الأقباط متحدون - الموت هو ربح
أخر تحديث ٠٠:٥١ | الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣ | ٨برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الموت هو ربح

بقلم: مينا ملاك عازر
في الذكرى الأولى لانتقال الفيلسوف واللاهوتي، والحكيم وذهبي الفم، ولؤلؤة الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية التي توج تاجها في القرن العشرين، التقيته وحاورته ولا أضن بما  دار بيني وبينه في حواري على جريدتنا الأقباط متحدون وإليكم الحوار.
 
سيدنا وحشتنا أوي، يرد قداسة البابا شنودة مبتسماً، ومالك حزين، لقد تركت خلفي رجالاً حافظوا على الكنيسة، أوصلوها لبر الأمان، وهو ما لا يجعلك حزين هكذا، هل تقصد يا سيدنا الأنبا باخوميوس، قال لم يكن وحده بل كان معه كل عضو من أعضاء المجمع ورجال علمانيين ورهباناً.
 
حتى أولائك اللذين ترشحوا ولم يصلوا في رضاهم باختيارات اللجنة المسؤولة واختيارات المنتخبين ضربوا مثلاً في مدى حب الإنسان لكنيسته.
 
لكن يا سيدنا نشعر أننا محتاجينك وبتوحشنا وكثيراً ما نسأل نفسنا في مواقف كثيرة لو كان سيدنا معانا كان حايعمل إيه؟ يجيب والابتسامة تتسع بثقة وبحزم قائلاً ما كنت سأفعل خير مما فعله الأنبا باخوميوس أو البابا تواضروس الثاني، فهم عليهم نفس الروح التي كانت ترشدني، فأبتسمت فانفرجت أساريره وقال أيوه كده ابتسم يا ابني فأنا سعيد وأشعر براحة، وإن كنت تحبني لأصبحت سعيداً لما وصلت إليه كما أنا سعيد لما آلت وستأول إليه الكنيسة على أيدي البابا الجديد، وهو ابن لي يتمتع بحمية الشباب وحكمة الشيوخ وحنكة إدارية ومهارة وحماسة، كانت الكنيسة تحتاج لها.
 
لكننا يا سيدنا نفتقد شخصك، اشعارك، نشعر أننا خسرناك في تلك المرحلة الدقيقة، فيتسع ثغره، وأما أنا أشعر أنني ربحت نفسي بانتقالي في هذه المرحلة الدقيقة التي تتحدث عنها، ويستطرد مداعباً وآديني دبست الأنبا تواضروس بس هو أدها، ويعود لجديته وبنظرة متأملة فاحصة ترنو للآفاق، أجده يقول أنا كده رابح وكسبان عشت حياتي للمسيح، ومُت رابحاً إياه، أصلي لكم ولوطني مصر، فأندفعت ألا تشعر بالقلق عليه؟ لا.
 
فأنا أصلي له، والله دائماً ينظر له، وأثق في ابنائه  أنهم لن يتركوه لقمة سائغة بين أفواه قتلة وإرهابيين، فنظرت إليه مندهشاً ما بالك يا سيدنا تقولها حادة هكذا، تقول عنهم أنهم قتلة وإرهابيين، فيعاجلني أليست الحقيقة، فأجيب بلى، فيسألني إذن ومالك تندهش أتراني يوماً كنت أقول شيء غير الحقيقة، فأنفي، فيتابع قوله قائلاً وإن كنت يوماً أصمت لا لشيء إلا خوفاً عليكم يا أبنائي، كنت أصمت ليتحدث الله.
 
ولكنني الآن بما أنني ربحت المسيح فلا أقلق عليكم، وأقولها الله يرعاكم ،ويحفظكم ويحميكم وينصر مصر، ويعيد لها الأمن والأمان، فأسأله سيدنا ماذا تشعر الآن حيال من شتموك وهاجموك ظلماً؟ فيجيب كما كنت أشعر عندما كنت بينهم، فأنا حينها كنت أعتبر نفسي ميت، فهل إن سببت أو شتمت ميتاً فهل تراه يشعر بالضيق؟ هل تراه يتضجر بل كنت أنا أطلب لأجلهم أن يغفر لهم الله، ولا يقم لهم تلك الخطية.
 
أما والآن متنيح بحق، فلا أشعر حيالهم إلا بكل ألم لحالهم، ورغبة في انصلاح حالهم، وأن يعرفوا الحقيقة التي غابت عنهم، طب أخيراً يا سيدنا تحب تقول إيه قبل ما تمشي وتسيبني؟ فعلاً أنا لازم أمشي بس عايز أقول لكم حبوا بعض، سامحوا من يسيئوا إليكم، وأوصيكم بمصر وطني ألا تتركوها وتيأسوا، فالأمل في الغد وفي شبابها أقوى مما تظنوا، يقولها وهو يرحل عن خيالي، خلوا بالكم من مصر احفظوها في قلوبكم حبوها هي تستحق ولا تبخلوا عليها بدمكم وجهدكم وفكركم، وقبل كل شيء كنيستكم قفوا مع الأنبا تواضروس في رغبته بالنهضة الإدارية والروحية التي يقودها بفكره فهو ولدي واصلي له.
 
المختصر المفيد لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter