تستوقفنى احيانا بعض القصاصات القديمة التى اجمعها واحتفظ بها بين اوراقى من هذه الاوراق الحملة الضارية التى شنتها الصحف البريطانية والامريكية فى العشرينيات على زعيم مصر سعد باشا زغلول واتهمته فيها بالجهل ونكران الجميل وقلة الذوق وامتدت الحملة الى كبريات الصحف العالمية فى هجوم بالغ القسوة على الزعيم
واتهم بانه لايحترم العلم والعلماء كان سعد زغلول ايامها يراس اول وزارة برلمانية فى تاريخ مصر منذ سبعة الاف عام والحكاية ان سعد باشا لاحظ ان هيوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ امون يعامل المقبرة كانها ملكه الخاص يفتحها حين يشاء ويغلقها حين يشاء فارسل اليه سعد ينبهه ان المقبرة ملك مصر وانه يجب ان تفتح فى حضور مندوب الحكومة المصرية وانه من الواجب ان يخضع لتعليمات الحكومة

ورفض كارتر هذه التعليمات وابلغ سعد انه حر يفتح المقبرة متى شاء ويدخلها لمن يريد فما كان من سعد الا ان اصدر امرا باغلاق المقبرة وتعيين حراسة من الشرطة عليها وبمنع كارتر من الدخول وقامت الدنيا ولم تقعد واحتج المندوب السامى البريطانى واحتجت الحكومة البريطانبة
ونشرت الصحف العالمية فى افتتاحياتها مقالات تتهم سعد بالوقاحة فى معاملة المكتشف البريطانى والعالم الاثرى العظيم ولم يستسلم سعد للحملة واخطر كارتر بتعليمات الحكومة الا يفتح المقبرة الا فى وجود مندوب الحكومة وقالت صحف اوربا ان سعد قد اخطا فى تصرفه فقد عامل المكتشف العظيم كانه حرامى ولص من لصوص الاثاروهذا شىء لايليق ان يحدث مع عالم كبير له احترامه الهائل فى الاوساط العلمبة الدولية وبعد خمسة واربعون عاما اعلنت صحف العالم ان توماس هوفنج مدير متحف المتروبوليتان فى نيويورك اكد ان المكتشف العظيم هيوارد كارتر سرق من المقبرة 29 قطعة نادرة من اثار توت عنح امون موجودة فى اربع متاحف امريكية عشرون منها فى متحف متروبوليتان وحده والبعض بمتحف بروكلين ومتحف كانساس سيتى ومتاحف اخرى

وقد اصدر هوفنج كتاب هام اسمه توت عنخ امون القصة الخفية نشر بعد سبعون عاما من الاكتشاف اكد فيه ان المكتشف العظيم كان لصا كبيردخل الى المقبرة بطريقة غير شرعية وحصل على قطع نادرة من محتوياتها لقد كان الزعيم المصرى سعد زغلول على حق فى الحفاظ على تراث مصر ولولا قراراته الصارمة لنهبت باقى اثار الملك الطفل