الأقباط متحدون - فى انتظار التكليفات الإلهية
أخر تحديث ٢٠:١٨ | الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣ | ٦ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

فى انتظار التكليفات الإلهية

نعم، فى أزمنة الكوارث يبحث الناس فى بلادى عن رئيسهم، طيب وليه البحث عن الرئيس والمرشد موجود؟! ومع بدايات واستمرار انهيار النظام العام يبحث الناس عن رئيس الوزراء، طيب وليه والمرشد موجود؟! وإحنا عايشين حالة تهاوى وفوضى تطبيقات أنظمة الأمن العام بطول البلاد وعرضها، يبحث الناس عن العسكرى، طيب وليه والمرشد موجود؟! وفى أزمنة تراجع آليات الاقتصاد الناجح لصالح أنظمة البقالة ومشاريع الهايبر ماركت، يبحث الناس عن خبراء للتشخيص والعلاج للخروج من دوائر إعلان الإفلاس، طيب وليه والمرشد موجود؟!

أما إذا كان للقارئ أن يسأل «وهو ما تبقى له من حقوق فى زمن العبث والتوهان»: ما هى مبرراتكم للذهاب مباشرة إلى فضيلة المرشد؟ أقول: لقد أوضح لنا شقى الشاشة وفيلسوف «التوك شو» مضحكاتى المرحلة ورمز «سحرة فرعون»، الطبيب سابقاً «باسم يوسف»، عبر شريط فيديو عرضه بحلقته الأخيرة، كيف أن فضيلته ظل ينبه وينبه الرئيس على الهواء للحديث عن القصاص للشهداء ليطيب خواطر أهاليهم عندما رأى أنه قد نسى الأمر فى زحمة مشاغل الدنيا وبلاويها، فلماذا لا نقصر المسافات ونذهب لأهل الحل والربط؟!

سبب آخر دعانى إلى الامتثال والتعامل الواقعى مع آليات يفرضها الظرف التاريخى الصعب بعد عرض الخبر التالى كما تم نشره: روى «كريم»، صاحب واقعة الهتاف ضد الدكتور محمد بديع، المرشد العام، فى «سيتى ستارز»، قصة المشادة الكلامية التى حدثت بينه وبين «بديع» أثناء جلوسه مع أسرته لتناول الغداء فى أحد المطاعم بالمول. قال «كريم»: «إنه عند دخول المرشد إلى المطعم بدأ يرحب بالناس فى المكان، وعندما اقتربت منه ظن أننى أسلم عليه، فقلت له: (المطعم اللى إنت واقف فيه أمريكانى)، وأردت أن أنقل له صورة أنك تؤيد منتجاتهم»، وأضاف «كريم»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «العاشرة مساء»، على قناة «دريم ٢»: «قلت له: (مش هتفضلوا فى الحكم وأيامكم معدودة)، مما دفع المرشد للرد قائلاً: (أنا ربنا مكلفنى مردش على أمثالك)، فقلت له: (إنتم مش هتفضلوا فى الكرسى كتير، نهايتكم هتبقى على إيدينا)، ثم نظر لى وابتسم بطريقة ساخرة أثناء نزوله على السلم، وكررت: (المرة دى مش هنكتفى بترجيعكم السجون)».

إنه إذن سبب آخر لضرورة التعامل المباشر مع إدارة عموم البلاد فى سلطانية المقطم، فعندما يقول لنا عبر رد فضيلته على الشاب «كريم» وبكل وضوح: «ربنا مكلفنى مردش على أمثالك»، فقد أفاد وأوجز فضيلته، ووجه للناس رسالة مفادها أنه ورجاله وأهله وعشيرته يحكموننا ويتعاملون معنا وفق تكليفات إلهية مباشرة، ولهذا يمتنع الوسطاء، ولا جدوى من أى حوار أو إقامة تفاهمات، فقد صنّف فضيلة المرشد بسرعة المدعو «كريم» بأنه من ذلك الفصيل من البشر المطلوب تجاهلهم وفق تكليف إلهى يمتلكه فضيلته حجة على الشاب!!

والحقيقة، نحن ننتظر أن تهب السماء بتكاليفها فضيلته ليرد على أسئلة الناس، ليس فقط ما أثاره «كريم» حول التواجد فى مطاعم الفرنجة الأمريكان، بينما مطاعم أبناء عشيرته موجودة وينبغى تشجيعها، فمن يضمن أن لحوم الخواجات آمنة وتم ذبحها وفق تعاليم الشرع؟! إنما الناس تعجب لإعلان فضيلته أنه يعيش بكل أريحية وسعادة يجد فيها أنه لا غضاضة فى الخروج بعائلته للفسحة والترفيه، بينما الناس تعيش حالة كآبة وحزن عام وهى تتابع سقوط شهداء البحث عن العدالة الاجتماعية، أو الصراع للحصول على السولار أو رغيف رابع لتخزينه بعد قرار الحكومة بتقنين حصص الغلابة بثلاثة أرغفة فقط!! وبالمناسبة أحكى لفضيلة المرشد حكاية الشاب «حسن جاتوه» التى قدمتها بتفرد وروعة الإعلامية «دينا عبدالرحمن» فى برنامجها «زى الشمس»، ولم تجد أى صدى إعلامى فى زمن الإخوان، ولا حتى من جانب «سحرة فرعون».. «حسن جاتوه» اسم الشهرة للفتى «حسن» الحاصل على دبلوم تجارى وعربة وترخيص عبر مشروع لتشغيل الشباب فى زمن مبارك، فظل يشترى بالأجل جاتوهات وحلوى بشكل يومى ويبيعها أمام محطة المرج ويسدد بعد البيع ويعيش وعائلته على ما يتبقى من ربح ضئيل بعد البيع، ولكن لأنه لم يعد قادراً على تسديد الإتاوة اليومية الظالمة تم إلقاء الجاتوه على الأرض وتحطيم عربته وضربه بقسوة، فكان رده الإمساك بجركن بنزين أمام الضابط الذى ظل يضربه حتى أشعل «حسن جاتوه» النار فى جسده ولم تفلح محاولات الغلابة من حوله فى إطفاء النار، بينما الضابط متحجر المشاعر يتابع بكل برود وانعدام ضمير الموقف، دون بذل أى جهد لإنقاذه، ومات «حسن جاتوه».. ما رأيكم دام فضلكم فضيلة المرشد؟! آسف إن كنت قد أفسدت عليكم متعة تذوق جاتوه محال الفرنجة بحكاية جاتوه الغلابة المغموس بتراب سنين الشقاء ودماء ضحايا الفقر فى كل عصور المهانة، وهم وحدهم من يدفعون الثمن!! يقول الخبر الطريف إن فضيلة المرشد بعد عودته وأسرته إلى البيت، قال عبر صفحته بـ«فيس بوك» إن «رسالةَ الإخوان تهدف إلى إصلاح الفرد والمجتمع وجمع الحسنات وليس الأصوات، لأننا دعاة إلى الله فى المقام الأول».

medhatbe@gmail.com

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع