الأقباط متحدون - القديس الروحانى أباكير السريانى(1957-2002م)
أخر تحديث ٠٩:٤٩ | الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣ | ٢٢برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٨٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

القديس الروحانى أباكير السريانى(1957-2002م)

القديس الروحانى أباكير السريانى
القديس الروحانى أباكير السريانى

 أبونا أباكير السريانى اسمه العلمانى (قبل الرهبنة) صفوت وليم إسكندر ،  وقد ولد فى 7 أكتوبر 1957م ، بالمعصرة التابعة لمدينة حلوان ،محافظة القاهرة، وكان  والده تاجراً للغلال بمنطقة مصر القديمة،ومن محبى المسيح، ومن المترددين هو وأسرته على كنيسة مارمينا والبابا كيرلس والطاحونة ــ مكان يرتبط بقداسة البابا كيرلس السادس،والآن تعد مزار سياحى ــ  بمنطقة الزهراء بوسط القاهرة،وكان "صفوت" ترتيبه الرابع بين أخوته الثمانية، وإلتحق فى عام 1963 م بمدرسة المعصرة الأبتدائية،وفى عام 1969م حصل على الشهادة الأبتدائية، ثم إلتحق بمدرسة المعادى الأعدادية وحصل على شهادتها فى 1973م،ثم إلتحق بمدرسة المعادى الثانوية العسكرية،وكان من بين أوائلها،ثم إلتحق بكلية  الطب بالقصر العينى وتخرج فى نوفمبر عام 1981م،بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف الأولى،وإدى الخدمة العسكرية ،وبعدها واصل دراساته العليا فحصل على دبلومة المسالك  البولية  فى عام 1984م،وحصل على الماجستير فى الجراحة فى عام 1988م،وقام بإعداد أطروحته للدكتواره ،ولكنه لم يستكملها من أجل الرهبنة.


  ومن الجدير بالذكر أن صفوت وليم إسكندر،عمل بعد تخرجه كطبيب ممارس عام بمستشفى الصف العام( جنوب  محافظةالجيزة)،ثم تم ترقيته من ممارس عام  إلى  دكتور جراحة متخصص،فنقل إلى مستشفى مدينة البدرشين(جنوب محافظة الجيزة)فى عام 1985م،وكان ضمن فريق الأطباء بمستشفى السلام بمنطقة المهندسين،ولخدماته الطبية المتقدمة أسند إليه نيافة الأنبا"بسنتى "أسقف المصرة وتوابعها،إدارة مستشفى الأنبا برسوم الخيرى،هذا بالإضافة لعيادته الخاصة بمنطقة المعصرة،التى كانت ملجأ للمرضى الفقراء،حيث كان يتولى علاجهم مع منحهم الأدوية بالمجان، وطوال فترة عمله بالقطاعين العام والخاص كان نمـــوذجـاً للامانة، والمحبة والطاعة والاخلاص،وظل يعمل حتى سلك طريق الرهبنـــة عـــام 1998م.
 
      وبدأ  صفوت وليم  إسكند خدمته الأولى بمنطقة معصرة حلوان فى عام 1978م ،وبالتحديد بدير الأنبا "برسوم العريان"مع نيافة الحبر الجليل المتنيح الأنبا"بولس"ولأمانته فى الخدمة أسند إليه التحدث باسم خدام التربية الكنسية،وواصل صفوت خدمته فتولى أمين خدمة أبتدائى عام 1985م،ثم أمين خدمة إعدادى عام 1987م،وفى عهد نيافة الحبر الجليل نيافة الأنبا "بسنتى "أسقف المعصرة وتوابعها الحالى ،أسند إليه أمانة خدمة كنيسة الشهيدة دميانة بالمصرة المحطة، وظل يواصل خدمته بذات الكنيسة حتى بداية ترهبة عام 1998م.
 
على أية حال،ربما بدأ صفوت وليم إسكندر ممارسة الحياة الرهبانية اليومة قبل أن يلتحق بالدير، فقد تم رسامته شماساُ فى 11 يوليو 1985م، على يد نيافة الحبر الجليل الأنبا"متاؤس" أسقف مصر القديمة فى ذات الفترة ،باسم الشماس "أباكير"وكان دائما ، زيارة اديــرة وادى النطرون، وخاصة ديــر السريان العامر ،بمنطقة وادى النطرون فإلتحق به فى عام 1998م،ولكن رئيسه نيافة الأنبا "متاؤس"الحالى  أشترط عليه رسامته رأهباً، بعد أن  ينتهى أخيه الأصغر"وسيم وليم إسكندر"تعليمه،وبالفعل تم رسامته على يد قداسة البابا المتنيح "شنودة الثالث" البطريرك(117)،فى 31 مارس 2001م،كراهب باسم "أباكير السريانى"،ومن الطريف أنه جمع مابين أسمه فى الشماسيه والرهابنة،وربما لم تكن صدفة بل أختيار من السماء،وفى دير السريان العامر،مارس حياته اليومية كراهب،وأسند إليه ربيتة الدير(مدير الدير)خدمة القصر بالديرــ مكان مقابلة رئيس الدير ببعض كبار المسؤلين بالدولة أو بعض الأراخنةــ والعيادة والصيدلاية،وظل يخدم بها حتى نياحته فى 26 مارس 2002م،  وكانت الرهبنة فى حياته تعنى حياة الوحـدة والزهد والنسك والصلاة والتسبيح، وهي فلسفـــة الـديانة المسيحية، والجامعة التي تـخرج فيها مـئات الأباء من الرهبان الذين قادوا الكنيسة بالحكمة.
 
   وكان من مواهب أبونا أباكير السريانى كتابة القصائد الشعرية والنصوص الأدبية، فنذكر على سبيل المثال قصيدته عن قداسة البابا شنودة الثالث المتنيح باسم "يا شمعة القرن العشرين"،وقصيدة رثاء لأخته،وسكان السماء،ومديحة للقديس الأنبا يحنس كاما،و أباكير ويوحنا،ولموهبته الشعرية صدرت له ثلاث إلبومات على شرائط كاست وسى دى نذكرها:كواكب البرية لدير البراموس عام 1990م،والعمودان النيران لدير الأنبا بولا عام 1992م ،والأنبا برسوم العريان عام 1993م،وترك لنا كتابً يعد تراثاً دابياً بعنوان"مقالة الموت" صادر عن دير السريان العامر عام 2002م.
 
   وتمتع أبونا أباكير السريانى بروحانية كبيرة فنذكر على سبيل المثال،قبل نياحته بأيام قليلة كان يرقد مريضاً بمستشفى الحياة بمصر الجديدة(مدينة القاهرة) ،فقامت بزيارته والدته فقال لها :يأمى لأتأتى لزيارتى يومى الأحد والأثنين وتعالى يوم الثلاثاء قبل سفرى،وتحققت نبؤته،كما ذكر أحد رهبان دير السريان العامر رؤية  أثناء نومه لأبونا أباكير، بإن أبيه المتنيح  منذ أيام قليلة قد رآئه بالسماء،فقام من نومه على خبر نياحة أبونا أباكير السريانى، ولذلك قال عنه رئيس الدير نيافة الأنبا "متاؤس":لم يكن أبونا أباكير شخص عادياً بل ملاكاً تباركت به الأماكن التى مكث بها فى حياته القصيرة على الأرض،وقال أحد شيوخ الرهبان :لم يكن أبونا أباكير شخصا بل ملاكأً نزل من السماء عاش 4 سنوات ببرية شيهيت،وذكر راهباً آخر من رهبان الدير أن أبونا أباكير أعاد إلى ذهنى قصص قديسى القرن الرابع الميلادى.
 
    كما كان أبونا أباكير من عاشقى تراب مصر،ودائما كان من الرافضين للهجرة خارج البلاد ،وهذا ما ذكره فى قصيدته عن مصر قائلاً:
  ربى احــفظ ديــرنا ........وكل ديارنا من شرور
 ربى احـفظ مصرنا....... سيَّجَعليـــها مثل ســــور

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter