الأقباط متحدون - صعود الخنفشارية وتساقطها
أخر تحديث ٠٤:٠٣ | الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣ | ٦ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

صعود الخنفشارية وتساقطها

بقلم : محمد حسين يونس

الخنفشارية مرض يصيب البعض من محدودي الذكاء، القدرات، والمعرفة فيتصور المسكين أنه مبعوث العناية الإلهية الذي اصطفته وفضلته علي رجال ونساء العالمين وجعلته لهم هاديا وعليهم وليا، وهو يدعي بأنه مبارك مسدد الخطي في كل أفعاله وعلي الآخرين طاعته وتقبيل يده وإلا أصابهم من لعناته المستجابة من قبل السماء ما أصاب من قبل قوم نوح ولوط وعاد من الكافرين.
 
والخنفشاري شخص يتعمد أن يكون مخالفا للمجموع في هيئته ،ملبسه ،سلوكه وما يبشر به،فهو يرتدى ملابسًا قد تكون هندية أو سعودية أو عسكرية يتجمل بالأعقاد، التي علي هيئة سبح وأغطية زجاجات الكازوزة ملتصقة بسترته علي أساس أنها نياشين ويضع علي رأسه طرحة ،عقال ،طاقية أو عمة خضراء ويطلق لحيته دون نظام وعادة ما تكون رائحته منفرة وعلي وجهه عبوسا مصطنعًا، إن لم تكن سحنته عكرة تقطع الخميرة من البيت.
 
والخنفشارية مصطلح صكه الشعب المصري تعبيرًا عن الهلوسة مكون من كلمتين (خن) بمعني المكان الضيق المنعزل الذي يلجأ له مدمني الكيف ليداروا، أنفسهم بعيدًا عن عيون الرقباء ،وكلمة (فشّار) أي ذلك الشخص الذي تصور له خيالاته (بعد تعاطي المخدرات) أحداثا وكرامات لم تحدث ويصر راويها علي أنه قد قام بها.
 
والخنفشاريون كما نعرفهم نوعان أحدهما كان عاطلا أو يمتهن مهنة بسيطة كأن يكون بواب ،ماسح أحذية ،سباك ثم يتهلل ويوهم من حوله بأنه مطلع علي السر وما يخفي  وان المولى يسر له بقدرته أن يكون طبيبا بالحجامة أو مهندسًا يتقن البناء الريفي وأحيانا الحضري أو العلم العلامة والبحر الفهامة في الفقه وأصول الدين ،أما النوع الآخر فهو فعلا من خريجي الجامعات (حقوق ،هندسة ،طب بيطري ،خدمة اجتماعية ) ولكنه لم يمارس المهنة نظرا لضعف قدراته فتفرغ لأعمال خنفشارية يقنع بها السذج والعوام و المهاطيل من المتعلمين بأنه القادم بالخير يسعي بين يديه السعد والتقدم والطمأنينة بسبب ما حباه المولي من فضل وكرامات.
 
الخنفشارية ظهرت وتبلورت وازدهرت في شبه جزيرة العرب حيث الجبال الشامخة والصحارى الواسعة والطبيعة الضنينة والحوار مع جان وادي عبقر قائم ليل نهار يلهم الشعراء والحكاء والكهنة. ثم إنها (اى الخنفشارية ) تسللت وانتشرت بحيث أصبحنا نجد خنفشاريين في العراق ،الأردن، مصر وفي كل مكان ينطق أهله بلغة الضاد ،يسعي كل منهم ليجد له مكانا في برامج الفضائيات يتحفنا بآراء غريبة عجيبة وفكر عقيم همجي يدور أغلبه حول الممارسات الحميمة بين الرجل والمرأة أو بينهما وبين الجان والعفاريت والمساخيط والثعابين القرعاء.
 
خنفشارية كويتية أرادت ان تحسن النسل الكويتي فخرجت علينا تطلب إباحة الرق والعبودية وشراء الرجال والتمتع بهم  ورغم الاستهجان الذي قوبلت به أفكارها إلا إنها أصرت بأن هذا مباح وجائز بناء علي موافقات بني سعود علي السبي والرق وفتح أسواق النخاسة، وأنها في طريقها لشراء رجل جميل الصورة والتكوين من بين فقراء المسلمين الذين يحتاجون إلي معونة ورعاية .
 
خنفشاريات مصر كثيرات وقفت إحداهن في برلمان العار الذي تم حله تطالب بإلغاء جميع القوانين التي صدرت لصالح المرأة واعتبرتها المصريات الرائدات مكسبا ناضلن من أجله لقرن كامل منذ أن خرجت بنات مدرسة السنية باليشمك في مظاهرات عام 1919 يرجون الخير للوطن والحرية للمواطنين.
 
مجموعة من الخنفشاريات ظهرن علي شاشة التلفزيون وقد غطين وجوههن وأجسادهن بالكامل يتحدثن عن تطبيق شريعة تستبعد بنات جنسهن من الحياة العامة وتحصر تواجدهن في بيوتهن لا يغادرنها إلا للقبر.
 
السادة الخنفشاريون أصحاب القامة الرفيعة في الخنفشارية ظهروا بعد 25 يناير2011 من بينهم من يصر علي أن الخنفشاري يجب ان يتزوج من خنفشارية كما لو كانت جماعة تعيش فى جيتو لا يجب اختراقه وتمنع اختلاط دماء أعضاءها الزرقاء بدماء عامة الشعب، خنفشارى آخر يرى وجوب عدم تهنئة من هو غير مسلم سني بالأعياد وان تحيته أو الإشادة بمجهوده يخالف صحيح الدين.
 
 خنفشاريو ما بعد 25 يناير الذين وصلوا الي  مراكز اتخاذ القرار يسودون حياتنا بأفكارهم العقيمة التي لا تزيد عن دردشات نزلاء مصحة الخانكة للأمراض النفسية ومع ذلك فللأسف هم الذين يحددون للأمة مسارها ويقودونها إلي المهالك.
 
أقول قولي هذا وأختتم مقالي بالخنفشار النجم الصاعد الذي صرح بأن نساء وبنات سوريا من غير أهل السنة هن حل يمكن معاشرتهن معاشرة السبايا وغنائم الحرب ولا يحتاج النطع (المجاهد) لان يعقد عليهن قبل أن يطأ اى منهن، السيد الداعية الأردني ياسين العلجوني  يحتاج لعلاج نفسي مكثف وإلى عرضه علي منظمات حقوق الإنسان لمحاكمته علي فتاويه المضادة للبشر ..كما أناشد منظمات الأمم المتحدة الدفاع عن وثيقة المرأة التي يدينها خنفشاريو 25 يناير ويتجاهلونها وإصدار تشريع يمنع الخنفشاريين الهمج من مخالطة أفراد مجتمعاتهم حتى لا يصيبون قوما بجهالة فيصبحون علي تفهم القيم الإنسانية، والتصرف الحضاري عاجزين،  فلا يدينون ذبح الرجال ،قطع أجزاء من الجسد أو تعذيب المخالفين وسبيهم وبيعهم في أسواق النخاسة ، ويعيدوا إنتخاب هؤلاء المتساقطين.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter