الأقباط متحدون - افهم يا شعب ليس بساويرس فقط سيشبع الإخوان
أخر تحديث ٠١:٤١ | الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣ | ٦ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

افهم يا شعب ليس بساويرس فقط سيشبع الإخوان

بقلم: شريف منصور 
في عدة مرات كتبت احذر من التأميمات الاخونجية لسد عجزهم. قلت في أكثر من مرة في مقالاتي و في برنامجي الأسبوعي بالمنطق علي قناة سي سات . أن التاريخ يعيد نفسه طالما الحاكم الظالم واحد. و الشعب مغيب عن الحقيقة ولا يوجد قضاء و طني قوي . 
 
في 1952 اختلقوا أعداء للثورة ووصفوهم بالرأسمالية المستبدة، سواء كانت وطنية أو غير وطنية. و كلها كانت شركات وطنية بدليل أنها كانت مسجلة بالبورصة المصرية. ولكنهم استهدفوا كل الشركات المملوكة التي يديرها مصريين من جنسيات مختلفة غير مسلمين . و بالأخص كل الشركات التي يمتلكها أقباط. فمات منهم من مات متأثرا بحزنه علي حال مصر و ما آلت إليه مصر و حزنا علي سمعتهم التي طرمخوها في الوحل متهمين كل من عارض نرجسية العسكر بالخيانة. و كانت هذه وسيلتهم في بداية ذبحهم لوحدة مصر الوطنية علي أساس التفرقة بين المواطنين بسبب عقيدتهم.  
 
و مع أن خزانة الدولة المصرية كانت تفيض بالملايين بعد خلع الملك فاروق و خداعة لكي يستولوا علي الحكم، إلا أنهم في اقل من 10 سنين قتلوا الاقتصاد المصري لدرجة أن مصر تحولت إلي دولة مفلسة. فما كان منهم إلا أنهم أغاروا علي البنوك و جمدوا أرصدة المصريين الأغنياء و أمموا شركاتهم و استولوا علي عقاراتهم و أراضيهم. ولم يكتفوا بل نهبوا مجوهرات الأسرة المالكة و اختفت التحف من القصور و حرقوها بعد سرقتها. و لا انسي قصر الجوهرة في قلعة محمد علي الذي دمروه عن بكره أبيه بعد أن استولوا علي كل غالي ونفيس فيه. وكل هذا لكي يملوا غزواتهم العنترية لنشر القومية العربية وقتل روح مصر الوطنية. ابسط شاهد علي هذا هو تسمية التلفزيون المصري بالتلفزيون العربي . و تغيير اسم مصر للجمهورية العربية المتحدة و حذف اسم مصر بالكامل . و لا تنسوا نسر قريش الذي وضع علي شعار الجمهورية وضاعت مصر يا ولدي . 
 
اليوم يا سادة يتكرر الموقف بنفس الأسلوب تأميمات قذرة تستهدف سمعة و أموال المصريين و علي رأس القائمة الكفار الأقباط. للعلم ليس ساويرس وحده هو المستهدف و الممنوع من السفر او وضع علي قائمة الترقب. بل أنني اعرف علي الأقل خمسين من رجال الأعمال المصريين الأقباط في نفس وضع ساويرس . و من ضمنهم مهندس عصامي رجل بمعني الكلمة في منتهي الامانه و الشرف، كنت زميلا له في مدرسة إخوان غبور وهو المهندس ممدوح قسطور . بالامانه هذا الرجل كان مثال للشرف و العمل الدءوب محبوبا من كل من يتعامل معه لأمانته وشفافيته. هذا الرجل كان يعمل 365 يوم في السنة لا يعرف طعما للراحة يستقبل العشرات من العملاء في مكتبه في شارع عماد الدين ، ينصحهم و يقدم لهم خبرته كرجل خبير في النقل الثقيل و الباصات . ولا يتوقف علي انه يبيع لهم أفضل شاحنات النقل اسكانيا سويدية الصنع بل يدربهم و ينصحهم علي أحدث فنون الإدارة علي الرغم من أنها لا تدخل في مهامه كخدمات ما بعد البيع . 
 
و الي هنا لا تتوقف طموحات هذا المهندس الشاب الذي قرر أن يكون من ضمن من يقدم  صناعة حقيقية في مضمار النقل الثقيل و الباصات . فقام بإنشاء شركة قسطور لإنتاج المقطورات و الباصات وقدم سلعة حيوية و هامة تعتمد علي وجودها التنمية في مصر التي شهدت رواجا ضخما في مجال بناء المنتجعات السياحية . و نقل الركاب سواء بين المحافظات او النقل الداخلي. 
 
وألان هذا الرجل وهو لا يتكلم في السياسة و لم اسمعه يتكلم مرة لا في عهد السادات عندما كنا نعمل معا او بعده في عصر مبارك في أي شيء غير العمل و العمل بكل جدية . فهو رجل عصامي من عائلة تشتهر بأنها من اعرق عائلات مصر ومن صعيد مصر من محافظة المنيا. فأسرة قسطور يعرفها كل من تعامل معهم علي أنهم مصريين شرفاء متواضعين. فهل أصبح هؤلاء الوطنين أعداء لمصر لأنهم يعملون و يجدون في عملهم و ناجحون فيما يقدمون لأنهم يقدمونه بأمانة و إخلاص . 
 
في احدي المرات التي كنا نستضيف فيها وفد من شركة أسكانيا قرر المهندس صادق غبور و الأستاذ كمال غبور إقامة عشاء تكريما للمهندس الشاب ممدوح قسطور و في هذا العشاء وهو واقعة نادرة أن يترك المهندس الشاب مكتبة دار بيننا الحديث التالي. 
 
كان المهندس الشاب يتعجب من تعنت الحكومة في الإفراج عن رؤوس جرار يحتاج إليه مصنع السكر في ابوقرقاص او نجع حمادي لا أتذكر بدقة أي مصنع . لنقل القصب من مركز تجميع القصب إلي المعاصر. و كان المصنع في اشد الاحتياج له بعد ان تهالك الجرار القديم في أوج موسم جمع القصب . و بكل همة صمم الشاب رأس جرار من شاسية قلاب ضخم الامكانات يوفر لمصنع السكر توفير غير عادي في سعر المعدة و يوفر في تكلفة العمليات توفيرا يصل إلي الملايين في غضون 5 سنوات . 
 
وبدون الدخول في تفاصيل كيف تم حل المشكلة التي افتعلتها مصلحة الجمارك في المنطقة الحرة ببورسعيد وكيف قام بحلها بكل أمانه رئيس مصلحة الجمارك في ذاك الوقت الأستاذ مصطفي أمين وهو تشابه في الأسماء فقط مع الصحفي مصطفي أمين بعد أن شرحت له في اجتماع دام نصف ساعة مدي أهمية الإسراع في حل المشكلة لما سيعود  من نفع علي الاقتصاد المصري و تسهيل إنتاج هذه السلعة الحيوية .  و أمام الله و للتاريخ هذا الرجل مصطفي أمين كان إنسانا في منتهي الشرف ولم يستغل الموقف أطلاقا بل أصدر اوامرة للإدارة القانونية بإعطاء الرأي القانوني خلال ساعات و بناء علي الرأي القانوني أصدر قراره بتصحيح الخطاء الذي وقعت فيه مصلحة الجمارك بسبب تعنت موظف في جمارك بورسعيد ، الذي كان يمارس البلطجة علي الشركات. 
 
فجاء هذا الموضوع في سياق الحديث مع المهندس صادق غبور و المهندس ممدوح قسطور . 
وقال له المرحوم المهندس صادق غيور . يا أبني القانون في يد النظام الظالم كالسيف يضعونه علي رقبة العباد يقطعون به رقاب من لا يعجبهم و يهددون به الآخرون لكي يضمنوا ولائهم.  
 
وهاهو يا سادة التاريخ يعيد نفسه مرة أخري ، النظام الاخونجي الفاشي يصدر قانون معيب يهدد به رؤوس  الأموال الوطنية لكي يملئ خزانة مصر التي قضوا علي اقتصادها بكل غباء . و المصدر هو دماء شعب مصر و الوطنين المصريين و علي رأسهم الأقباط. لقد سقطت مصر هذه المرة في دوامة التقسيم و التي تنبئ عنها المرحوم المهندس صادق غبور قائلا" مصر ستخرب رسميا عندما ينقسم الشعب بسبب العقيدة وبسبب الموقع الجغرافي ، عندما تشعر محافظات الصعيد أنها مهملة وعن عمد و محافظات القناة لانها لم تعوض التعويض الكافي عن سنوات القحط بسبب الحروب و الاسكندرية و القطاع الشمالي لانهم ينتمون لفئة لم تتعود الكسل ولا تنسي سيناء التي حارب من اجلها الجيش المصري ومات بسببها الالوف من ابناء مصر لكل تهمل اهمالا متعمد . 
عندما تري كل هذا تستطيع وقتها فقط ان تقول مصر خربت . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter