حازم الببلاوى: الخطوة تغلق بابًا تمنينا أن يظل مفتوحًا.. وخبير سياسى: الدوحة تضغط بعد رفض تأجير الآثار وقناة السويس
عقبة جديدة تواجهها مؤسسة الرئاسة وحكومة الدكتور هشام قنديل بإعلان قطر وقف مساعدتها لمصر، لتغلق بذلك بابا تخيله البعض أنه الأوفر حظا بالنسبة لنا، وبالرغم من الدعم القطرى الدائم للنظام وجماعة الإخوان فى مصر، إلا أن وزير المالية القطرى أعلن اليوم عن إغلاق حنفية المساعدات التى تقدمها بلاده، قائلا: إن بلاده لا تتوقع تقديم المزيد من المساعدات المالية لمصر فى الوقت الحالى على الأقل، موضحا أنهم قدموا حتى الآن خمسة مليارات دولار، وأنه لم يحن الوقت لتقديم المزيد دون إبداء أسباب اتخاذ هذا القرار.
حازم الببلاوى، وزير المالية الأسبق، أكد أن القرار سيكون له تأثير سلبى جدا على الاقتصاد المصرى، وقال الببلاوى لـ"اليوم السابع"، إنه إذا كانت مصر تبحث عن بدائل لدعم الاقتصاد فإن مساعدات قطر كانت إحدى هذه البدائل والقرار يضعنا فى موقف صعب.
لأن قطر أغلقت بابا كنا نتمنى أن يظل مفتوحا لدعم الاقتصاد فى ظل الأوضاع التى تشهدها السوق المصرية.
فى حين قال مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هذا القرار القطرى يزيد من الصعوبات الاقتصادية أمام الرئيس مرسى وحكومته برئاسة هشام قنديل، لافتا إلى أن انسحاب قطر من منح المساعدات أيضا يهز مصداقية الحكومة المصرية فى السوق الدولية لأن السوق العالمية يعلم جيدا حجم لأزمة التى تعانى منها مصر وعجز الموازنة، وغيرها من المشكلات الاقتصادية التى وقعنا فيها.
وتوقع أن قرار قطر قد يكون بسبب موقف الإعلام فى مصر من الحكومة القطرية والانتقاد الدائم الموجه لهم، مشيرا إلى أنه فى مقال اليوم للدكتور نادر الفرجانى فى الأهرام تحت عنوان "مصر لن تنهض بأموال قطر أو غيرها"، موضحا أنهم يعتبرون أن جريدة مثل الأهرام تعد حكومية وتعكس وجهة نظر الحكومة المصرية، بالإضافة إلى أن هناك هجوما قويا فى الصحف والقنوات الفضائية على قطر قد يكون سبب فى اتخاذها مثل هذا القرار بوقف المساعدات.
هذا القرار القطرى بعدم منح المساعدات لم يكن الوحيد فى ظل الأوضاع التى تعيشها مصر، حيث سبق ذلك قرار ألمانيا بعدم منح مصر أى مساعدات، وهو ما أكدته أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية خلال زيارة الرئيس مرسى لألمانيا، وبرغم كل التطمينات التى حاول الرئيس بعثها للدول الأوروبية فى هذه الزيارة، إلا أن ألمانيا رفضت تماما منح مصر لأية مساعدات، ذلك بالإضافة إلى ما تواجهه مصر من تعثر فى مفاوضات قرض صندوق النقد الدولى، حيث أكد تقرير نشرته أمس جريدة الفاينانشيال تايمز، أن صندوق النقد أعرب عن تحفظه على خطة الحكومة الاقتصادية للحصول على القرض وأن هناك تعثر فى المفاوضات.
دكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قالت إن القرار القطرى قد يكون مرتبطا بأسباب متعددة، لافتة إلى أنه ربما يكون مؤشرا على بداية تغير السياسة الأمريكية تجاه مصر، لافتة إلى أن قطر لن تقدم على هذا القرار إلا بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشارت نورهان الشيخ إلى أن هذا القرار من الممكن أن يكون أيضا نوع من الضغط على النظام المصرى، لأنه لم يف بتعهداته لها فى تنفيذ المخططات التى سعت إليها سواء فيما تعلق بتأجير الآثار أو قناة السويس أو غيرها من الموضوعات التى أثيرت مؤخرا.
وفى السياق نفسه اعتبرت أن الأوضاع فى مصر حاليا لا تشجع قطر أو أى دولة أخرى على مد يد المساعدة، لافتة إلى أن تراجع جميع الدول عن قراراتها بدعم مصر طبيعى فى ظل الأوضاع الحالية، وأشارت إلى أن البديل الوحيد المتاح أمام الحكومة المصرية فى ظل هذه الأزمات أن يتم إعادة توزيع موارد البلاد، مؤكدة أن مصر تواجه مشكلة رئيسية فى كيفية إدارة مواردها منذ عصر مبارك وحتى الآن.