الخميس ٢١ مارس ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: إسماعيل حسني
لايزال هول الصفعة التي انهال بها شابًا إخوانيًا على وجه الناشطة المصرية "ميرفت موسى" يقض مضاجع المصريين، ولا تزال أصداءه تتردد في جميع أنحاء العالم دليلا على فاشية النظام الإخواني وعداءه السافر للديمقراطية.
لم يدر هذا الشاب الإخواني حين هوى بيده الآثمة على وجه تلك الناشطة أن هذه الصفعة سوى تصيب وجه الوطن، ووجوه أبنائه من رجال ونساء، وتعصف بالتجربة الديمقراطية الوليدة التي ثار هذا الشعب من أجل إقامتها.
لقد تجرد شباب الإخوان في غزوة المقطم من كل القيم الإنسانية، وأظهروا للعالم كله نوازع الحقد والكراهية والعنف والكفر بالقانون والرفض للآخر التي تقوم الجماعة بزرعها في وجدان أعضاءها، في الوقت الذي يدعي فيه قادتها أنهم يقدمون نموذجا للتربية الإسلامية، وأنهم يسعون للحكم من أجل إتمام مكارم الأخلاق التي أفسدتها النظم غير الإسلامية.
ولا يستطيع الإخوان تبرير هذه الجريمة بكونها عملا فرديا، كما يبررون دائما جرائمهم وتصريحاتهم، ذلك أنها ارتكبت في سياق هجوم ضار شنه العشرات من حراس مكتب الإرشاد من شباب الإخوان على نشطاء مصريين كانوا يقيمون فعالية فنية سلمية معارضة أمام مقر المكتب، وكان جميعهم ينهالون على النشطاء بالشوم والكراسي وأقذر الشتائم. فالعنف كان ممنهجًا ومتعمدا وجماعيا بما يؤكد أنه قد جاء تنفيذا لأوامر صدرت لهذه المجموعة من الشباب بالتصرف على ذلك النحو.
لقد أشعلت هذه الجريمة النكراء نار الغضب في صدور المصريين على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم السياسية، وتنادى الناس في مختلف الأحزاب والنقابات ومواقع التواصل الاجتماعي بالقصاص من الإخوان، وتم إعلان يوم الجمعة 22 مارس مليونية للثأر والكرامة، مما يؤدي لتفاقم حالة الاستقطاب ويقضي على أي أمل في إخراج البلاد من أزمتها السياسية الراهنة.
إن أساليب العصابات الإجرامية التي يتبعها الإخوان منذ أن أخرجتهم ثورة 25 يناير من الكهوف، من اقتحام السجون، وقتل المتظاهرين في موقعة الجمل وماسبيرو ومحمد محمود، وحصار المحكمة الدستورية، وضرب وسحل واغتيال النشطاء، لها الأثر المباشر في تصاعد العنف في الشارع المصري، وتزايد استخدام الأسلحة في النزاعات الأهلية، وانتشار عمليات السحل والإعدام لمواطنين متهمين بعيدا عن يد العدالة.
كما سوف تؤدي هذه الأساليب بقانون رد الفعل إلى تكوين مليشيات معارضة تقوم بتنفيذ عمليات ثأرية عشوائية ضد الإخوان، وربما اصطياد عناصرهم في الطرقات والجامعات وغيرها، لتغرق البلاد في مستنقع من العنف والعنف المضاد، وهو ما حذرنا منه كثيرا، ولكن يبدو أن السيناريو الإخواني للتمكين يقضي بإحداث فوضى شاملة يمكن من خلالها تطبيق قوانين وإجراءات استثنائية من أجل تصفية المعارضة، والإنفراد بالحكم.
يجب أن تستمر الثورة برغم كل الخسائر والآلام والتضحيات، فاستمرار الثورة هو الأمل الوحيد في خلق جيل يتحدث بلغة العصر، ولديه القدرة على مقاومة الطغيان وإسقاطه.