الأقباط متحدون - لماذا لا يوجد كلمة مرادفة لكلمة compromise في اللغة العربية
أخر تحديث ٠٠:٢١ | الجمعة ٥ ابريل ٢٠١٣ | ٢٧برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٨٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

لماذا لا يوجد كلمة مرادفة لكلمة compromise في اللغة العربية

بقلم شريف منصور
 
كلمة compromise في اللغة الإنجليزية كلمة تربوية و كلمة تستخدم في الحوار بين أي طرفين يريدون الوصول إلي حل ما لمشكلة ما. 
 
و استبينت معني الكلمة في عدة معاجم عربية إنجليزية ولم أجد للكلمة كلمة مرادفة واحده تحمل المعني غير كلمة فضح كفعل.
 
يحاول البعض أن يقول لا هناك مرادف بكلمة فهي تعني تسوية او حل وسط كوصف لموقف ما. ويقول البعض كما ذكرت مسبقا تستخدم كفعل مثل توصل إلي تفاهم، فضح أو التوصل إلي تسوية مذلة ؟
 
في اللغة الإنجليزية الكلمة تستخدم عندما يريد أي طرفين أن يصلوا إلي حل سلمي بعيدا عن أساليب قد تكون اقل سلمية حتى وان كانت أساليب قانونية. وهم متأكدين أن الوصول إلي هذا الحل يحتاج إلي مرونة في طلبات كل طرف.
 
بدون ادني شك أن الأقباط يعرفون معني هذه الكلمة و يستخدمون المعني في علاقاتهم مع إخوانهم المسلمين في مصر. ولكن بصعود التيار الإسلامي إلي سدة الحكم نجد أن المعني انحصر في المعني الأخير للكلمة “ التوصل إلي تسوية مذلة “.
 
عندما يأتي شخص يسلبك حقك الطبيعي في ممارسة حياتك  الطبيعية كمواطن علي ارض وطنك . و يرغمك علي التصالح عن طريق الجلسات العرفية. نجد أننا أمام موقف لم يعد ينفع معه استخدام الكلمة من المنطلق المسيحي .
 
و الأمثلة علي هذا كثيرة و من اشهرها أسلم تسلم. او أن أردت أن تظل مسيحيا عليك دفع الجزية او أن أردتم الاستمرار في ممارسة شعائركم الدينية فعليكم بخفض أصواتكم ولا تدقوا ناقوسا ولا تجاهروا بأيمانكم في العلن وترضوا ان تكونوا مرؤوسين حتى وان كنتم أنتم الأكفاء. نحن الاعلوون في بلادكم ان كان عاجبكم وان مكنش امشي وسيبها او عيش ذليل فيها.
 
بصراحة دوام هذا الحال أصبح من المحال. لا يرضي إنسان عنده كرامة أن يعيش ذليل في وطنه دون أي ذنب اقترفه غير انه مختلف العقيدة عن الغالبية من الشعب. في حين أن هذه الأغلبية الغالبية منهم لا يوافقون علي ما يرتكبه هؤلاء الإرهابيين الذين يرهبون المواطنين سواء بالفعل مع المسيحيين او بالقول مع غالبية المسلمين المسالمين المتحضرين.
 
في الماضي قبل تحول النظام علنا و رسميا إلي نظام عنصري علي يد الأخوان المسلمين و السلفيين كنا نحاول ان نجد حلول وسط و حلول عقلانية لحل غالبية المشاكل الطائفية. وعلي الرغم من أن 100% من هذه المشاكل تحدث من طرف واحد وبدون وجه حق كنا نرتضي الحلول القمعية الإذعانية المفروضة علينا من اجل سلامة الوطن الذي نحبه أكثر مما نحب اي شيء أخر في الوجود. ولكن اليوم لم يعد هناك وطن بالمعني الحقيقي للوطن حتي نخشى عليه، فالوطن مصر الحضارة ضاع ووقع فريسة في يد الإرهاب الديني العنصري علي يد جماعة متطرفه تطرف لا مثيل له في أي مكان أخر في العالم الا في دول متخلفة تخلف فريد من نوعه، كالصومال و أفغانستان و السودان  و باكستان و ليبيا و الجزائر و سوريا في طريقها إلي المصير المظلم هي الاخري .
 
فاصبح هذا الفصيل الفاشي النازي يتحكم في مقدرات اكبر دولة حضارة في الشرق الاوسط بل في العالم كله . وان كانت مصر لم تشهد تفجيرات مثل تفجيرات العراق او حروب مثل حروب سوريا او الصومال او انقسام الوطن مثلما حدث في السودان او القتل و النهب مثل افغانستان في السبب الوحيد لو لاحظتم هو الفارق بين مصر وبين كل هذه الدول. الفارق هو وجود صمام الأمان المتمثل في أخلاقيات الأقباط المسيحية وحبهم لوطنهم مهما كان الثمن. و القول الشائع بينهم هو "هل نحرق الوطن لكي نحافظ عليه ؟ هل نقتل الوطن لكي نحيا".
 
فهل يستطيع الأقباط صمام الأمان في مصر احتمال هذا الوضع الخطير أكثر من هذا ؟ هل يصمتون وهم يرون الوطن ضائع و المسيطرون عليه بلا أي ضمير وبلا أي عقل وبلا إي تقدير للوطن ؟ 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع