الأقباط متحدون - الذئاب الشاردة و فروننا المقطوعة...؟
أخر تحديث ١٩:١٧ | الخميس ٢١ مارس ٢٠١٣ | ١٢برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الذئاب الشاردة و فروننا المقطوعة...؟

 بقلم:  نوري إيشوع

منذ قرون، هدر الشر في شرقنا الحزين بعد أن قويت شوكته  و انتشرت نيران حقده و غله على الحضارة و الإنسانية ليمحوها عن بكرة أبيها و يعيدنا الى عالمه الحجري، الهمجي ليسود الظالم، يقتل هذا و يسبي تلك، يسلب هذا البيت و يهدم الآخر، رافعاً راية السيف البتار لترويع العباد، اغتصاب الأوطان و حرق البلاد، تعرضنا و لا زلنا نتعرض الى هجمة غوغائية شرسة يقودها أبليس في السر بعقول شبه بشرية، قلوبها أقسى من الصوان تحمل بين ثناياها أفكار عرقية، دينية، عنصرية، تدخل كلها في معادلة و حشية لا إنسانية!
 
قتلوا أبنائنا، خطفوا بناتنا، سلبونا بيوتنا و اموالنا، وضعوا إيادهم القذرة على رزقنا و قوت عوائلنا، و نحن لا حولة و لا قوة لنا، نحن شعب قطع لسانه بيده، و أتخذ أغصان الغار سلاحا له،  نقش جباله الشماء بصورٍ حمامٍ مسالم، جاهز للذبح للسيف القادم من عفونة التاريخ ليحصد آلاف لا بل ملايين من شعبنا الآمان.
ما يُرتكبه المجرم المشرعن بحقنا يذكرني دائماً  بحكاية النعجة و أولادها و الذئب، يحكى في قديم الزمان كانت تعيش نعجة مع أولادها الثلاث في سبات و أمان  في أطرافِ وادٍ بعيد، تحرسها و ترعاها و تحميها و تعطف عليها بكل ما لديها من حنان و قوة، في أحد الأيام كشفت الأم بان  حليبها  لم يعد يكفي لإشباع صغارها، ففكرت باللجوء الى الجوار لتأمين طعامهم، و لكن في نفس الوقت كانت تخاف على صغارها من الذئب المتوحش، فخطرت ببالها فكرة تلقين أولادها كلمة للسر تبقى بينها و بينهم حفاظا على سلامتهم و لا يفتحون الباب لأي طارق كائنٍ كان إلا اذا ردد كلمة السر، كررت الأم كلمة السر على أطفالها و أوصدت الباب خلفها و أحكمت إغلاقه و ذهبت للبحث عن الحليب، مرت اسابيع على تلك الحال و في كل مرة قبل إغلاق الباب تذكر الأم أطفالها بكلمة السر .
 
و لكن لسوء الحظ  كان الذئب الشرير هذه المرة مختبأً بالقرب من المكان و سمع ما دار بين الأم النعجة  و النعاج الصغار و عندما ابتعدت النعجة عن المكان، أسرع الذئب الجائع الى قرع باب النعاج مقلداً صوت الأم طالبا فتح الباب، و لكن كما علمتهم أمهم طلبوا من الطارق كلمة السر فرددها الذئب بكل ثقة ففتحوا له الباب فانقض على النعاج الغضة و أراد أفتراسها و لكن لحسن الحظ  هرعت الأم النعجة الى البيت بعد أن أحست بالخطر على أطفالها فهجمت على الذئب و نطحته بقرونها الحادة عدة نطحات قاتلة فاردته قتيلاً. و سلمت و سلم النعاج من شره للأبد.
 
أما نحن،  فوالدتنا  قرونها مقطوعة طوعا، و كلما إينعت تلك القرون ذهبت بنفسها  أو أرسلها القيمين عليها الى الجزار ليقطعها من جديد، لنكون و تكون اللقمة السائغة لكل الذئاب.
 
منذ قرونً،  أجداد ذئاب اليوم، قدموا من بلاد الغدر و احتلوا أوطاننا، علقوا مشانق و هتكوا أعراض و سلبوا أملاك، فراخ اليوم هم أحفاد هؤلاء الغوغائيين  الذين يكررون كلمة سر أمنا  و يأخذوننا الى المجهول دون مقاومة كالخراف التي تساق للذبح و هي تبتسم للساطور! 
  قادتنا الأجلاء و شعبنا المسالم الأبي، الى متى نقبل الضيم و نرضخ للذل و نبتسم للقاتل،  قاتل محترف لا يعرف الرحمة و لن يردعه إلا السلاح الذي يقتلنا به!
إلى متى نذهب الى جزارهم بأقدامنا دون مقاومة ليقدمنا أضاحي العيد ؟
إلى متى  نُقاد الى المجهول كالقطعان التائعة لتتلقفنا وحوش الغاب و نكون الوليمة الشهية للذئاب؟
الى متى نصبر على تقرير مصيرنا دون الأخذ بعين الأعتبار كرامتنا، شرفنا و عرضنا الذي هتكه أجداد هؤلاء الذئاب و هم يستمرون في قتلنا حتى تاريخ الساعة؟
 
إلى متى نخاف  من إعلان الحق و النطق بكلمة لا ما دام الأمر جلل و يتعلق بوجودنا القومي و الإنساني و يطال أغلى ما عندنا،  الشرف و الكرامة؟
الى متى نبقى بركاناً خامداً يفتقد الى الحمم البركانية التي تصعق الغزاة و تردعهم؟
أليست النعجة أم الصغار الثلاث هي أكثر ذكاءً و نخوة  و صدقاً و إقداماً منا!
 
يا  إيها المضَطَهدون في عقر دياركم،  الذئب الشرير لا يشبع من دماء الأبرياء و لا يعرف  السلام لا بل هو العدو اللدود  لطالبي السلام.
أعزائي، لا يردع هؤلاء الأشرار إلا سلاحهم القاتل و هم أجبن من أن يجابهوا أصحاب الحق و مالكي الأرض و حماة العرض.  فلندافع عن أنفسنا مهما كان الثمن و الإنسان لا يموت إلا مرة واحدة  و كل مؤمن صادق يأمل أن تكون نهايته مشرفة، ثمنها صيانة  شرف و عرض و حماية فلذات أكبادنا و  نسائنا و أمهاتنا و أرضنا!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter