم شويه، الولد الكبير اتخرج من كلية الهندسه وربنا كرمه بشغلانه فى الكويت والحمد لله، مرتب كويس وعيشه كويسه ومبسوط وبدات اموره تبقى زى الفل، بقى له هناك تلات سنين كل اجازه اجيب له بدل العروسه خمسه وسته وهو يضحك ويقول لى مستعجله على ايه عايزانى اكبرك واخليكى جده، ومابخدش منه غير هزار وتريقه هو ابوه.

انا بصراحه احمد مش قلقانه عليه، يتجوز وقت ما يتجوز اهه راجل وحر فى حياته، لكن ايمان بنتى بقى هى كنت حتجنن على موضوع جوازها ده، ايمان عندها دلوقتى  20 سنه ، عارفه انه لسه بدرى على القلق بس اى ام بيبقى نفسها تطمئن على بنتها من يوم ولادتها، هى فى كلية اعلام نفسها تبقى مذيعه زى منى الشاذلى، وكل ما اضحك معاها انا او ابوها ونقول لها جتك خيبه وانتى ايه يوصلك لمنى الشاذلى تزعل قوى، ساعات بتاخدها بهزار وساعات تزعل بجد وتتخانق معانا وتدينا محاضرات فى الاحباط والتشجيع.

طبعا هى ماتعرفش ان انا بدور لها على عريس بإيدى واسنانى، ما فيش واحده من قرايبنا ولا جيراننا إلا لما وصيتها على عريس ما هى لو عرفت حتعمل لى مصيبه فى البيت وخناقات وجدل مالوش لازمه، فقلت لما يبقى ييجى عريس نبقى نشوف اللى حيحصل ساعتها.

واحده جارتنا جابت لها عريس، على كلامها لقطه وما يتعوضش،” دكتور جراح بيشتغل الصبح فى القصر العينى وبالليل فى عيادة دكتور كبير قوى، عنده شقه جاهزه مش ناقصها غير الفرش فى التجمع الخامس، وعربيه، اصل ابوه طول عمره بيشتغل فى السعوديه وناس مرتاحين ومبسوطين وبيدور على عروسه تكون بنت حلال ومضمونه”، قلت خير انا بنتى مش بس مضمونه دى مافيش منها اتنين، “وفوق ده كله راجل متدين وحيتقى ربنا فيها”، طيب والنبى انا عايزه ايه اكتر من كده.

اتفقنا ان المقابله تبقى صدفه فى عيد ميلاد حفيدتها الجمعه الجايه، حكيت لجوزى حسيت انه مش مبسوط، شايل هم مصاريف الجواز والجهاز بس فى الاخر قال لى “مش لسه بدرى على البنت ، اللى يعمله ربنا خير”. النهارده السبت والمقابله الجمعه وانا بدات احلم ببنتى عروسه، حياتها كلها مرت قدام عينى زى فيلم السنيما، من يوم سبوعها لاول يوم لها فى المدرسه ليوم نتيجة الثانويه العامه، يوم نتيجة الثانويه العامه ده كان من اجمل ايام حياتنا، والله العظيم جوزى كان واقف يرقص فى الشارع وهو بيوزع الشربات واول يوم لها فى الجامعه كان نفسى اروح اوصلها واستناها على الباب بس ابنى قال لى “يا ماما ماينفعش انتى عايزه تضحكى عليها زمايلها”.

كل يوم احاول امهد للموضوع معاها ومش عارفه افاتحها خالص، الموضوع فعلا مش فى دماغها لدرجه ان انا شكيت تكون على علاقه بحد من الجامعه بس مش معقول انا بنتى متربيه وما تعملش كده ابدا، انا حوجع دماغى ليه انا فعلا حسيبها صدفه على الاقل علشان تبقى على طبيعتها وماتروحش متعصبه.

ايمان جسمها قليل ووشها طفولى قوى اللى يشوفها يقول انها فى اعدادى، شعرها طويل  اسود مش محجبه ، عينيها واسعه وضحوكه، ملامحها مريحه،  مليانه حيويه مش بتبطل ضحك وهزار، اجتماعيه وتعرف تكسب الناس بسرعه وتلفت الانظار لها. تتكلم بطلاقه شديده، زى ما تكون بتتدرب على تقديم البرامج، وبرده زى المذيعات مش بتدى فرصه لحد يرد عليها.

يوم الجمعه اقنعتها بالعافيه انها تفرد شعرها وماتلموش زى اطفال الحضانه وتلبس فستان وبلاش قصة الجينز والتى شيرت دى، لما لبست وجهزت حسيت بجد انها بقت عروسه، الحلم بيكبر جوايا تقريبا شفته حقيقه، يارب يابنتى اشوفك عروسه.

دخل العريس وامه حفلة عيد الميلاد، راجل ضخم إلى حد ما، طويل عريض، علامة الصلاه ظاهره على وشه جدا، ماعرفش مكشر على طول ليه يمكن بسبب ضغط شغل او ارهاق، الله اعلم، عنده 36 سنه، رغم انى حسيت انه كبير قوى على ايمان لكن بصراحه حلم انى اشوفها عروسه كان مسيطر عليه جدا. واضح قوى من نظراته وتركيزه معاها انها عجبته بس هى برده مش فى دماغها ولا واخده بالها من وجوده اصلا  وامه كمان قعدت جنبى وهريتنى اسئله عنها وعن جوزى وعن احمد ابنى، خير يارب ان شاء الله.

خلصت الحفله وروحنا، مانمتش ليلتها وتانى يوم قاعده طول النهار مستنيه تليفون او زياره من جارتى ، معقوله ايمان ما عجبتهومش! عموما ده نصيب بس طريقتهم كانت بتقول انها عاجباهم، ما هى لو تهدى شويه وتبطل كلام كتير وضحك على الفاضى والمليان، ياريتنى كنت قلت لها علشان تاخد بالها من كلامها وتصرفاتها، بس ما انا لو كنت قلت لها يمكن ما كانتش حترضى تروح اصلا، وبعدين فى القلق ده، اكلم انا سهير وأسألها، لا مايصحش هى بنتى ايه رميه، لا مش حتكلم ولا حسأل، انا حكلمها اشكرها على العزومه وبس، لكن دى باينه قوى.

اخيرا، سهير ظهرت، الحمد لله الناس عايزين ييجوا يزورونا فى البيت، “حيتجننوا بيها بس بيقول هى طبعا حتتحجب بعد الجواز”، قلت لها “هو حر لما تبقى مراته يحجبها ولا مايحجبهاش احنا مالنا”.

فاجئتنى سهير بسؤال عمرى ما توقعته، “امه بتسأل هى ايمان طبعا عامله عملية الختان ولا ايه” فقلت لها “لا” ، “معقوله ما عملتيهالهاش، حد يعمل فى بنته كده، امال حتتجوز ازاى، الناس تقول عليها ايه دلوقتى، يعنى مش محجبه وكمان مش عامله لها ختان، بالذمه ده كلام ده ! انسى بقى موضوع جوازها ده خالص”.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter