الثلاثاء ٢ ابريل ٢٠١٣ -
٤١:
٠١ م +02:00 EET
بقلم :جرجس بشرى
من المؤكد أن الحالة التي وصلت إليها الدولة المصرية في عهد إدارة جماعة الإخوان المسلمين لشئون البلاد يمكن وصفها بدون مبالغة بـ"الكارثية" ويتضح ذلك في سوء الإدارة ،على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها ، فقد وصل المواطن المصري في عهد وصول د.محمد مرسي للحكم إلى مستويات غير مسبوقة من الفقر والإذلال ، وتردي مستوى المعيشة الذي بات ينبئ بقدوم ثورة جياع في مصر.
فسياسة التمكين التي تجري على قدم وساق في مفاصل مؤسسات الدولة كفيلة وحدها بإسقاط الدولة ، فالمعروف في أي بلد متحضر أنها تستخدم أسلوب الإدارة بالأهداف لتحقيق أهدافها البعيدة والقصيرة الأجل ، ولكن يبدو أن الجماعة تستخدم أسلوب جديد في إدارة الدولة المصرية وهو" الإدارة بالأخونة " أو " أخونة الإدارة الحكومية" وصولا لأهداف الجماعة وليس لأجل رفعة الدولة المصرية ، ومن الواضح أن مصر في عهد محمد مرسي وصلت لحالة خطيرة من الانقسام والتشتت نتيجة أسلوب الانحطاط المتعمد في الإدارة التي تنتهجه الجماعة.
فحالة الانقسام والتقاتل الذي يجرى الآن لم يحدث في عهد المحتل الأجنبي ، الذي باءت كل مساعيه بالفشل في أحداث الفرقة والتشرذم والانقسام والتقاتل بين المصريين ، وأظن ــ والظن هنا ليس إثمًا ــ أن هذه النتائج التي نراها واقعًا فعليًا على الأرض ما هي إلا نتيجة طبيعية لحرب بالوكالة تقوم بها الجماعة ضد المصريين نيابة عن المحتل وتحقيقا لأمن إسرائيل على المستوى القريب وتمريرا ً لمخطط تقسيم منطقة الشرق الأوسط على المدى البعيد ، فقد بات واضحاً وليس خافياً على ذي فهم أن الإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني ودولة إسرائيل يستخدمون هذه الجماعة المتحالفة معهم عضويا لتحقيق هذه الأهداف وتأديب المصريين بجماعة تتخذ من الإسلام ستاراً وأفعالها بعيدة كل البعد عن سماحة الإسلام ، فعمالة الجماعة للغرب ولإسرائيل باتت واضحة للقاصي والداني خاصة وأن هناك قرابة 153 زيارة ولقاء لشخصيات من الإخوان للجماعة من عهد النظام السابق حتى الآن.
كما أن الإدارة الأمريكية نفسها أنفقت قرابة مليار ونصف دولار لتمكين الجماعة، ووصول محمد مرسي إلى حكم مصر ، بحسب تصريحات رومني المرشح المتنافس على الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، كما أن هناك وثائق تؤكد على انتماء الجماعة للماسونية العالمية وأكد على ذلك القيادي المنشق عن الجماعة د.ثروت الخرباوي ، ويتم حالياً طبع كتاب للأستاذ شحاتة محمد شحاتة المحامي مدير المركز العربي للنزاهة والشفافية بعنوان" جماعة الإخوان الماسونيين".
وهذا الكتاب يوثق انتماء الجماعة للماسونية العالمية ، والأخطر من ذلك كله أن أخونة الإدارة المصرية الحكومية بات يستهدف مؤسسة القضاء الشامخ، والجيش والتعليم والإعلام وهو الأمر الذي ينبئ بكارثة انجراف مصر إلى منحى اللا دوله ، في مسعى لتفتيت مصر وإسقاطها ، فإسقاط أي دولة يبدأ باستهداف المؤسسة العسكرية وأخونتها لتتماشى مع سياسات المحتل ثم أخونة القضاء الذي باتت مؤشراته واضحة في عهد الجماعة عبر حصار المحكمة الدستورية العليا ،وإرهاب قضاتها كي لا يصدرون أحكام مناهضة للجماعة مرورًا بتعيين نائب عام إخواني يبرر للجماعة الانتهاكات التي تحدث بحق الدولة المصرية والمصريين والثوار ويؤسس لسياسة الإفلات من العقاب إزاء هذه الجرائم ، وما يؤكد خطر هذه الجماعة على الأمن الداخلي والخارجي كان النظام السابق يمنعها تبوء مناصب في الأمن القومي في لجان مجلس الشعب ،كما أن ما يحدث في سيناء في عهد محمد مرسي يؤكد وفاء مرسي لإسرائيل وضمان أمنها والتزامه بتنفيذ مخطط التفتيت بحذافيره بإزاحة سيناء غزة إلى سينا.
وها نحن نلحظ محاولات ومخططات لتوطين 750 ألف فلسطيني في غزة وقيام الجماعة ببيع الجنسية المصرية لفلسطينيين ، والسماح للفلسطينيين بشراء مساحات شاسعة من الأراضي في سيناء ، وعدم ملاحقة قتلة جنودنا في رفح وإتباع سياسة الإفلات من العقاب مع من قاموا بقتلهم من حركة حماس الإخوانيه ـ بحسب شهادة خبراء عسكريين ــ ومن المريب حقاً أن نلحظ تصريحاً من السفيرة الأمريكية بالقاهرة"آن باترسون" مؤخرًا تقول فيه أن الإخوان هايلين ومفيش أحسن منهم والإدارة الأمريكية سعيدة بتوليهم الحكم ،ويستجيبون لكل طلباتنا كما أنهم يحافظون نسبيا على الأمن ،من الواضح إنها تقصد أمن إسرائيل ـ !!
لكن يبدو أن الجماعة ومن يساندونها والمتحالفين معها قد تناسوا طبيعة الشعب المصري المتماسك بكل مكوناته ، والذي لا تنطوي عليه شعارات التدين الكاذبة ، والذي سيثور ثورة هي قادمة لا محالة لإنقاذ مصر من خطر الاحتلال الصهيو أمريكي لمصر والذي يتم بالوكالة، والوكيل هنا هو الجماعة .