الأقباط متحدون - انفلات أخلاقي وأقوال لا تتطابق مع الأفعال‏:‏ علماء الدين‏:‏ التدين المظهري‏..‏ خطر يهدد المجتمع
أخر تحديث ٠٩:٠٣ | الاربعاء ١٣ مارس ٢٠١٣ | ٤ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

انفلات أخلاقي وأقوال لا تتطابق مع الأفعال‏:‏ علماء الدين‏:‏ التدين المظهري‏..‏ خطر يهدد المجتمع

انفلات أخلاقي وأقوال لا تتطابق مع الأفعال‏:‏ علماء الدين‏:‏ التدين المظهري‏..‏ خطر يهدد المجتمع
انفلات أخلاقي وأقوال لا تتطابق مع الأفعال‏:‏ علماء الدين‏:‏ التدين المظهري‏..‏ خطر يهدد المجتمع

الدين‏,‏ هو معتقد يدين به الإنسان في حياته ويتحمل تبعاته وواجباته ويحاسب عليه في آخرته‏,‏ أما التدين فهو مقدار ما يقوم به الإنسان ويؤديه من واجبات هذا الدين وفروضه وأخلاقياته‏.

 وعلي الرغم من شيوع وتجلي مظاهر التدين في المجتمع, والتي لا تكاد تخطئها عين في محيط العمل والأسرة والشارع, أصبحنا نري ظاهرة اكتساح التدين الشكلي في مجتمعاتنا حتي باتت واحدة من السمات الغالبة عند عامة الناس.

علماء الدين يؤكدون أنها مظاهر شكلية بعيدة عن جوهر العقيدة وتمسك بقشور الدين, وتراجع لقيم دينية أصيلة في المعاملات والأخلاق والانضباط والعمل والإنتاج, ولجوء غالبية الموظفين في جميع قطاعات الدولة إلي الاكتفاء بالتوقيع في كشوف الحضور ومغادرة العمل دون تقديم اي إنتاج يذكر.

كما يري علماء الدين, أن التدين المظهري والذي يركز علي الشكل الخارجي وما يرافقا من حالات الانفلات الأخلاقي الذي شهده الشارع المصري عقب ثورة يناير, دون التركيز علي جوهر الدين الإسلامي الحنيف, يعد من أهم التحديات التي تواجه الأمة في الوقت الراهن.

الفتاوي الشاذة
ويقول الدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف أستاذ التاريخ الإسلامي والحضاري بجامعة الأزهر أن ما يحدث من تسطيح الدين علي الساحة الآن ظاهرة لم تمر بها مصر من قبل فقد فوجئنا بها بعد الثورة رغم أن أبسط مبادئ الدين الإسلامي الكلمة الطيبة وقد لعب الإعلام المتحيز لبعض الفتاوي الشاذة دورا في إلقاء الضوء عليها وفي نفس الوقت يتم تجاهل فتاوي الأزهر رغم أن الأزهر يتمتع بمصداقية عالمية نادرا ما تجد مؤسسة دينية تتمتع بمثل هذه المرجعية الدينية الوسطية. وينتقد الدكتور عبد الشافي تركيز بعض الإعلاميين علي تبني الأفكار الشاذة وإلقاء الضوء عليها علي غرار فتوي هدم الأهرام, ويقول: كان من الأجدي عند استضافة صاحب هذه الفتوي الشاذة أن تستضيف القناة في نفس الحلقة أحد علماء الأزهر الشريف بدلا من أن تترك له الساحة بمفرده يتحدث عن فتواه, ومن ثم فعلي الإعلام أن يكون منصفا, فالجميع مستاء من الفتاوي الشاذة وعلينا أن تكون مرجعيتنا الأزهر صاحب الموقف الوسطي حتي يضع حدا لهذا الانفلات.

من جانبه يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار علماء الأزهر أن أهل الذكر ليسوا بالمظهر أو الشكل الخارجي, فإن الله لا ينظر إلي وجوهكم بل ينظر إلي قلوبكم,والله تبارك وتعالي يقول: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
 
ويري أن شيوع التدين الظاهري,يعد واحدا من أهم التحديات التي تواجه الأمة في الوقت الراهن ومن ثم فعلي الناس أن تتوجه للسؤال والفتوي عبر القنوات الشرعية وما أكثرها فهناك دار الإفتاء المصرية ومؤسسة الأزهر وقطاع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء وهيئة الفتوي بالأزهر كل هذه المؤسسات والهيئات الدينية هي السبيل الوحيد للخروج مما نحن فيه الآن.


من جانبه يري الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر أن التدين الحقيقي لا تجد معه خلافا أو انفصاما عن الواقع فالإيمان ينعكس أثره علي سلوكيات الشخص إذا كان نابعا من القلب, وفي ذلك يقول النبي صلي الله عليه وسلم: ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب, فلو أن الإيمان وقر في القلب لصدقه العمل ولكن الحاصل جيل كغثاء السيل, يهتم بالشكل والمظهر دون الجوهر, وأقوال لا تتطابق في كثير من الأحوال مع الأفعال.


آفة المجتمع
ويؤكد الدكتور محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية أن شيوع التدين المظهري أصبح آفة تهدد المجتمع فما يحدث من إطلاق البعض للحية عند الرجال أو ارتداء المرأة للنقاب من حيث الشكل الخارجي فقط رغم أن أعمالهم تصب بعيدا عن الدين كل ذلك غير مقبول.


فالمنهج الدعوي لابد أن يسير علي نهج الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم. في سبع مراحل, هي الإيمان بالله وكتبه ورسله من واقع القرآن الكريم, وما فرضه الله علي الإنسان من فروض وما نهاك الله عنه والأخلاق المحمدية والسنن الثابتة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وتعريفه عن البدع والخرافات التي التصقت بالإسلام كالإسراف في المآتم والأفراح وأخيرا الهدي الظاهري, علي غرار تربية اللحية إلا أن ما يحدث الآن أن انعكست هذه المراحل السبع للبعض وبدأوا بآخر مرحلة الخاصة بالتدين المظهري الشكل الظاهري.


وأشار الدكتور المهدي إلي أن المتعمقين في التراث الأزهري يجب أن يجيبوا علي كل الآراء وأدلتها حتي أن المحامي الشهير مكرم عبيد أعلن أن تفسير الكشاف للزمخشري كان وراء إجادته للمحاماة وتعلمها, فالتفقه في الدين معناه التعمق وبذل المشقة للحصول علي العمق وبعد معرفة الدين نعرف الواقع وتنزيل نصوص الدين علي الواقع.فالمفتي يوقع عن الله في التحريم والتحليل, ومن ثم فإنه يعد إعدادا خاصا ولا يجوز للواعظ أن يقوم بالإفتاء في أمور الدين ومن ثم يجب منع الفتوي وتحديدها من خلال دار الإفتاء والأزهر واعتقد أن هناك قرارا سيتم تطبيقه في هذا الشأن, كذلك علينا ألا نغفل دور بعض الإعلاميين والقنوات الفضائية التي تقوم بالتركيز علي بعض الفتاوي الشاذة وإلقاء الضوء عليها من قبل البعض الذين يسيرون علي نهج خالف تعرف.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.