تتناقل وسائل الاعلام المختلفة أخبار وأرقام وإحصائيات مختلفة حول هجرة الاقباط بعد ثورة 25يناير، وللاسف يستخدم البعض هذه الظاهرة كجزء من ادوات الصراع السياسي مع الحكم الاخواني .. والبعض الاخر من الاقباط انفسهم يشارك بوعي او بدون وعي في التهجير الطوعي للاقباط
تتناقل وسائل الاعلام المختلفة أخبار وأرقام وإحصائيات مختلفة حول هجرة الاقباط بعد ثورة 25يناير، وللاسف يستخدم البعض هذه الظاهرة كجزء من ادوات الصراع السياسي مع الحكم الاخواني .. والبعض الاخر من الاقباط انفسهم يشارك بوعي او بدون وعي في التهجير الطوعي للاقباط ، هذة اللعبة التي يستخدم فيها رجال اعمال ووكلاء هجرة ومنظمات حقوقية وصحفيين يعملون في خدمة هولاء الوكلاء.. حذرت منها ومازلت ..وهي عملية تجريف للامة المصرية بعد ان تفككت مقومات الدولة
النخب المصرية منذ تقرير العطيفي 1972 وحتي الان لا تنظر الي القضية القبطية الا من منظور طائفي وليس من منظور وطني والنخب القبطية ترسخ تلك الرؤية القاصرة ويضيف عليها بعض المظالم مثل أسلمة القاصرات وغيرها .. دون ادراك حقيقي بأن ثورة 1919 العظيمة تحدثت عن "عنصري الامة" في دلالة مبكرة علي وعي وطني قومي يتجاوز حدود الطائفية الي افاق بناء الامة العصرية في دولة القانون ،وبلغت عوامل الاندماج القومي مداها في نماذج مثل مكرم عبيد وسينوت حنا وويصا واصف وغيرهم ، كيف كان ينجح هؤلاء يأصوات الوفديين ولا اقول بأصوات المسلمين!وثورة 25يناير في ال18 يوما الاولي لها كادت ان تعيد انتاج ما تبقي ولو رمزيا من تلك الظاهرة ولعل ذلك ما دفع الاسلاميين لخنق هذا الوليد مبكرا،ولذلك اشتد ضربها للاقباط بهدف مزدوج :الاول هو خلق حالة من الذعر في الاوساط القبطية بالعنف المباشر ولم يقدم احد للمحاكمة !! والثاني تجسد في التهجير القسري ولذي شمل اكثر من 100 أسرة مابين اسيوط والعامرية ودهشور وسيناء، الامر الذي خلق حالة من الفزع وسط الاقباط ، والان يستغل البعض زيارات الحجيج القبطي للقدس لإدعاء مخطط لتهريب الاقباط لاسرائيل ، ويمتد مسلسل استخدام الام البشروالاتجار بها الي حد انشاء شركات متخصصة في تهجير الاقباط الي جورجيا!! ويستغل هؤلاء العامل الديني والمذهبي في صناعة "لاهوت للهجرة" مثل ان جورجيا "ارثوذكسية" وبالطبع لايعلم هؤلاء شئ عن الاساس الاجتماعي والعرقي للصراعات المذهبية في منطقة القوقاز ومدي امكانية نشوب مثل هذة الصراعات مع مئات الالاف من المهاجرين الاقباط ولماذا لم يتجهوا الي الولايات المتحدة او كندا او استراليا؟ وعلاقة ذلك بتجريف الثروة القبطية واثرذلك علي اهتزاز المكانة القبطية خلال سنوات قليلة الامر الذي سوف يؤدي لمزيد من اضطهاد الاغلبية الساحقة من فقراء الاقباط والذين يشكلون في اقل تقدير 70% وهؤلاء لن يستطيعوا الهجرة.. الاخطر من ذلك هو ما تردده يعض المواقع والوكالات عن محاولات بعض الاقباط الهجرة لاسرائيل والحقيقة ان هناك مواطنين مصريين مسلمين واقباط قد تزوجوا من بنات من عرب 1948 منذ عشرين عاما وشرعوا بعد الهوجة الاخيرة في استدعاء ذويهم واصدقائهم ومن ضمن هؤلاء اقباط ، وسبق لي ان نشرت موضوعات وابحاث في ذلك الامر ،ولكن الخطر ان تصل يد وكلاء الهجرة الي تلك المنطقة المحظورة وتربط بعض الاصوات بين الاقباط وبين اسرائيل وزيارة بعضهم للاراضي المقدسة ، رحم اللة قداسة البابا شنودة الثالث الذي كان يسد هذة الثغرة بحكمته وافقه الروحي والسياسي.
نقلا عن وطني