الأقباط متحدون - مصر التي كانت
أخر تحديث ٠٥:٥٣ | الاربعاء ١٣ مارس ٢٠١٣ | ٤ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر التي كانت

بقلم : نادر فوزي 

استغرب من الذين مازال يحدوهم الأمل في إنقاذ مصر من الضياع،إن مصر التي كانت دوله مرموقة  لها وزن سياسي ثقيل في المنطقة وكانت دائمًا رمانه الميزان في اى أمور تتعلق بالشرق الأوسط، مصر التي أسست في عهد جمال عبد الناصر مجموعه عدم الانحياز بالاشتراك مع يوجوسلافيا والهند، مصر التي كانت تتقدم على كوريا في الإنتاج الصناعي حتى نهاية الستينات من القرن الماضي ،مصر التى كانت دوله .. أصبحت الآن لاشيء،أصبحت شبه دوله يطل عليها الخراب بوجهه القبيح .. على بعد أمتار من هوة الإفلاس وعلى مشارف ثوره جياع .. والمليشيات المسلحة تمرح في الشوارع والشرطة تضرب عن العمل، والجيش لا يبالى بالأمر طالما ان حقوقه ومكتسباته مصونة ومحفوظة .
 
هل نحزن على حال مصر ؟ لا أظن أن اى عاقل أو محب للبلد التي كانت يحزن عليها .. فنحن الذين فعلنا هذا في بلدنا ونحن الذين دمرنا مستقبل شبابنا بأيدينا .. فلما الحزن وهل يحزن الجاني على ضحيته التي قتلها بأيديه .. لقد قتلنا الأمل يوم اختار الشعب الجاهل الأخوان والسلفيين لأداره المرحلة الحرجه فى تاريخ مصر .. لقد اخترنا من قالوا طظ فى مصر ليحكموا مصر وماذا كانت النتيجة .. خراب مصر وعن قصد .. ان دخل مصر القومي يعتمد على السياحة ولقد دمروها وقناة السويس والآن يحاولوا بيعها والإنتاج الصناعي ولقد أغلقوا المصانع وطاردوا رجال الأعمال،وقد يسأل شخص لماذا فعلوا ذلك والاجابه ببساطه لقد دمروا السياحة ليسهل عليهم  شراء كل المنشات السياحية بمبالغ زهيدة وكذلك المصانع أما عن قناة السويس فهم يريدون بيعها لقطر للاستفادة بتلك الأموال لنهضة غزه وتحقيق حلمهم فى أقامه الخلافة الاسلاميه .
 
ولا أظن أن مايحدث أمر غريب أو جديد على تاريخ مصر فمنذ الغزو العربي الغاشم على مصر وكانت دائما البقرة الحلوب للعرب لدرجه أن احد الخلفاء قال المقولة الشهيرة لو كان خراب مصر في صالح تعمير المدينة فلتخرب .. ووصل الأمر للولاه العرب في جبايه الخراج إلى أن المجاعة ضربت مصر مما اضطر أهلها لأكل الكلاب والقطط وهذا ما كتبه المقريزي من قبل  فلماذا نستغرب لما يحدث وهو امتداد طبيعي لحكم الإسلاميين مستلهمين من تاريخ أجدادهم قدوه لدمار المحروسة سابقًا .
 
التاريخ لا يكذب والذي سيحدث هو بعد الانتهاء والقضاء على الليبراليين ستبدأ الجماعات الاسلاميه فى التطاحن فيما بينها وستبدأ الحروب الاهليه بين تلك الجماعات وستنفصل أماره أسيوط وما حولها بعد الوقوع في يد الجماعة الاسلاميه ،كما أن سيناء ستكون تحت قبضه الجهاديين واسكندريه وما حولها في يد السلفيين والباقي يقسم حسب قوه باقي الجماعات وسينشغل الأخوان بتصدير أوهامهم لباقي دول المنطقة .
 
هذا هو ما أتى به الصندوق في دوله يحكمها الجهل والفقر، ويباع صوت الناخب بزجاجه زيت ،ثم يتحدثون عن الديموقراطيه وحكم الصندوق، اى ديمقراطيه  تتحدثون عنها فى شعب لا يستطيع القراءة أو الكتابة ولا يعرف حقوقه تعود على الطاعة كقطيع من الأغنام يساقوا بواسطة ائمه المساجد .
أن اى دوله في العالم لابد من توافر دعائم أساسيه لنهضتها أولها نظام قضائي عادل والحمد الله الأخوان دمروا القضاء خصوصًا بعد اختيارهم للنائب الملاكي، ووزير الظلم وليس العدل، ثانيها الشرطة وللأسف أصبحنا دوله بلا شرطه وهو الانتقام الاخوانى من الشرطة التي قبضت عليهم من قبل وأودعنهم السجون، ثالثهما الجيش وهو دوله داخل دوله وجيشنا الباسل أصبح همه الوحيد الحفاظ على ميزانيته كما هى ،وعمولات أسلحته ولا يهمه أمر البلد بعد أن سلمها تسليم مفتاح للاخوان المسلمين ورحل بعد الحصول على الضمانات .
 
والغريب في الأمر هو موضوع المعارضة وهى حالها يدعو للسخرية .. فهي معارضه واهية ليس لها برنامج لإنقاذ البلد ولا يفعلون شئ سوى العويل والمقاطعة ولو أراد الأخوان أن يقضوا على المعارضة لأعطوهم الحكم لمده شهرين فقط للإسراع بخراب مصر. 
اننى لست بحزين على حال أم الدنيا سابقًا، لقد قتلناها جميعًا والآن نحن نمثل بجثتها ، فهل سيتم البعث من جديد .. لا أظن. 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter