بقلم: مجدي جورج
تذكرت هذه الايام مقالة الدكتور طارق حجي (( لو كنت قبطيا )) وقولته الشهيرة لو كنت قبطيا لملأت الدنيا صراخا وضجيجا بسبب ما يحدث لي في وطني .
تذكرت هذا وأنا ممتلئ بالألم والحسرة علي رد فعلنا الباهت علي ما حدث ومازال يحدث لبعض إخواننا الاقباط العاملين في ليبيا .
فقد قامت الميليشيات المنتشرة في ليبيا والتي تدعي تطبيق الشريعة بالقبض علي أكثر من مائة مصري قبطي بحجة الاتهام بالتبشير ( مع ملاحظة ان هذه التهمة غير موجودة أصلا في الدستور ولا القوانين الليبية ) ، وفي الفيديو الذي رأيناه علي الإنترنت شاهدنا كم التعذيب الذي لحق باخوتنا هؤلاء من حلق شعور رؤسهم الي ما تردد عن محاولات إزالة الصلبان المرسومة علي أذرعهم باستخدام مواد حارقة كاوية ، الي الاحتجاز علي يد ميليشيات ليس لها حق الاحتجاز ولكن ربما كانوا يطبقون قانون شبيه بقانون الضبطية القانونية الذي منحه نائبنا العام لمليشيات الاخوان والجماعات الإسلامية بمصر !!!!
ناهيك عن ان عملية الاحتجاز تمت في أماكن ليست هي أقسام للشرطة وليست مقار للنيابة العامة .
ومعظم هؤلاء الذين قبض عليهم هم مصريين ضاقت بهم السبل وأغلقت في وجههم أبواب الرزق الحلال بمصر نتيجة ما يعانيه الاقباط بمصر من تضييق عليهم فهربوا من مصر الي ليبيا بحثا عن لقمة عيش حلال ولكنهم كانوا كالمستجير عن الرمضاء بالنار . فلم يتوقعوا ان تأتيهم الضربة في بلد يقال عنه انه عربي شقيق ولم يتوقعوا بالأكثر ان يكون وراء هذه الضربة مصريين يبحثون عن لقمة العيش مثلهم ، فقد قال احد السلفيين الذين قاموا بالقاء القبض علي هؤلاء الاقباط كما رايت في الفيديو الذي تم بثه علي شبكة الإنترنت :
ان من أبلغهم عن هذا النشاط التبشيري هم مجموعة من المصريين المسلمين .
بعض هؤلاء المحتجزين له اكثر من عشر سنوات يعمل ويفيد المواطن الليبي قبل ان يفيد نفسه وبعضهم كان قد استقدم أسرته للإقامة معه كما في حالة شهيدنا عزت حكيم عطاالله الذي كان يقيم معه زوجته وطفليه وهو الذي استشهد علي يد الامن الوقائي في طرابلس وربما بسبب استشهاده تم الإفراج عن العشرات من هؤلاء الاقباط لكن مازال آخرون يعانون الأمرين في أقبية الامن الوقائي الليبي .
طبعا نحن لم نعول كثيرا علي رد فعل النظام الإخواني في مصر ، فلو كان المقبوض عليهم اخوان مدانين في جرائم فربما كان مرسي قد ارسل مستشاره للشئون الخارجية كي يتوسط للإفراج عنهم كما حدث مع الخلية الإخوانية التي ضبطت بالإمارات ولكن هؤلاء للاسف اقباط .
ولعلنا نتذكر أيضاً رد الفعل الرسمي علي قتل مروة الشربيني علي يد متطرف ألماني فقد تحركت دولتنا وأرسلت محامين مصريين كي يأخذوا حق مروة امام القضاء الألماني ( رغم اعتذار السلطات الألمانية ).
ولكننا هنا ومع استشهاد القبطي عزت حكيم يجب إلا نتوقع أي رد فعل من حكومتنا فنحن بالنسبة للحكومة الإخوانية الموجودة اليوم نسيا منسيا ، نحن رعايا بلا راعي ، نحن في أحسن الأحوال يجب ان نرحل بالحسني لنترك أرضنا وتاريخنا لغيرنا وربما لو كانت الحكومة الليبية قد أفرجت عن هؤلاء الاقباط قبل استشهاد عزت فربما كانت الحكومة الإخوانية قد قامت باعتقالهم بتهمة آلتبشير في ليبيا بحجة ان بلاد المسلمين كلها بلادهم وربما لانهم يؤمنون بالاممية الإسلامية .
ما أحزنني حقيقة ليس ماسبق فهو شئ متوقع من نظام عفن ولكن ما أحزنني هو رد فعلنا نحن الاقباط حيث أننا لم نتحرك من البداية من اجل إطلاق سراح إخوتنا وحتي بعد استشهاد عزت لازال تحركنا باهت خصوصا في بلاد الغربة وفي ظل جو الحرية الذي ننعم به حيث اننا لم نستخدم تلك الوزنة التي أعطاها لنا الرب كي نكون صوت إخوتنا المتضايقين ، بل بالعكس وجدت ان إخوتنا في الداخل كانوا أكثر جرأة وشجاعة منا فقد قاموا بمظاهرة امام السفارة الليبية في القاهرة ونددوا باحتجاز إخوتنا في ليبيا .
ما حدث لأخواتنا لا يكفيه تنظيم مظاهرة بواشنطن او بهولندا بل كان يحتاج الي خروج مظاهرات قبطية في كل العالم الحر واتصالات مع كل وسائل الإعلام والسياسين لنقل معاناة إخوتنا للعالم اجمع .
للاسف بدأنا نعتاد علي كل ما يحدث لنا ولاخوتنا فلم تعد تهزنا حرق كنيسة ولا خطف قاصر ولا قتل شاب ولا تهجير اسر بأكملها من بيوتها .
تعالوا نتعلم من المسلمين ومن اليهود ومن الفلسطينين المقيمين بالغرب فرسم صليب معقوف علي مقبرة يهودية او تدنيس مقبرة إسلامية بكتابة شعار معادي للإسلام عليها تقام الدنيا من اجله ولا تقعد .
يجب يا إخوتي إلا نعتاد علي الذل والهوان فلنخرج من ذميتنا ولنستخدم كل الوسائل السلمية المتاحة للدفاع عن انفسنا وعن أعراضنا وعن مقدساتنا وعن تاريخنا .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع