إذ لا خبرة لي بالزراعة, ولكنني كلما طالبت بنصف المحصول أو قيمة إيجار الأرض كما هو متعارف عليه, تنكر لي ابن عم زوجي وامتنع عن ذلك, وقال لي: لك معاش شهري كبير يكفيك وولدك, فماذا تحتاجين من الأرض؟, ولجأت مرارا إلي كبراء العائلة للتدخل وحل المشكلة..لكن بلا جدوي..وأخيرا نصحني البعض باللجوء للقضاء لكنني أخشي أن أكون سببا في تعكير العلاقة بين ابني الصغير وعائلته عندما يكبر, فماذا أفعل وما حكم هذا الرجل الذي يصر علي اغتصاب حقي وحق ولدي اليتيم منذ سبع سنوات ؟
 

الدكتور حلمي عبد الرءوف أستاذ الفقه المقارن بكلية التربية جامعة الأزهر, يجيب قائلا: إنه لا يجوز لأحد أن يغتصب حق أحد ظلما دون رضاه, ولو كان صاحب هذا الحق موسرا أو ذا مال ومعاش ونحوه, ولا يجوز هذا الفعل من باب أولي مع اليتيم حتي لو صدر من وليه القائم علي أمواله..فما بالنا وهذا الرجل ليس وليا لهذا الصغير, ومن ثم فإن اغتصاب هذا الرجل للأرض حرام ولا يجوز له شرعا, كما لا يجوز للمرأة أن تسكت عن سلب هذا الحق لاسيما أنه مر عليه سبع سنوات كما تقول, وهو ليس حقها فقط بل حق ولدها أيضا هي مؤتمنة أمام الله عليه ولا تملك التهاون أو التفريط فيه. لذا فعليها أن تطالب بحقها وحق ولدها بالمعروف وتنتدب في ذلك من شاءت من كبراء البلدة التي تقيم بها علهم يفلحون في إقناع الرجل بالرجوع عن ظلمه, وإلا فعليها أن تلجأ إلي القضاء دون تردد ولا عبرة في تخوفها من توتر العلاقة بين ولدها وأسرة أبيه, فإن حدث ذلك فهم الذين بادروا بقطع الرحم يوم أن امتنعوا عن إعطائها حقها, وليست هي.
 

أما ابن العم مغتصب الأرض فعليه أن يسارع بإعادة الحق إلي أصحابه, وليحذر عقاب الله عز وجل لأنه بفعله هذا يأكل أموال الناس بالباطل وقد حذر الله عز وجل من عاقبة ذلك في قوله تعالي++ إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. والنبي صلي الله عليه وسلم ينهانا عن ذلك في قوله لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه.