الأقباط متحدون - منع البابا شنوده زيارة القدس
أخر تحديث ١٩:١٨ | الاثنين ١ ابريل ٢٠١٣ | ٢٣برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٨٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

منع البابا شنوده زيارة القدس

 البابا شنوده
البابا شنوده

مينا اسعد كامل

مهلا
هذا ليس عنوان المقال
بل ان هذا المقال يرد على ما نشر ببعض الجرائد بنفس العنوان السابق ..
بداية اسمحوا لي ان اهنئ الطوائف التي تحتفل هذه الايام بعيد القيامة المجيد كل عام وانتم في نمو روحي وفكري وقيامة يوميا مع المسيح له المجد .. والطوائف التي لا تزال تنال بركة الصيام الكبير المقدس اقول لهم – ولنفسي – دعونا معا نعبر اسابيع الصيام كما عبر موسى بشعب اسرائيل حتى نعيش اقيامة المسيح في ارواحنا واجسادنا ..
كل سنة و الجميع بخير ..
ونعود معا لهذا العنوان الذي قراته ففتحت المقال (منع البابا شنوده زيارة القدس"هرطقه")
ربما تكون فتحت المقال متحفزا رافضا العنوان .. وربما تكون فتحته فرحا سعيدا ان هناك من يهاجم قداسة البابا شنودة .. ان كنت من الفئة الثانية اسمح لي ان اخيب املك تماما .. واعتقد انك ان كنت حياديا ومثقفا وتتقبل الدراسة العلمية اعدك انك لن تجروء على مهاجمة قداسة البابا ثانية بخصوص موضوع السفر الي القدس !!
ولنبدء..
لابد لنا ان نعلم اولا معنى كلمة (هرطقة) وهي كلمة نتداولها كثيرا بالرغم من ان كثيرين ان سالتهم ربما يعجزون عن وصف تعريف لهذا المصطلح  لنقرا معا (ويكي المصدر)
الكلمة "هرطقة" من اليونانية αἵρεσις "ايرِسيس
 (أصلها من αἱρέομαι "ايريوماي" بمعنى "يختار")
 و هو ما يعني إما اختيارا مغايرا في العقيدة أو نحلة من المؤمنين.
كان إرنايوس Irenaeus هو من أعطى الكلمة زخمها المعروفة به حاليا في مؤلفه Ελεγχοσ Καί Ανατροπη Τησ Ψευδονόμου Γνώσεωσ
Detection and Overthrow of the Pretended but False Gnosis.
"ضد الهرطقات" الذي وصف فيه و فند آراء مناوئيه في بدايات الكنيسة المسيحية، و قد وَصفَ إرنايوس نفسه بأنه أورثودوكسي ("أوروثو" تعني "صحيح" و "دوكسا" تعني عقيدة)،.
 
لذا فكلمة "هرطقة" ليست وصفا موضوعيا و إنما تنطلق من وجهة نظر من يستخدمها الذي ينتمي إلى جماعة كانت قد اتفقت فيما بينها مسبقا على ما هو "أورثودوكس"، أي صحيح و ملتزم بالأصل، أي أصوليا. فلكي يوجد من يمكن وصفه بالمهرطق فإنه يجب أن يسبقه وجود نظام راسخ من المعتقدات ..
لذا على من جروء على وصف البابا شنودة (بالمهرطق) ان يأتي لنا بهذا النظام الراسخ من المعتقدات الذي يؤكد على ان زيارة القدس تحديدا و الاماكن المقدسة بعامتها فرضا واجبا النفاذ على من استطاع . عندها فقط يستطيع كل عابث بالكلمات ان يصف قداسة البابا بالمهرطق !! والي هذا الحين – الذي لن ياتي ابدا – يسقط كل ادعاء بان قرار البابا شنودة بمنع الاقباط الارثوذكس من السفر للقدس هو قرار باطل او مهرطق !
لنترك هؤلاء الان مع جوجل او ياهو يبحثون ويبحثون عن هذا الرسوخ الوهمي وننتقل معا الي نقطة اخرى .. وهي تقييم القرار- باختصار -  الذي اتخذه البابا شنودة والتقييم هنا من واقع التعليم الكتابي  :
"أَيُّها الأَحبَّاء، لا تَركُنوا الى كلِّ رُوحٍ، بلِ اختبِروا الأَرْواحَ هل هيَ مِنَ الله، لأَنَّ أَنبياءَ كذَبَةً كثيرينَ قد خَرَجوا الى العالَم" 1يو 4 :1
: لا يوجد في الكتاب المقدس او اقوال الاباء او الطقوس الكنسية او التقليد او غيرهم ما يجعل هناك فريضة لزيارة الاماكن المقدسة .. هناك الصلاة و الصوم و الطقوس و الاسرار السبعه وغيرها لكن الحج غير موجود .. اذن البابا شنودة لم يمنع تطبيق شريعه مسيحية او يوقف تعليم كتابي.
لماذا الذهاب الي القدس تحديدا ؟؟ هذا السؤال ليس بداية فقرة جديدة ساجيب عنها ولكن هو سؤال للمعترضين لماذا الذهاب الي القدس ؟ ما الذي ستناله زائدا عند زيارتك لقبر المسيح المقدس ؟؟؟؟؟؟؟
هل تبحث عن البركة ؟؟؟ لو كانت هذه اجابتك اخي المعترض فاسمح لي اخي البركة التي تبحث عنها ليست في القدس ابدا ..
يقول الكتاب :
مت 18: 20    لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم
فالمسيح ذاته معك ان اجتمعت على اسمة .. فهل قال اجتمعوا في القدس ؟؟؟
مر 16: 17    وهذه الآيات تتبع المؤمنين.يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة.
باسم المسيح فقط انت تستطيع فعل قوات وعجائب .. هل هذا يسري على القدس فقط ؟؟
فاي بركة تلك التي تبحث عنها في القدس تحديدا ؟؟؟ هل مارست اسم قوة اسم يسوع كاملة قبل ان تهاجم راس الكنيسة فيما لا علم لك به ؟؟؟؟
وهل تعتقد اخي انك لو ذهبت الي القدس ستنال بركة هناك ؟؟؟ بالتاكيد انت حالم
مر 6: 5    ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم.
المسيح لا يستجيب الا لطلبة الايمان حتى في وجودة من لم يؤمن به مباشرة لم ينال ايه عجائب .. فهل انت يا من تريد الذهاب للقدس تؤمن ؟ وان كنت مؤمنا هل مارست سر الاسم العظيم ؟؟؟ ام انك تتوقع الذهاب الي هناك " وساعتها تتحل من عنده " او تعود من القدس حاملا لقب "المقدس" وتكتبه على حوائط منزلك وخمسة وخميسة وتدبح العجل :D
 
يقول القديس اوغسطينوس :
+ فإذ هم أموات (بالخطية) يلزمهم أن يفهموا أنه ليس لهم (الحياة الأبدية) وإذ يأكلون جسد المسيح في هذه الحياة فإنهم وإن ماتوا لكنهم يحيون إلي الأبد لأن المسيح هو الحياة الأبدية.
يو 6: 54    من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير.
يو 6: 56    من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وانا فيه.
 
هذا هو سر الافخارستيا .. الاتحاد الكامل بالمسيح .. فهل تمارسة عن استحقاق ؟؟ ان كانت اجابتك نعم فانت متحد فعلا بالمسيح ولا تحتاج الي القدس .. وان كانت اجابتك بلا اليس من الاولى ان تمارسة مستحقا قبل ان تبحث عن اماكن تنال منها البركة ؟؟؟؟
اخر نقطة ساتناولها معكم اليوم ونتوقف مؤقتا – لحين ان يبدأ المعترضون في شتمي بعد عجزهم عن الرد :D – هي نقطة لماذا العقوبة ان لم يكن الذهاب للقدس لا اهمية له ؟؟
لماذا وضعت الكنيسة – اقول الكنيسة وليس البابا شنودة – عقوبات وحرومات وتاكيد على توبة لمن يذهب الي القدس ؟
اتسائل .. من قال ان العقوبة على الذهاب الي القدس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان العقوبة الكنسية في الاساس هي لمن تكبر وخالف التعليم وخالف قرار المجمع الذي جاء موافقا للكتاب المقدس و التقليد الكنسي كما ذكرنا سابقا
العقوبة او التاديب الكنسي او الديني هي لاستمرار الخاطئ على ممارسة الخطية وعدم توبته عنها وهي تطبق في كثيرا ان كان اقترف فعلا فادحا اعثر جماعه المؤمنين  هنا يكون تقويم العضو المخطئ بالعقوبة ولو كانت معلنه – كما كان يحدث في القرون الثلاثة الاولى الميلادية – هي بمثابة دواء يعالج نتيجة الخطيئة ومن الكتاب الثاني من مجموعه كتب المراسم الرسولية والتي تعتبر دليلا رعائيا شاملا فوض فيه الرسل للاسقف و القيادات الكنسية سلطة توقيع العقوبة او التاديب على الخاطئ لحفظ سلامة الرعية .. وهنا الخطية لم تكن ابدا هي القدس في حد ذاته .. ولكن مخالفه التعليم و التركيز على فكر غير كتابي بل واعثار الاخرين ووضع الكنيسة في حاله لا سلام مع الاخر ...
والان ...
من يهاجم قرار الكنيسة بعدم الذهاب الي القدس عليه وباختصار :
منحنا دليل لفريضة الحج
بيان الفائدة التي سينالها من القدس وغير موجودة في اماكن اخرى
 
وكل عيد قيامة وانتم بخير وتذكروا دائما ان قيامة المسيح هي قيامة لارواحنا نعيشها كل يوم في الايمان والاعمال بالمسيح يسوع.
 
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع