الأقباط متحدون - الإخوان ماشين بـغباء إلى الهاوية..!
أخر تحديث ٠٢:١٥ | الاثنين ١٨ مارس ٢٠١٣ | ٩برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الإخوان ماشين بـ"غباء" إلى الهاوية..!

م. عزت بولس
م. عزت بولس

بقلم / عزت بولس
تتصاعد هذه الأيام وتيرة النبرة التشاؤمية بين كثيرين من الأقباط، مع تزايد مظاهر ترسيخ الحكم الإخواني، وتتعالى الأصوات المطالبة بالهجرة والبحث عن مأوى في بلاد قد لا يعرفون بعد موقعها على الخريطة، طالبين النزوح إليها غير عابئين أو مدركين لما قد يلاقونه هناك من صعوبات، بدءًا من لغات يصعب تفهمها أو إجادتها، إلى واقع اقتصادي غير معلوم مدى مستقبل تطوره في هذه البلاد! ويتداول الأقباط فيما بينهم الحُجج التي تبدو في ظاهراها منطقية لهم؛ لتبرير رغبتهم في ترك وطنهم، مدعمين آرائهم بما يرون من بدء انهيار الدولة ومؤسساتها، وما يُبث ويُنشر على الساحة الإعلامية، التي تكثر فيها فتاوى التكفير لما هو غير مسلم، بل لما هو مسلم منتهجٌ منهجًا معتدلًا غير متطرف دينيًّا، ويراقبون بنفس الاهتمام ظاهرة "الأخونة" التي تحاول الجماعة في سباق مع الزمن تحقيقها في جميع أجهزة الدولة.
والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن "هل الإخوان بيلعبوها صح؟"،
وبالرجوع قليلًا إلى ذاكرة التاريخ، واسترجاع مقولة الرجل المحنك، داهية السياسة المصرية عندما قال: "إن 99 % من قواعد اللعبة في يد أمريكا"، عبارة أطلقها "السادات" وصدقت توقعاته، وانهار الاتحاد السوفيتي، وأصبح التحكم في مصير أغلب شعوب العالم الثالث في يد الولايات المتحدة بنسبة 100% ،
واستوعب الإخوان العبارة تمامًا، واستعانوا ببعض أصدقاء الأمريكان حسني النية مثالي المقاصد، وسخَّروهم لعمل جسور من الاتصالات السرية مبدئيًّا، والعلنية لاحقا، مع الأمريكان السُّذج سياسيًّا، عدوهم المعلن، صديقهم في الباطن، وأوهموهم بمدى فاعليتهم وتواجدهم بين الجماهير، وسيطرتهم على الشارع المصري، والأهم من ذلك كله هي الضمانات التي قدموها لأمن إسرائيل، فأصبوا المسمار على رأسه Hit the nail on the head، أي عرفوا من أين تؤكل الكتف، وعرفوا يلعبوا سياسة صح بإقناع الأمريكان بمدى أهمية الحفاظ على معاهدة السلام "الساداتية" مع إسرائيل، ونجحوا فيما فشل فيه مبارك الرجل الوطني الذي لم يقبل أن يقدم أية تنازلات على حساب الشعب المصري، فكان لا مناص من التخلص منه، وتقديم الدعم الكامل للجماعة؛ حتى تتحكم في مصير الدولة، ولتحيا إسرائيل وتسقط مصر!
وسارع الإخوان بمخاطبة ود إسرائيل لإرضاء داعمهم الأكبر، متناسين ما روجوه سابقا خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك من عداء شديد للصهاينة، يصل إلى إعلانهم عن استعداهم للتطوع للزحف على القدس لتحريرها.. اختفىت كل هذه التصريحات عندما ما وصولوا إلى السلطة التي سعوا إليها منذ أكثر من 80 عامًا. وزاد الطينة بِلة، ما أثارة شيوخ الفتاوى من بدع، قوبلت بوابل من السخرية والاستياء بين طبقات الشعب المصري المختلفة، وأساء مَن يسمون أنفسهم "شيوخ" إلى دين الإسلام قبل الإساءة لأنفسهم!
وتأتى الرياح بما لا يشتهي الإخوان، ويتضح جليًّا أن الشعب المصري ليس بهذه السذاجة والسطحية، فلم يُخدع بالستار الديني الذي تلحفت بيه حمالات ماكينة الدعاية الإخوانية طويلًا، وحدث ما لم يكن متوقعًا أن يتحقق بمثل هذه السرعة على ساحة السياسة المصرية، وتدهورت شعبية الإخوان كثيرًا، ليس كنتيجة لدهاء القوى المثقفة الليبرالية، بل للغباء السياسي والغرور الذي تتحلى بيه الجماعة وأنصارها، فتفاقم حد العداء والحنق على "الجماعة"، وخسر الإخوان مكاسبهم في انتخابات اتحاد الطلبة التي احتفظوا بيها لعقود ماضية بجدارة، وتدهورت بالتبعية شعبية رئيس مصر خلال 8 أشهر كثيرًا، وفقد احترامه ومصداقيته، وأصبحت خطبه مثارًا للتهكم.
وبنظرة موضوعية للمعارضة المصرية، نجد أن نخبة "دكاترة" السياسة والقانون فشلت في التواصل مع القاعدة العريضة من الشعب لابتعادها عن الواقع، واستخدموا في تعاملهم العبارات الرنانة المتداولة بينهم، بعيدًا عن بقية المواطنين البسطاء، وتشبثوا بالمثالية غير المجدية مع فريق تمرس على الخداع والمراوغة!
إن مفتاح النجاح مع مَن يعرف كيفية استخدامه؛ لذا فعلى "النخبة" ترك موضوع العداء لدولة إسرائيل؛ لأن عداءهم لها "نكبة" لهم، وعلى الشعب المصري. وعليهم ترك الصراع العربي الإسرائيلي للفلسطينيين الذين يجب أن يكونوا جادين فعليًّا في حل مشاكلهم بأنفسهم مع إسرائيل، ويعلم قادة الفلسطينيين جيدًا أن أمرهم أصبح مفضوحًا، وهم يستثمرون استمرار الصراع لتحقيق مكاسب شخصية، مستفدين من استمرار الحال على ما هو عليه.
لقد سخَّر "مبارك" ماكينة الإعلام في شن هجوم على إسرائيل رافضًا كل محاولات التطبيع، مهاجمًا ومخونًا كل من حاول أن يجرؤ على أن يُقدم على خطوة للتقارب مع دولة معترف بها عالميًّا، وأثبتت وجودها علميًّا وتكنولوجيًّا (مصر تحتل المرتبة 112 في قائمة الدول المتقدمة، وإسرائيل رقم 16). واستطاعت أبواق الإعلام بدعم إخوانجى ماكر في تغذية هذه الكراهية!
وألهى الشعب بتطريب "شعبان عبد الرحيم"، "أنا بكرة إسرائيل". واستفادت إسرائيل بدهائها المعهود في توظيف النبرة العدائية الشرسة لصالحها.
إن نهاية السلطة الإخوانية والفكر الإخواني قد قاربا على الزوال؛ لأن معادلاتهم لم تستطع أن تفك "لوغاريتم" الشعب المصري وطبعتيه المتسامحة، وعليهم أن يُدركوا الواقع، وينسحبوا سريعًا من على ساحة السياسة المصرية، ويتخلوا عن أحلامهم الخلافية التي تداعب أفكارهم منذ عشرينيات القرن الماضي.
وعلى الأقباط والشعب المصري أن يثقوا أن زمام مستقبلهم بأيدهم، بالعمل الجاد، وتثقيف الذات، والإيمان بقدراتهم، وقريبًا سوف نحتفل بنزوح الهم الذي جثم على صدر مصر أكثر من 80 عامًا،
وليكن شعارنا "مصر أولًا وأخيرًا" !
خارج النص:
كل أما احاول أعمل حاجة صح يطلعلى حد يقولي إنت فاكر نفسك في سويسرا؟ هو احنا لازم نمشى غلط عشان إحنا في مصر؟! عجبي!
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter